تحت المجهر...عرب أوروبا وأميركا في قبضة الشعبويين

20 فبراير 2017
لا يقلون مشاركة عن الآخرين (العربي الجديد)
+ الخط -

تخيم حالة من القلق على الحياة اليومية للمهاجرين العرب واللاجئين السوريين والعراقيين واليمنيين الذين دفعتهم الحرب في بلدانهم إلى البحث عن بديل يحفظ حياتهم. ولعل تصاعد الخطابات المعادية لليمين الأوروبي يدعو إلى وقفة تقييمية للمستجدات الجديدة واستقراء ما تشكله من مخاطر على الوجود العربي والمسلم في هذه البلدان.

هولندا: جهود لعزل موجة اليمين
منذ بداية فبراير/شباط انطلقت في هولندا حملة الأحزاب تحضيراً لانتخابات 15 مارس/آذار المقبل. وعلى وقع احتجاجات شعبية تتعلق برفض استخراج الغاز في شمال البلاد عقدت أولى المناظرات الحزبية في مقاطعة فريزلاند الشمالية، بغياب السياسي اليميني الشعبوي غييرت فيلدزر. هذا الغياب عن المناظرة الأولى لا يعني أن استطلاعات الرأي لا تعطيه فرصة لاكتساح الانتخابات المقبلة.

لكن ذلك لم يمنع أيضاً بقية الأحزاب التعبير عن رفضها مشاركته في الحكومة المقبلة.
الجالية العربية، وخصوصاً المغاربية، بدت مستنفرة بشكل مبكر هذه المرة لتكثيف المشاركة في الانتخابات، بحيث يجري قطع الطريق على دعاة العزلة على الجانبين. ووفق ما يقوله بعض أبناء تلك الجالية لـ"العربي الجديد" فإن الاختيار المتوافق عليه هو تصويت العرب والمسلمين لصالح الائتلاف الحاكم والأحزاب القريبة من القضايا العربية وهموم الجالية. ويقول "محمد المغربي"، هولندي من المغرب، إنه سيصوت كما العادة لحزب العمل، والذي ينشط فيه شقيقه. بينما يقول "كريم" إنه لن يصوت للائتلاف الحاكم بعد أن سمع تصريحات لرئيس الوزراء مارك روته العام الماضي حملت إشارات سلبية حول المغاربة و"اندماجهم".

وعليه، يبدو من أحاديث أكبر الجاليات أن التفاعل مع الانتخابات في هولندا، خصوصاً ترشحاً وتصويتاً، يمكن أن يشكل بيضة القبان إذا ما جرى بالفعل التوجه نحو تصويت متكتل بوجه اليمين المتشدد. وهو أمر ستكشف عنه مداولات الأيام المقبلة بين أبناء الجاليات في البلد.
يأمل فيلدزر نفسه كثيرا بأن يكون جزءا من الصيغة الائتلافية المنتهجة في تشكيل الحكومات الهولندية. لكن متغيرات كثيرة، بما فيها المواقف الشعبوية، تدفع إلى عزل فيلدزر وحزبه. في المجتمع الهولندي هناك أيضاً طبقة كبيرة ترفض هذا الخطاب اليميني والحملات الدعائية ضد الإسلام. ويبدو أن أحزاباً من اليمين التقليدي، كحزب "الشعب والحرية" بزعامة روته، لم تعد تتحمس لهذا الخطاب ولذلك يرى مراقبون أن فيلدزر يتهرب من المناظرات التلفزيونية.

فرنسا: بحث عن المساواة
غير بعيدة عن باقي الدول فإن فرنسا أيضاً ذاهبة نحو انتخابات رئاسية في 2 أبريل/نيسان و6 مايو/أيار وتشريعية في 3 و13 يونيو/حزيران. وهي مناسبة لمعرفة مدى اندماج الجاليات العربية في المجتمع الفرنسي، أي منذ وصول الرئيس فرانسوا ميتران للسلطة، بسياسته المنفتحة على هؤلاء، مقارنة بسابقيه.

كانت لـ"المسيرة الوطنية من أجل المساواة وضد العنصرية" (مسيرة الجيل الثاني للهجرة) 1983 نتائجها الإيجابية في الدعوة لانخراط سياسي ومجتمعي للفرنسيين المنحدرين من الهجرات. وهي دعوة ما تزال قائمة ومفتوحة أمام كل من هو حاصلٌ على الجنسية الفرنسية عبر التسجيل في القوائم الانتخابية.


