الوداد يتسلح بنجومه والهدف حُلم مونديال الأندية

03 فبراير 2023
حصد الوداد لقب دوري أبطال أفريقيا بفضل نجومه (سيباستيان فريج/Getty)
+ الخط -

ليس هناك حديث بين الجماهير المغربية هذه الأيام إلا عن فريق الوداد العالمي، مع اقتراب انطلاق رحلة "البيضاوي" الرسمية في منافسات بطولة كأس العالم للأندية، التي تقام في المملكة، حيث سيواجه امتحاناً صعباً ضد الهلال السعودي.

ولا يتعامل أحد مع الوداد بوصفه مشاركاً كبطل للدوري المغربي البلد المستضيف للمونديال، بل كرائد لنهضة الكرة المغربية في عام 2022، التي شهدت أهم إنجاز كروي عربي في التاريخ، عبر فوز منتخب المغرب بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2022 في قطر.

ويمثل نادي الوداد ضربة البداية في هذا الإنجاز التاريخي، فهو من فتح الباب أمام تتويجات كبرى للكرة المغربية، حينما حاز لقب بطل دوري أبطال أفريقيا نسخة 2022 على حساب الأهلي المصري في النهائي، ثم قدم لمنتخب المغرب مديره الفني الأسطوري وليد الركراكي، الذي تحول لتدريب "أسود الأطلس".

وصنع الركراكي المجد المونديالي، ويتحمل المسؤولية حالياً بدلاً منه في قيادة الوداد المدرب التونسي مهدي النفطي، بعد فشل تجربة الحسين عموتة التي لم تستمر طويلاً في الوداد، بعدما توترت علاقته مع إدارة النادي، بسبب عمله محللاً للمباريات في كأس العالم، وسفره خارج الملعب لنحو شهر ليتم فسخ العقد بالتراضي في النهاية.

وبدأت رياح التفاؤل تهب على جماهير الوداد، بعدما نجح النفطي في تعديل وضعية الوداد في سباق بطولة الدوري المغربي بعد توليه المهمة منذ أيام قليلة، وتحسنت معه النتائج المحلية، لينهي الدور الأول في المركز الثاني، خلف الجيش الملكي بفارق الأهداف "شريك في الصدارة" برصيد 31 نقطة، ويبقي على آمال الوداد في تحقيق إنجاز بمونديال الأندية، حيث انتصر في آخر مبارياته مع الفريق على المغرب الفاسي بهدف أيمن الحسوني الموهوب.

ومن مزايا مشاركة الوداد في سباق كأس العالم للأندية، امتلاكه مجموعة من اللاعبين الدوليين، ممن نالوا شرف الحصول على المركز الرابع في مونديال 2022، برفقة منتخب "أسود الأطلس"، وواجهوا أكبر منتخبات العالم مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال، ويتصدرهم يحيى جبران قائد الفريق ونجم الارتكاز، ويحيى عطية الله الظهير الأيسر، الذي بات مطلوبا في كبرى الأندية الأوروبية مؤخرا.

ويضاف إلى هذا امتلاك الجهاز الفني لنادي الوداد مجموعة لاعبين حازوا شرف التتويج ببطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين في الماضي، وبات لاعبوه مطلوبين للانتقال لكبرى الأندية العربية في المستقبل القريب.

ويحسب لإدارة الوداد التحرك بشكل جاد في" الميركاتو" الشتوي لدعم وترميم صفوف الوداد بشكل مميز، وعلاج النواقص في تشكيلة المدير الفني مهدي النفطي، أملاً في المنافسة بقوة على حصد ميدالية في مونديال الأندية، ودعم صفوفه بصفقة هجومية، بطلها الكاميروني ديديه لامكيل زي، وهو رأس حربة يعوّل عليه المدرب النفطي كثيرا في حل الأزمة التهديفية التي يمر بها الوداد منذ فترة طويلة، وتقديم نفسه بقوة في كأس العالم للأندية.

ووسط هذه المقومات الفنية والتدريبية والتعاقدية، يحسب لإدارة نادي الوداد برئاسة سعيد الناصيري، رغم الأزمات المالية التي حاصرت الفريق بقوة، في الحفاظ بعد رحيل وليد الركراكي المدير الفني عن منصبه في أعقاب التتويج بطلاً للدوري المغربي، ومن قبله دوري أبطال أفريقيا، على القوام الأساسي في تشكيلته التي حققت هذه الألقاب، وتجاهل كل الإغراءات المالية التي تعرض لها النادي الودادي في "ميركاتو" صيف 2022 أو "ميركاتو" شتاء 2023، وكذلك تجديد عقود كبار النجوم.

ونجح الوداد في الإبقاء على قائد الفريق وعموده الفقري الأهم، يحيى جبران، وجدد عقده بعدما كان قريباً من الانتقال لنادٍ مصري، وأبقى في الوقت نفسه على جوهرة المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا، وهو زهير المترجي غير الموفق كثيراً هذا الموسم، بسبب موجة الإصابات التي لاحقته في بدايات الموسم، ورفض بيعه أيضاً، وكذلك نجح في الحفاظ على خدمات نجم موهوب يتحمل عبء قيادة الفريق خاصة في الجانب التهديفي، وهو أيمن الحسوني الذي سجل أغلى الأهداف في رحلة الوداد خلال سباق الدور الأول من عمر الدوري المغربي في الموسم الجاري، وكذلك جدد عقد حارس مرماه رضى التكناوتي، كما حافظ على نجمه المصاب مؤيد اللافي، ورفض التفريط به، وتمسك باستمراره على أمل تقديم إضافة هجومية قوية لدعم صفوف الفريق الودادي، عندما يعود للملاعب مستقبلاً.

ولم تتوقف نجاحات الإدارة في الوداد عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل استعادة نجم كبير من ألمع نجومه في آخر 10 سنوات، وهو محمد أوناجم الجناح الأيمن، الذي يعيش حالة فنية مميزة في الوقت الحالي بعد نهاية تجربة احترافه في صفوف الزمالك المصري لدعم صفوفه، كما ضم مهاجماً من غريمه التقليدي الرجاء، وهو حميد أحداد الذي يجيد اللعب أيضاً في مركز الجناح الأيسر كورقة بديلة يمكن لها تعزيز قوة الفريق.

وتخطت إدارة نادي الوداد أزمة منع الانتدابات في وقت قصير، عندما وفرت ميزانية مالية سددت من خلالها كل الديون المتراكمة على النادي، بخلاف الغرامات المالية الموقعة عليه لضمان توفير كل أجواء الاستقرار.

ويبدو الهدف الأكبر بالنسبة للوداد عندما يبدأ مشواره في كأس العالم للأندية، هو الحصول على ميدالية، والوجود بين منصات التتويج، سواء الذهبية أو الفضية أو البرونزية، ومواصلة التأكيد على رسالة تفوق الكرة المغربية.

وينتظر أن تكون ضربة بداية الوداد في كأس العالم للأندية شديدة الصعوبة، عندما يلتقي الهلال السعودي بطل آسيا، في مباراة لن تكون سهلة للفريقين، في ظل ما يملكه الهلال أيضاً من مجموعة مميزة من اللاعبين.

المساهمون