أهم نتائج الأبحاث التعليمية لعام 2017

09 يناير 2018
تجب الموازنة بين التعليم واللعب في هذا العمر (Getty)
+ الخط -

شهد عام 2017 العديد من الدراسات التعليمية حول ما ينجح داخل الفصول وما لا ينجح. فقد تعلمنا هذا العام أن التدريبات تساعد الطلاب في الحصول على درجاتٍ أفضل، وأن إرشاد المعلمين الجدد أمرٌ حيوي للمعلمين والطلاب، وأن الرسائل النصية تشجع الآباء على الانخراط أكثر في تعليم أبنائهم. هذه سبع نتائج وفقاً لموقع "edutopia" تلخّص ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات التعليمية خلال العام الماضي.

 

1 - التخطيط والاختبارات التدريبية

يبالغ الطلاب دائمًا في تقديرهم مدى استعدادهم لأداء الاختبارات، ما يؤدي إلى كارثة في نهاية المطاف نتيجة مبالغتهم. لهذا السبب، هناك بعض الدراسات التي تشير إلى تطبيق استراتيجيات فعّالة للتخلص من هذه المشكلة، أهمها دراسة تضمنت نتيجة 118 بحثاً سابقاً في هذا الأمر، تشير إلى أن حصول الطلاب على التدريبات والأسئلة المُمهدة للاختبارات الأساسية هي طريقة فعّالة لضمان فهم الطلاب للمفاهيم وجعلها تلتصق بعقولهم. كذلك أشارت دراسة أخرى إلى أهمية جعل الطلاب يخططون للمراحل التي يحتاجونها من أجل اجتياز الاختبارات الأساسية، إذ تشجع هذه الخطوة الطلاب على المذاكرة بشكلٍ أعمق، وبالتالي الحصول على درجات أفضل في نهاية العام مقارنة بزملائهم الذين لا يقومون بعملية التخطيط.

 

2 - المُعلمون الجُدد والمُوجهون

حينما ينضم المُعلمون الجُدد إلى المدرسة، خصوصاً حديثي التخرج منهم، يقوم بعض المشرفين من المُعلمين الخُبراء بمساعدتهم وتقديم الدعم اللازم لهم في سنوات عملهم الأولى من أجل التغلب على مشاكل التدريس التي تواجههم. لا تقتصر فوائد عملية الإشراف والتوجيه على المُعلمين الجدد فقط، بل تمتد كذلك لتشمل طلابهم، إذ تشير دراسة حديثة إلى أن طلاب المعلمين الجدد الذين تم توجيههم وتدريبهم على يدّ مشرفين يحصلون على ما يعادل 3 أشهر من التعلّم الإضافي في القراءة والرياضيات على مدار العام، مقارنة بزملائهم طلاب المعلمين الجدد الذين لم يحصلوا على أي إشراف أو توجيه من الخبراء.

 

3 - عدّ الأرقام بالأصابع

عادةً ما يقوم الأطفال بتعلم إجراء عمليات الحساب وعدّ الأرقام باستخدام أصابعهم، إذ يقومون بإجراء العمليات في أذهانهم والتعبير عنها باستخدام أصابعهم. وبالرغم من كون هذه الطريقة فعّالة في تعلم الرياضيات إلا أن كثيراً من الآباء والمعلمين يقومون بمنع الأطفال من استخدام هذه الطريقة بعد وصولهم إلى الصف الدراسي الأول، اعتقادًا منهم أن هذه الطريقة لا تناسب طلاب المدارس في تعلم الرياضيات. تشير دراسة حديثة إلى أن تصرف المعلمين وأولياء الأمور بمنع أبنائهم من استخدام أصابعهم في إجراء العمليات الرياضية هو تصرف خاطئ، إذ توضح الدراسة أن العدّ باستخدام الأصابع إذا اقترن مع ألعاب الأرقام يمكن أن يعزز من تعلم الرياضيات لطلاب المراحل المبكرة حتى الصف الدراسي الثاني.