اعتاد الفرنسيون من أصول عربية التصويت تقليديا لليسار الفرنسي. وذلك له أسبابه، لعل أهمها دفاعه الدائم عن العدالة الاجتماعية وابتعاده عن وصم العرب والإسلام، كما يفعل اليمين واليمين المتطرف. إلا أن التجارب أثبتت أن هذا اليسار، أيضا، لا يريد لتلك الكتلة البشرية أن تستقل وتقف على أقدامها، بل أن تبقى تحت وصايته وممارسة السياسة من خلاله باعتبارهم خزاناً بشرياً لجذب الأصوات لا أكثر. يرى مهاجرون عرب أن اليسار الفرنسي لا يعاملهم على قدم المساواة. وذلك اعتقاد يكشف عنه بعض الذين انخرطوا في المسار السياسي، والذين يتم ترشيحهم، بأنه لا تمنح لهم أماكن جيدة على اللوائح الانتخابية ليستطيعوا الفوز خلالها.

أمر يدفع الكثيرين ممن التقاهم "جاليات-العربي الجديد" في الأحياء الشعبية والضواحي وبعض من يعيش في مناطق راقية إلى حيرة واعتقاد بأن "تصويتهم لا يصنع فرقاً". ويرفض بعض منهم حتى التصويت باعتبار "كل شيء معداً سلفاً، والنخبة السياسية الفرنسية فاسدة"، بحسب ما لخص الأستاذ المغربي "سمير" 50 سنة، إذ صوّت في كل الانتخابات السابقة لصالح اليسار، ولكنّ تجربة هولاند وفالس جعلته يقرر العزوف عن التصويت.

يرى آخرون أن توزير فرنسيين من أصول عربية في حكومة هولاند، كنجاة بلقاسم ومريم الخمري، وقبلهما عزوز بقاق في حكومة شيراك ثم رشيدة داتي وفضيلة عمارة في حكومة ساركوزي، وكأنها إكراميات، لتحسين صورة الحكومة في نظر الفرنسيين من أصول عربية، وليس لأن هؤلاء برلمانيون.

وبالرغم من كل الصعوبات يحاول الكثير من أبناء الجالية العربية الترشح في الانتخابات التشريعية، ولكن الأمر يبدو مستحيلا، من دون الارتكاز على حزب سياسي فرنسي قوي.
الأمر الأخير دفع كثيرين للالتحاق بالحزب الاشتراكي والشيوعي والإيكولوجي والجمهوريون والحزب الديمقراطي المستقل. ولكن الواقع يقول بأن من يتجاوز نسبة النجاح ودخول البرلمان لا يتعدون أصابع اليد الواحدة.


القضايا العربية في الانتخابات الفرنسية
المرشحون العرب الذين يقبلون تزكية من طرف حزب سياسي فرنسي لا يمكنهم الجهر بدعمهمم لقضايا خارج ما يعبّر عنه الحزب رسمياً (وقد لاحظنا الأمر أثناء الاعتداء الإسرائيلي على غزة، حيث لم يتجرأ هؤلاء النواب على انتقاد موقف الرئيس هولاند الذي تبنى موقف نتنياهو). ولهذا لا نجد القضايا العربية، داخليا وخارجيا، تظهر بشكل واضح، إلا من خلال حملات المرشحين المستقلين أو أحزاب صغرى تظهر مع الانتخابات وتغيب بعدها. وهنا تظهر فلسطين وغزة والعراق وسورية والقضايا الإنسانية الكبرى، كما تظهر قضايا وهموم وهواجس الجالية العربية التي فشلت كل الحكومات الفرنسية في معالجتها.
ننتظر ما بين 7 و10 نواب من أصول عربية في البرلمان المقبل، ولكن حرية تحركهم ستظل محدودة، وبالتالي فهم سيختارون مواقفهم بكثير من الحذر والاعتدال.

ألمانيا: يمين يتقدم
على الرغم من أن الانتخابات العامة في ألمانيا لن تجرى قبل سبتمبر/أيلول المقبل، إلا أن الحراك الحزبي والسياسي بدأ مبكراً. ويجري التركيز على منصب المستشارية باعتبارها إفرازاً لنتائج مقاعد البوندستاغ.

يتزعم التحالف المسيحي المحافظ المؤلف من الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي المستشارة ميركل التي أعلنت في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ترشحها لولاية رابعة، أما مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي فكان إلى عهد قريب الاعتقاد بأنه زعيم الحزب زيغمار غابرييل، إلى أن فوجئ الألمان في 24 يناير/كانون الثاني الماضي بإعلان الحزب الاجتماعي الديمقراطي ترشيحه مارتن شولتز لذلك المنصب.


ويتمتع شولتز بشعبية قوية في أوساط حزبه ولدى مواطنيه والأوروبيين عموماً، فقد شغل منصب رئيس البرلمان الأوروبي لخمسة سنوات، وعرف عنه دفاعه الدائم عن وحدة الاتحاد الأوروبي وعدم تهاونه مع الخطاب الشعبوي المتطرف وبانتقاده الدائم والصريح له ووصفه بالنازية.

