ستكون الجولة الثانية من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، مهمة للمنتخبات العربية، الأحد، بعد أن كان حصاد الجولة الأولى مختلفاً بالنسبة إلى مختلف المنتخبات، حيث سيكون الهدف حصد نقاط ثمينة ستساعد في حسابات التأهل، باعتبار أن التعويض قد يكون صعباً.
وبالنظر إلى المفاجآت التي رافقت الجولة الأولى، ستكون المنتخبات العربية مطالبة بالحذر هذه المرة، خصوصاً أن البعض منها سيخوض مباريات بعيداً عن جماهيره، وبالتالي إن إمكانية فقدان بعض النقاط أصبحت واردة أمام إصرار كل المنتخبات على الدفاع عن فرصها.
وسيخوض منتخب مصر مباراة مهمة، ذلك أن انتصاره الأول على منتخب جيبوتي كان سهلاً بعد أن ضرب دفاع منافسه في 6 مناسبات، ولكن الجميع كان يتوقع هذا الانتصار منذ البداية، باعتبار أن الفارق في القدرات بين المنتخبين كبير للغاية.
ولا يمكن الحديث عن استعداد مصري كامل في هذه التصفيات، ولهذا، فإن مواجهته مع مُضيفه سيراليون تبدو سهلة، رغم أن المنتخبات الأفريقية تلعب أفضل أمام جماهيرها، ولكن قوة الهجوم المصري وخبرة لاعبيه قارياً ستحفزانهم على حصد 3 نقاط إضافية، وذلك قبل مواجهة المنتخبات الأقوى في المجموعة الأولى، وبخاصة منتخب بوركينا فاسو، الذي يبدو الخطر الأول الذي يهدد فرص منتخب مصر في تحقيق تأهل سهل.
وكان منافس المنتخب المصري قد حصد التعادل في المباراة الأولى عندما صمد دفاعياً أمام منتخب إثيوبيا، وهي نتيجة تُثبت أنه قادر على مراقبة هجوم "الفراعنة" بقيادة نجمهم الأول محمد صلاح. والفوز في هذه المباراة سيؤكد أن المنتخب المصري استوعب الدرس من المشاكل التي واجهها في التصفيات السابقة، وأنه الآن بات مستعداً لرفع التحدي والذهاب بعيداً في المسابقة، خصوصاً أن مستواه على الصعيد الهجومي يعتبر جيداً، إضافة إلى قدراته على الصعيد التكتيكي التي تمنحه قوة إضافية في مثل هذه المباريات المهمة والصعبة.
وتبدو مهمة منتخب السودان الأصعب في هذه الجولة بالنسبة إلى المنتخبات العربية، حيث سيستقبل منتخب الكونغو الديمقراطية في قمة المجموعة الثانية، وكله أمل في تحقيق الانتصار الأول، وذلك بعد التعادل مع منتخب توغو بنتيجة (1 - 1).
ولا تبدو المهمة سهلة بالمرة، ذلك أن دخول الكونغو في التصفيات كان مقنعاً بانتصار على موريتانيا بهدفين نظيفين، إذ نجح مدربه سيباستيان دو سابر في خلق تركيبة جديدة، مستعيناً بعدد من الأسماء التي تلعب في أوروبا، وهو منتخب يملك تاريخاً جيداً في التصفيات، وكان قريباً في 2018 من إقصاء المنتخب التونسي.
في المقابل، لم تكن نتائج منتخب "صقور الجديان" مقنعة في المباريات الماضية، رغم أنه استنجد بخدمات المدرب الغاني أبياه الذي يملك خبرة أفريقية لا يستهان بها، غير أن المنتخب لم يجد الحلول بعد لتحقيق النتائج التي يأملها.
وتواجه المنتخبان منذ مدة قصيرة ضمن تصفيات كأس أفريقيا، حيث انتصر منتخب الكونغو على ميدانه بهدفين نظيفين، وحسم منتخب السودان المباراة بنتيجة 2ـ1، وبالتالي، فإن كل منتخب يعرف منافسه جيداً، وله فكرة شاملة عن قدراته، ما سيجعل اللقاء أكثر حماسة، باعتبار هذا التقارب الكبير بينهما. وفي حال تحقيق الانتصار، فإن طموحات منتخب السودان ستتغير بلا شك، وسيستعيد الأمل في المنافسة على بطاقة التأهل المباشر، رغم أن المهمة لا تبدو سهلة.
وستكون مواجهة موزامبيق والجزائر شديدة الأهمية، بما أن الصراع يهمّ صدارة المجموعة السابعة، ذلك أن منافس الخضر حقق انتصاراً مثيراً خارج ميدانه في الجولة الأولى على حساب زيمبابوي (3 - 2)، وبالتالي، أعرب عن نياته في هذه التصفيات، ويريد أن يدافع عن فرصه في التأهل، وتصدر المجموعة سريعاً.
يُدرك منتخب "الخضر" أن المهمة ستكون صعبة، عطفاً على نتائجه بعيداً عن جماهيره، كذلك فإن بعض الفترات في لقاء الصومال، في الجولة الأولى، أكدت أن المنتخب الجزائري ما زال يعاني من بعض النقائص، خصوصاً من الناحية الدفاعية، حيث كان مرماه هدفاً لهجوم منتخب الصومال الذي أحرج رفاق رياض محرز في الشوط الثاني، بعد أن قلص النتيجة إلى (2 - 1)، ولكن هدف إسلام سليماني ضمن نقاط الانتصار (3 - 2).
ومن المؤكد أن يدفع المدرب جمال بلماضي في هذه المباراة بأفضل اللاعبين، بعد أن فضّل في اللقاء الأول القيام بتغييرات عديدة مع نهاية الشوط الأول، خصوصاً عندما سحب أفضل لاعبين، ونعني يوسف عطال ورياض محرز، وهو ما أثر في أداء المحاربين بشكل واضح، وجعلهم في موقف دفاعي خلال العديد من الفترات، وهذه التجربة ستفرض على بلماضي الحذر هذه المرة خوفاً من تعرض فريقه لنكسة، إذ إن التعادل لا يخدم منتخب الجزائر، الذي يريد أن ينفرد سريعاً بصدارة المجموعة وتأمين تأهل سهل إلى النهائيات.
وبالنظر إلى مهارات مهاجمي الجزائر، إضافة إلى وجود عدد من الخيارات بالنسبة إلى المدرب جمال بلماضي، الذي كان قد قاد المجموعة إلى الانتصار في لقاء ساحل العاج ودياً منذ أشهر قليلة بعيداً عن جماهيره، فإن فرص العودة بنقاط المواجهة وتصدر المجموعة تبدو وافرة، ما يساعد "المحاربين" على الشروع في الإعداد لنهائيات كأس أمم أفريقيا التي ستقام مطلع العام المقبل بمعنويات مرتفعة.