أزمة العداء اللبناني نور الدين حديد: التأهل إلى الأولمبياد مُعلّق بقرار عسكري أم رياضي؟

03 يوليو 2024
شارك نور الدين حديد في منافسات أولمبياد طوكيو 2020 (حساب حديد فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قضية العداء اللبناني نور الدين حديد تثير جدلاً قبل أولمبياد باريس 2024 بسبب مطالبته بالانضمام للمنتخب اللبناني استنادًا إلى معدل نقاطه العالي، مع تعبيره عن استيائه عبر فيسبوك ودعم الجماهير له.
- اللجنة الأولمبية اللبنانية تواجه صعوبة في اتخاذ قرار بشأن تمثيل حديد للبنان في الأولمبياد بسبب ماضيه القانوني والعسكري، رغم تفوقه في النقاط على منافسيه.
- بوادر حل تظهر مع تأكيد حديد على تواصل بين الجيش واللجنة الأولمبية لحل القضية، معززًا آماله في المشاركة بالأولمبياد بعد تلقيه تهنئة من العميد في الجيش.

أثارت قضية العداء اللبناني نور الدين حديد (31 سنة)، أزمة كبيرة خلال الأيام الأخيرة وقبل حوالي 23 يوماً على انطلاق منافسات أولمبياد باريس 2024، وذلك على خلفية مطالبته باعتماده ضمن بعثة المنتخب اللبناني التي ستُشارك في الألعاب الأولمبية انطلاقاً من يوم 26 يوليو/تموز الحالي.

وكان العداء اللبناني نور الدين حديد نشر، يوم الثاني من شهر يوليو/تموز الحالي، رسالة عبر حسابه الرسمي في فيسبوك، أكد فيها أنه منزعج من عدم تسميته في قائمة العدائين لبعثة منتخب لبنان التي ستشارك في أولمبياد باريس 2024، رغم أنه حقق معدل نقاط مرتفعا يخوله التأهل وتمثيل لبنان في الألعاب، وطالب الجماهير بدعمه كي يصل صوته إلى اللجنة الأولمبية اللبنانية والاتحاد اللبناني لألعاب القوى، من أجل الحصول على حقه في المشاركة.

وفي التفاصيل، جمع حديد معدل نقاط يبلغ 1135 نقطة في فئة سباق 100 متر، وفقاً للاتحاد الدولي لألعاب القوى، وهو معدل يخول العداء اللبناني التأهل إلى أولمبياد باريس 2024، لأنه استوفى كل الشروط الرياضية المطلوبة التي حددها الاتحاد، بحسب نظامه الخاص بالتأهل إلى الألعاب. ووفقاً لهذه الأرقام، فإن اللجنة الأولمبية اللبنانية تختار عداء واحداً لتمثيل لبنان، ويجب أن يملك أعلى معدل نقاط مسجلة لدى الاتحاد الدولي لألعاب القوى.

ويحق للبنان إرسال عداء واحد (ذكر أو أنثى) للمشاركة في أولمبياد باريس 2024. ورغم أن العداء اللبناني نور الدين حديد يملك أعلى معدل نقاط مقارنة بأقرب منافسيه، العداءة اللبنانية عزيزة سبيتي التي سجلت 1112 نقطة، وفقاً للاتحاد الدولي لألعاب القوى، إلا أن اللجنة الأولمبية اللبنانية لم تحسم اسم العداء الذي سيشارك في منافسات 100 متر في أولمبياد باريس.

تأهل نور الدين حديد مُعلق بقرار عسكري أم رياضي؟

حصل "العربي الجديد"، الأربعاء، على معلومات من مصدر خاص في اللجنة الأولمبية اللبنانية، رفض ذكر اسمه، بخصوص أزمة العداء اللبناني نور الدين حديد، وأكد المصدر أن القضية شائكة جداً، لأن كلاً من نور الدين حديد وعزيزة سبيتي يحق لهما التأهل إلى أولمبياد باريس، لأنهما استوفيا شروط التأهل الرياضية، لكن المشكلة الكبيرة التي تواجهها اللجنة الأولمبية اللبنانية هي تفضيل اسم على آخر.

وذكر المصدر لـ"العربي الجديد": "يحق لحديد تمثيل لبنان في أولمبياد باريس 2024، لكن هناك مشكلة برزت إلى الواجهة حالياً، وهي هروبه من الجيش إلى خارج لبنان في فترة سابقة، ما يترتب عليه إجراءات قانونية وعسكرية، واللجنة الأولمبية اللبنانية ترى أن هناك مشكلة في رياضي يريد تمثيل لبنان وهو هارب من خدمة الوطن (وفقاً لتعبير المصدر)، وهي مشكلة عقّدت موقف حديد كثيراً في مسألة اختياره لتمثيل لبنان في الأولمبياد".

وأكد المصدر أيضاً: "اللجنة الأولمبية اللبنانية وقعت في مشكلة كان يمكن أن تتفاداها قبل أربع سنوات، بمجرد أن تعلم الأندية التي يشارك فيها الرياضيون بنظام التأهل، وأنه يجب اعتماد نقاط التأهل الخاصة بالاتحاد الدولي لألعاب القوى لمنح الرياضي شرف تمثيل لبنان في الأولمبياد، وهذا الأمر وضع اللجنة في مشكلة كبيرة لاختيار الأفضل بين نور الدين حديد وعزيزة سبيتي، وهي مشكلة سببها اللجنة الأولمبية اللبنانية في الأساس".

وفي اتصال هاتفي مع حديد، الأربعاء، قال لـ"العربي الجديد" عن الأزمة: "أعتقد أن هناك حلاً للأزمة في الأيام القادمة، مشكلة الهروب من الجيش لم تكن أبداً السبب في عدم اعتمادي لتمثيل لبنان في أولمبياد باريس، لأنني شخصياً تلقيت تهنئة من العميد في الجيش الذي كان يشرف على عملي خلال فترة أداء واجب خدمة الجيش، بعد تحقيق أرقام أولمبية جيدة، وحتى أني تلقيت وعوداً بأنه لن يكون هناك أي قرار عسكري ضدي في حال سفري إلى لبنان".

وأضاف حديد قائلاً: "كل الأمور كانت طبيعية وتسير في الاتجاه الصحيح كوني حققت رقماً دولياً جيداً، يخولني التأهل إلى أولمبياد باريس، ولكن حدث شيء غريب في الفترة الأخيرة وقلب كل الأمور، ولا أعرف ما هو أبداً، لكن يمكنني القول اليوم إن الأمور تتجه نحو الحل، حالياً، وهناك تواصل بين قيادة الجيش واللجنة الأولمبية اللبنانية من أجل التوصل إلى قرار جيد يخولني المشاركة في الأولمبياد".

المساهمون