ومنذ إعلان الترشح، ارتفعت شعبية الحزب من 20% إلى 31% مقابل تراجع التحالف المسيحي من 32.5% إلى 30% وذلك بحسب استطلاع الرأي الأخير، ضمن سلسلة الاستطلاعات الدورية التي يقوم بها معهد (Insa) كل يوم أحد. وهي المرة الأولى منذ سنوات التي يتقدم فيها يسار الوسط على التحالف المسيحي.

الأقليات نحو يسار الوسط...
على الرغم من أن الأحزاب اليمينية المتطرفة ما تزال بعيدة عن لعب الأدوار السياسية المهمة على المستوى الاتحادي. إلا أن نتائج انتخابات برلمانات المقاطعات التي جرت في العام الفائت كانت مقلقة لجهة حصول حزب يميني متطرف حديث العهد بالتأسيس كالحزب البديل من أجل ألمانيا على نسبة تفوق 5% في معظم الولايات، وهي الحد الأدنى للتمثيل البرلماني. وعلى ما نسبته 14.2% في مقاطعة تتسم بالانفتاح كبرلين، و24.3% و20.8% في كل من ساكسونيا وانهالت ومكلنبورغ وفوربومرن.

من المؤكد أن أحزاب اليمين لن تستطيع الاستئثار بالقرار السياسي، فالبنية الديمقراطية للجمهورية الاتحادية ودستورها يحولان دون ذلك، ولكن هذا سيعني أن ألمانيا ستواجه أوقاتاً عصيبة بوصول أحزاب اليمين المتطرف إلى البوندستاغ، سواء كان المستشار من المحافظين أم من الديمقراطيين.
تاريخياً، يعتبر الحزب الاجتماعي الديمقراطي نصيراً للمهاجرين وحقوق الأجانب. نسبة كبيرة من أبناء الجاليات العربية، والألمان من أصول مهاجرة، ممن ينخرطون في العمل السياسي يميلون نحو الاجتماعي الديمقراطي.


ترشيح المستشارة ميركل لمنصب المستشارة مجدداً، من قبل الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، وهي مصرة على انتهاج سياسة اللجوء والهجرة التي عرفت بها، يستند إلى أن شعبيتها، على الرغم من كل محاولات خصومها النيل منها، ما تزال قوية ولا يستهان بها. 
من جهته يسعى اليمين إلى استغلال الحوادث والهجمات التي جرت في أماكن عدة من البلاد للتركيز على اللاجئين والمهاجرين، ويعد ناخبيه بالتشدد أكثر في حال فوزه. 

خالدية أبو بكرة... ناشطة في السياسة الإسبانية (العربي الجديد) 


إسبانيا: جالية تنخرط
أما الجاليات العربية في إسبانيا، فيتلخص انخراطها في المجتمع الإسباني بالاهتمام بالقضايا الاجتماعية البحتة دون مشاركة واضحة ومحددة في الحياة السياسية. كما توضح الناشطة السياسية في اتحاد الأحزاب اليسارية الإسبانية، الفلسطينية "خالدية أبو بكرة": "الجاليات العربية في إسبانيا قليلة العدد ولا تنتمي إلى تجمع سياسي أو حتى اجتماعي واحد". لكن على الرغم من أن الناشطة أبو بكرة، والتي تعمل حالياً موظفة حكومية في بلدية مدريد، كانت قد رشحت لمجلس الشيوخ الإسباني عن اتحاد اليسار في عام 2015، إلا أن مشاركة النساء العربيات المهاجرات في الحياة السياسية في إسبانيا لا تختلف جداً عن مشاركة الرجل، فهي ناتجة عن اجتهادات فردية وبشكل محدود جداً. "تم ترشيحي بشكل خاص لإلقاء الضوء على قضية حصار غزة". تضيف أبو بكرة.

وفي إسبانيا التي عاشت أكثر من 300 يوم من دون حكومة في عام 2016، إثر فوز حزب الشعب اليميني بالإعادة الثانية للانتخابات العامة، تبدو الساحة السياسية متنوعة جداً، خاصة بعد ظهور الحزب اليساري الجديد "بوديموس"، إثر الحراك الشعبي الغاضب في 15 مايو/أيار. الحزب اليميني الحاكم في إسبانيا، يختلف عن أقرانه من الأحزاب اليمينية الأوروبية، فهو غير متشدد وغير متعصب بشكل ظاهر ضد المسلمين والمهاجرين واللاجئين. لكن مؤخراً بدأت بعض المجموعات والأصوات اليمينية المتطرفة بالظهور، وإن بدون تأثير واضح لها على المجتمع. 
يبدو أيضاً أن ما يحدث في أوروبا من ظهور الحركات الشعبوية المتعصبة، قد شجع بعض السياسيين من الحزب اليميني بإظهار عدائهم للمسلمين والعرب بشكل علني، كرئيسة محافظة مدريد السابقة "إسبيرانثا أغيريه" بتصريحات صريحة ومباشرة في الإعلام ضد الإسلام.


