استمع إلى الملخص
- أكد الدفاع المدني السوري على ضرورة توخي الحذر من المسطحات المائية غير الصالحة للسباحة، مشدداً على أهمية توعية المجتمع حول مخاطر الغرق واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
- تواصل فرق الدفاع المدني جهودها لإنقاذ الأرواح، حيث تلقت حوالي 50 نداء استغاثة وانتشلت جثامين 24 مدنياً، بينما أنقذت 21 آخرين، ويوافق 25 يوليو اليوم العالمي للوقاية من الغرق.
أودت حوادث الغرق بحياة ثلاثة أشخاص، الجمعة، في منطقة شمال غرب سورية التي تُسجّل فيها المسطحات المائية العديد من الحوادث كل عام مع حلول فصل الصيف. ووفقاً للدفاع المدني السوري، أودت حادثة مأساوية بحياة شاب يبلغ من العمر 18 عاماً، وذلك خلال سباحته في سد ليلوة قرب بلدة الغندورة شرقي حلب. وقد نقلت فرق الإنقاذ جثمان الشاب إلى مشفى الغندورة لتسليمه إلى ذويه.
كما شهدت بحيرة ميدانكي في ريف عفرين، شمالي حلب، حادثة مؤلمة أخرى، إذ توفيت طفلتان شقيقتان غرقاً أثناء السباحة. وأصيب والداهما بحالة اختناق أثناء محاولته إنقاذهما. وقد انتشلت فرق الإنقاذ جثمان إحدى الطفلتين، بينما انتُشلت الطفلة الثانية من قبل المدنيين الموجودين في المكان، ونقلت فرق الإنقاذ الجثمانين وأسعفت الوالدين إلى مشفى مدينة عفرين العام، وفق بيان صادر عن المنظمة.
محمد الرجب، مسؤول في الدفاع المدني السوري، شدد لـ"العربي الجديد" على ضرورة توخي الحذر من خطر المسطحات المائية غير الصالحة للسباحة في شمال غرب سورية، مثل نهري الفرات والعاصي، وبحيرة ميدانكي، وقنوات المياه في سهل الروج وعفرين.
وبالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ولجوء المدنيين إلى المسطحات المائية للسباحة، يقدم الدفاع المدني نصائح مهمة للحد من ظاهرة الغرق والحفاظ على السلامة.
ووفقا للرجب، "يجب أن نستمر في توعية المجتمع حول مخاطر الغرق وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند الوجود بالقرب من المسطحات المائية، لضمان حماية أرواح المدنيين ومنع تكرار هذه الحوادث المأساوية."
مجيد العموري، من بين الشهود على حادثة غرق الفتاتين في بحيرة ميدانكي، قال لـ"العربي الجديد": "كانتا تسبحان على طرف بحيرة ميدانكي، ودخلتا قليلاً وهما لا تجيدان السباحة ولم تنتبها إلى المخاطر. تبعتهما الأم التي لم تكن قادرة على الوصول إليهما. في تلك الأثناء، دخل الأب برفقة أحد الأشخاص إلى الماء. كاد أن يغرق خلال محاولته إنقاذ ابنتيه، لكن السباح تدخل لإخراجه".
أما الشاب العشريني عبود الخليل، المنحدر من ريف حماة الشرقي، فقال لـ"العربي الجديد": "تعلمت السباحة منذ الصغر، وأتردد على بحيرة ميدانكي بين فترة وأخرى بهدف السباحة فيها مع بعض الأصدقاء. قبل أسبوعين، كدت أغرق، شعرت بتعب شديد وتشنج، كنت على مسافة لا بأس بها في المياه، شعرت بعدها بفتور وكأن البحيرة بدأت تسحبني إلى الأسفل". تابع: "في أثناء وجود رفاقي بجانبي، عرفوا أنني أواجه مشكلة، وتوجه أحدهم نحوي على الفور. عادةً عندما نسبح في البحيرة نأخذ معنا الإطار الداخلي المطاطي لعجلة سيارة، وكان موجوداً لحسن الحظ. أخرجوني من الماء بالاستعانة به. بالنسبة لي، لن أغامر بالنزول إلى البحيرة مطلقاً إن كنت وحيداً."
ويعد الغرق أحد أكثر الأسباب التي تحصد الأرواح ضمن قائمة الإصابات غير المتعمدة على مستوى العالم.
ويوافق 25 يوليو/تموز من كل عام اليوم العالمي للوقاية من الغرق. وفي هذا السياق، تواصل فرق الدفاع المدني السوري بذل جهودها لإنقاذ الأرواح وتعزيز تدابير السلامة للوقاية من الغرق. ووفقاً لإحصائية صدرت عنها الجمعة، تلقت فرق المنظمة حوالي 50 نداء استغاثة لحالات غرق في المسطحات المائية شمال غربي سورية، حيث جرى انتشال جثامين 24 مدنياً، من بينهم عشرة أطفال، بينما نجحت الفرق في إنقاذ 21 مدنياً، منهم سبعة أطفال وامرأتان.