 

4 - التعلم الاجتماعي والعاطفي

في عام 2017 تم نشر تقريرين عن تطبيق نظريات ومبادئ التعلم الاجتماعي والعاطفي داخل المدارس، فقد أشارت التقارير التي تضمنت 97 ألف طالب من الصف الثاني عشر إلى أن فوائد التعلم الاجتماعي والعاطفي تستمر على مدار سنوات، وتعزز من النجاح الأكاديمي، وخفض السلوك المضطرب، والحد من الاضطراب العاطفي على المدى البعيد. كذلك قام مجلس مكون من 28 عالِماً بنشر تقرير لدعوة المدارس إلى تطبيق مبادئ التعلم الاجتماعي والعاطفي، موضحين أن نجاح الطلاب لا يقتصر فقط على القدرات الأكاديمية والمهارات المعرفية، لكنه يشمل أيضًا المهارات العاطفية مثل القدرة على التعامل مع الإحباط والمهارات الشخصية مثل مهارات التعامل مع الآخرين، والتعاطف، والقدرة على حل النزاعات.

 

5 - تدريبات الكتابة العاكسة

يُقصد بالكتابة العاكسة أن يقوم الطلاب بالكتابة عن مشهد حقيقي أو تخيلي مع إضافة طابع شخصي للكتابة، إذ يعكس الطلاب مشاعرهم وآراءهم أثناء الكتابة. حينما يقوم الطلاب بهذا التدريب، فإنهم يصبحون أكثر إيجابية تجاه أنفسهم ومستقبلهم، كذلك يصبحون أكثر تحصناً تجاه المشاعر والتجارب السلبية. تشير دراسة إلى أن تدريبات الكتابة العاكسة ساعدت الطلاب ذوي البشرة السمراء في التعامل مع العنصرية، والصور النمطية السلبية، ما أدى إلى ارتفاع التحصيل الدراسي، وزيادة نسب الالتحاق بالجامعة. في دراسة أخرى، فإن تدريبات الكتابة العاكسة ساعدت طلاب الرياضيات في التركيز على الأهداف بعيدة المدى، ما أدى إلى تحسن مواقفهم تجاه الرياضيات.

 

6 - أهمية الرسائل النصية

دراسة أخرى نُشرت في عام 2017 أشارت إلى أن الرسائل النصية الأسبوعية التي تُرسل إلى أولياء الأمور عن درجات أبنائهم، ومعدل الحضور، والمهام غير المنجزة، تشجّع الآباء على الانخراط أكثر في عملية تعلم أبنائهم، ما يؤدي إلى زيادة معدلات الحضور بنسبة 17 % وتقليل معدل رسوب الطلاب بنسبة 39 %.

 

7 - ما قبل المدرسة: التعلم الأكاديمي أم اللعب

ما زال الجدال حول التعلم الأكاديمي للأطفال في المرحلة المبكرة قائمًا، إذ أشار تحليل تضمن 22 دراسة سابقة إلى أن جميع الأطفال يجب أن تكون لديهم إمكانية الوصول إلى مرحلة ما قبل المدرسة (الحضانة). الأطفال تحت سن الخامسة الذين يشاركون في برامج تعليمية داخل الفصول أقل عرضة لدخول التعليم الخاص، وأقل عرضة لإعادة الصف الدراسي مرة أخرى، كما أنهم أكثر عرضة للتخرج من المدرسة الثانوية مقارنة بزملائهم الذين لا ينخرطون في برامج التعلم.

كذلك تشير دراسة أخرى إلى أهمية التعلم الأكاديمي خلال هذه المرحلة من عمر الأطفال، إذ توضح الدراسة أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أكثر من زملائهم في تعلم اللغات، والأدب، والرياضيات يحصلون على متوسط شهرين ونصف الشهر من التعلم الإضافي.

بالتأكيد اللعب في هذه المرحلة مهم وحيوي للأطفال، وكذلك التعلم الأكاديمي، لذا الأفضل هو محاولة الموازنة بين الاثنين.

  

 

 

المساهمون