طالب سوري يخترع تطبيقاً للتواصل بلا إنترنت

06 ابريل 2017
عبدالرحمن الأشرف أثناء تسلّمه الجائزة بألمانيا (العربي الجديد)
+ الخط -
حصل الشاب السوري عبد الرحمن الأشرف على جائزة الشباب الأوروبي في ألمانيا، نتيجة لأبحاثه في مجال الاتصالات واختراعه برنامج "فري كوم"، إذ قدم أبحاثا عن هذا البرنامج الذي يساعد في التواصل بين الأشخاص في أوقات الأزمات وانقطاع الإنترنت، وكانت الجائزة قد تقدم لها 167 مشاركاً، وصل منهم 13 مشاركا للتصفيات النهائية.

وفاز الأشرف بجائزته ضمن تصنيف المواطنة الفعالة نتيجة مبادرته في مساعدة البشرية، في وقت الأزمات والكوارث والحروب، في اكتشاف برنامج يمكّنهم من التواصل من دون الحاجة إلى الإنترنت، وكانت المسابقة قد أقيمت في ديسمبر/كانون الأول الماضي في ألمانيا. 

ما هو "فري كوم"؟
يقول الأشرف ذو السبعة والعشرين عاما، لـ "العربي الجديد": غادرت سورية سنة 2014 لمنحة دراسية في التدريب في مدينة شتوتغارت بألمانيا، وبعد ذلك حصلت على قبول في الجامعة وبدأت بأبحاثي في مجال الاتصالات، وبعد دراسة بحثية استمرت ستة أشهر في مجال تقنية تواصل "منشنت وركنك" على التليفون المحمول، وجدت أنه من الممكن استخدام برنامج تواصل فيما بين الأشخاص من دون الحاجة إلى استخدام الإنترنت، فكان اختراعي لبرنامج "فري كوم"، وهو برنامج يتم تنزيله على تطبيقات الموبايل، وأي شخص يتوفر لديه هذا البرنامج يمكنه التواصل مع أي شخص آخر، بشرط أن يكون لديه نفس البرنامج على جهازه المحمول.

كيف يعمل البرنامج؟

يقول الأشرف لـ "العربي الجديد": لما كنت في سورية وأثناء حدوث أي تفجير نتيجة لظروف الحرب التي مازالت مستمرة حتى الآن، فإن أبراج الاتصالات تتوقف نتيجة الضغط المتواصل في الاتصالات، ولذا يصعب الاطمئنان أو التواصل مع أي شخص ضمن المدينة. أيضا وجود أشخاص في أماكن صحراوية مثل أستراليا أو في أماكن الكوارث، كما حصل في الزلزال الأخير في إيطاليا، يؤدي إلى وقف اتصالات الإنترنت... ففكرت في البديل الذي يمكّن الأشخاص من التواصل من دون الحاجة إلى استخدام الإنترنت.

تقنية الواي فاي، كما يقول الأشرف، موجودة في أجهزة الاتصالات والآيفون والموبايلات، ويمكن استخدام هذه التقنية للتواصل بين الأشخاص من دون الحاجة إلى الإنترنت، حيث يقوم برنامج "فري كوم" بعد إنزاله على هذه الأجهزة بإيجاد شبكة تسمح لكل من عنده هذا البرنامج بالتواصل مع الآخرين، من دون الحاجة إلى وجود الإنترنت، وميزة هذا البرنامج أنه كلما زاد استخدام عدد الأشخاص له زادت تقنية هذا التطبيق، بعكس التطبيقات الأخرى التي إذا ما زاد استخدامها من قبل الأشخاص زادت صعوبة التواصل.

يقول الأشرف، مازلت أتواصل مع كثير من الخبراء من ذوي الاختصاص والشركات العالمية لأجل أن يكون اختراعي هذا ضمن تطبيقات الأجهزة المتاحة مع الجميع، فهدفي أن يكون التطبيق متاحا للجميع، وبالتالي يسهل استخدامه في أوقات الأزمات وغيرها، لأنه ربما عندما تحصل الأزمة أو الكارثة، ولم يكن التطبيق مستخدما بعد فيكون من الصعب على الشخص القيام بإنزاله، وهنا ينتفي الغرض المهم من وجود هذا البرنامج.

ويضيف الأشرف أنه مهتم بألا يتم احتكار اختراعه، حتى لا ينتفي الهدف الأساسي منه، وأن يكون نقلة نوعية في مجال إنقاذ البشر، بعدما كثرت الحروب والأزمات في العالم. كما أنه لا يريد الحصول على مقابل مادي من المستهلك مقابل استخدام هذا البرنامج، ومن أجل هذا يقول: "احرص حاليا على أن يكون هذا التطبيق ضمن تطبيقات الأجهزة المستخدمة لكي يسهل على الأشخاص أينما كانوا استخدامه وبصورة مجانية، ولكي أحقق الهدف الإنساني الذي من أجله قدمت اختراعي وأبحاثي في هذا المجال".

ويختم الأشرف حديثه بأمنيته أن يحقق برنامجه الغرض المرجو منه في مساعدة الناس في المناطق النائية وفي أوقات الأزمات والحروب، وأن يكمل مجاله البحثي لتطوير هذا البرامج لكي يكون ملائما لهذا الاستخدام.

المساهمون