أحداث سوبر السلة المصرية تكشف أخطاء الإنشاءات وإهمال المسؤولين

27 ديسمبر 2022
جانب من محاولات المشجعين إنقاذ المصابين (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت أحداث مباراة سوبر كرة السلة المصرية بين الأهلي والاتحاد السكندري، والتي جرى إلغاؤها، النقاب عن مشكلات كبرى، فرضت نفسها على سياسة إدارة النشاط الرياضي المصري، بشكل عام، ورياضة ألعاب الصالات بمختلف لعباتها، بشكل خاص.

وتحولت واقعة سقوط سور حديدي إعلاني في مدرج صالة حسن مصطفى في مدينة السادس من أكتوبر بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى قضية رأي عام في الشارع، على خلفية الأحداث المثيرة للجدل، وأبرزها عدم مرور أكثر من عام على افتتاح تلك الصالة، وظهور عيب كبير في سور إعلاني حديدي سقط بسهولة على جماهير الاتحاد السكندري، وأدى إلى إصابات واسعة، إضافة إلى إسناد إدارة الصالة لمسؤول سابق في نادي الزمالك، هو مصطفى هدهود الذي أُجبر على الاستقالة من منصب نائب رئيس نادي الزمالك بعد أسابيع قليلة من انتخابه، بسبب حصوله على ميدالية بغير وجه حق، وتسريب مقاطع فيديو للواقعة، ما سبّب حرجاً كبيراً لإدارة النادي أمام الرأي العام.

وكذلك فرض فشل إدارة الصالات نفسه، إذ لم تتحمل مسؤولية تأمين سلامة الجماهير، مع غياب الأطباء والطاقم التمريضي المفترض وجوده في مركز رياضي كبير، إضافة لغياب سيارات الإسعاف التي تأخرت في الوصول إلى الصالة، رغم التعليمات المباشرة بضرورة عدم إقامة أية مباراة رياضية، إلا في حال توافر سيارات الإسعاف، خصوصاً بعدما تفشت ظاهرة سقوط بعض الرياضيين في مباريات رسمية.

اتحاد كرة السلة في ورطة

وفجّرت المباراة أزمة كبرى ضد اتحاد كرة السلة، برئاسة مجدي أبوفريخة الذي لم يصدر قراراً بإلغاء المباراة بعد سقوط السور الحديدي على جماهير الاتحاد السكندري، رغم تعالي الأصوات وممارسة مسؤولي ناديي الأهلي والاتحاد، ضغوطاً عليه لاتخاذ القرار، وكان يرغب في استكمال اللقاء، قبل أن يضطر إلى إلغائه، بعدما رفض لاعبا الأهلي والاتحاد اللذان شاركا في عمليات إنقاذ الجماهير استكماله، ليصبح اتحاد السلة في ورطة، خصوصاً أنه من يتحمل مسؤولية اختيار الصالة لإدارة المباراة، بوصفها لقباً محلياً كبيراً "سوبر كرة السلة"، وارتفاع قيمة تذاكر المباراة نفسها على الجماهير التي وصلت إلى 5 آلاف جنيه للتذكرة الواحدة في بعض الأحيان، دون اتخاذ الضوابط اللازمة للتأمين الطبي السليم بالنسبة إلى الجماهير الحاضرة، في ظل اتخاذ قرار قبلها باختيار 500 مشجع فقط من كل نادٍ، للسيطرة على تأمين المباراة، بالإضافة إلى تجنب حدوث أي صدامات بين الجماهير في الناديين خلال المباراة التي جرت على الصالة المغطاة.

غضب جماهيري

وسيطر الغضب على الجماهير بشكل عام من جراء الأحداث، وهو ما ظهر في ردود الأفعال الكبرى التي ضربت مسرح الأحداث عقب سقوط المدرج، وما تلاه من بيانات رسمية وتسريبات تخص الواقعة.

وجاء الغضب الأول من جانب الجماهير التي هتفت ضد الإهمال الجسيم، وطالبت بحضور الإسعاف، وشاركت في إنقاذ جماهير الاتحاد، أما الغضب الثاني فكان من تناول الإعلام للأزمة، وتحديداً قنوات "أون سبورت"، التي فاجأت المتابعين بقطع البث الحي، عقب سقوط المدرج، ونقل لقطات من المباراة نفسها في الفترات الثلاث، وعدم التطرق لأي أحداث تخص وجود إصابات، والترويج كثيراً لوجود إصابة وحيدة بين جماهير الاتحاد، والتأخر في الإعلان عن حسم  المباراة، وإلغائها من جانب لاعبي الفريقين.

وساد الغضب أيضاً عندما جرى الترويج من جانب المسؤولين في اتحاد كرة السلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحميل الجماهير مسؤولية سقوط المدرج، بسبب عدم الالتزام بتعليمات الأمن والتوجيهات الخاصة، بعدم الوجود على "المدرج" الخاص بالإعلانات بداعي إمكانية سقوطه، وهو ما يكشف في الوقت نفسه إهمالاً جسيماً في حال صحة الواقعة التي رفضتها الجماهير، ويتمثل في كيفية ترك مخالفة تهدد سلامة الجماهير تحدث في الصالة المغطاة من جانب جماهير الاتحاد، وكذلك على سلامة السور والصالة التي تم افتتاحها ضمن مجمع صالات افتتح بشكل رسمي في مطلع العام الماضي 2021، لتكون إحدى صالات بطولة كأس العالم لكرة اليد في مصر.

والمثير في الأمر أن وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي تجاهل تماماً الدعوات التي تلقاها من أجل تقديم استقالته من منصبه، واكتفى بالحضور إلى المستشفى، حيث يجري علاج جماهير الاتحاد السكندري، بداعي تقديم الدعم المعنوي لهم، وهو دعم معنوي ومالي تحمل تكلفته مسؤولو نادي الاتحاد السكندري برئاسة محمد مصيلحي، فور حدوث الواقعة.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي، إلى بركان جماهيري غاضب من الأحداث التي صاحبت مباراة الاتحاد السكندري والأهلي، وطالبت الجماهير بمختلف انتماءاتها وزير الشباب والرياضة ومعه رئيس اتحاد كرة السلة مجدي أبوفريخة بالاستقالة من مناصبهم، في ظل تحمل المسؤولية الأدبية عن واقعة انهيار السور الخاص بالإعلانات في الصالة والمفترض أنها صالة عالمية الطراز تكلفت ملياري ونصف المليار جنيه، في سبيل دخولها الخدمة الرياضية في استضافة مباريات ألعاب الصالات، ومنها كرة السلة مع التأمين الكامل للجماهير.

وكشفت التقارير الصحية الخاصة بالأحداث، عدم حدوث أي حالات وفاة بين جماهير الاتحاد ووجود أكثر من 20 مشجعا، تعرضوا لإصابات مختلفة أغلبها تلقى العلاج اللازم، وغادر المستشفى سريعاً.

وتقرر إلغاء مباراة السوبر المحلي بين ناديي الأهلي والاتحاد السكندري، نزولاً على رغبة لاعبي الفريقين الذين تأثروا نفسياً بسقوط جزء من مدرج الصالة على جماهير نادي الاتحاد السكندري، ووقوع إصابات بينها ولم يتم تحديد موعد إعادة المباراة التي توقفت بتقدم الاتحاد على الأهلي (67-45).

المساهمون