مسلمو وعرب أميركا يدفعون الثمن
أعقب انتخاب ترامب، بحسب إحصاءات رسمية، تصاعد في موجة الاعتداءات العنصرية ضد الأقليات بمن فيهم السود والمنحدرون من أميركا اللاتينية والعرب والمسلمون. وفي الوقت ذاته، تشهد الولايات المتحدة كذلك موجة من التضامن مع الأقليات وتحركاً لشرائح مختلفة من تلك الأقليات ضد العنصرية والتفرقة. واحد من أبرزها التضامن الواسع والدعم الذي تعيشه الجاليات العربية والمسلمة داخل الولايات المتحدة بصورة غير مسبوقة، من ناحية كثافته ومدى انتشاره. كما أن شرائح مختلفة من الجاليات العربية والمسلمة تحركت بشكل غير مسبوق للتعبير عن اعتراضها على القرار وتبعاته.


ولعل إضراب أكثر من ألف صاحب متجر من اليمنيين أو ذوي الأصول اليمنية والمتضامنين معهم في مدينة نيويورك، وإغلاقهم محلاتهم مع تعليق يافطات على أبواب تلك المحلات حول ذلك كان من أبرز تلك التحركات. وأغلق هؤلاء محالهم لنصف يوم وتوجهوا إلى ساحة البلدية في منطقة بروكلين في مدينة نيويورك للتظاهر ضد قرار ترامب ومنعه رعايا الدول السبع من دخول البلاد. والمثير في هذا التحرك أنه نادراً ما نسمع في الحيز العام من تلك الفئة من التجار والذين لا تعتمد على مدخولهم عائلاتهم في الولايات المتحدة فحسب، بل إن معظمهم يساعد في إعالة عوائل وأقارب في اليمن. كما أقيمت أكثر من صلاة إسلامية في مطار نيويورك، دُعي إليها غير المسلمين، للتعبير عن الاحتجاج على تلك القرارات. وعبر هؤلاء عن خوفهم من سياسات ترامب التي تمس الأقليات والنساء والفقراء.

جيل جديد يشارك في السياسة الأوروبية (العربي الجديد) 

في الوقت الذي يعارض ساسة أميركان، كعمدة نيويورك، سياسات ترامب، وصرحوا في أكثر من مناسبة عن عدم نيتهم تطبيقها، خاصة تلك المتعلقة بالمهاجرين من الذين هم "بدون أوراق"، أعلن العديد من العرب الذين يتبوؤون مراكز مهمة في دول عربية تأييدهم قرارات ترامب وترحيبهم بها، الأمر الذي يستغله اليمين الأميركي لدعم القرار ما دام هناك قادة مسلمون يؤيدون سياسة ترامب وأن المنع لا يستهدف المسلمين ولكن "الإرهابيين".

ولا يكاد يمر يوم، منذ تنصيب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة وتوليه مهامه رسمياً في الـ 20 من يناير/ كانون الثاني، من دون أن تشهد مدن أميركية عديدة تظاهرات واحتجاجات ضد أحد الأوامر التنفيذية العديدة التي وقع عليها ترامب أو ضد سياساته. 

وتطاول هذه الأوامر التنفيذية جوانب عديدة من الحياة بما فيها الصحة والهجرة والاقتصاد، لكن أبرزها، والذي أبقى شعلة تلك الاحتجاجات متقدة، هو قراره المتعلق بمنع دخول رعايا سبع دول، ذات أغلبية سكانية مسلمة إلى الولايات المتحدة كما الوقف بالنظر بإجراءات اللجوء. والدول السبع هي العراق وسورية واليمن والصومال وليبيا والسودان وإيران.


وطاول قرار المنع بداية حتى أولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة ولديه إقامة عمل وسكن دائمة والمعروفة بالبطاقة الخضراء "غرين كارد". وعلى الرغم من إعلان الحكومة الأميركية، لاحقاً، بعض الاستثناءات لهذا القرار إلا أن حالة من البلبلة والفوضى عمت مطارات عديدة.

ورفعت قضايا مستعجلة ضد القرار الرئاسي. وتمكنت ثلاثة قرارات في محاكم فدرالية من وقف العمل به، وبشكل مؤقت، لعدم دستوريته وما زالت محكمة رابعة تبت في الأمر. ومن المتوقع أن يمر بعض الوقت إلى أن يقول القضاء الأميركي كلمته الأخيرة. 

(معدو التقرير: ابتسام عازم، ميساء حجاج ، ريتا باريش ، ثائر السهلي ، محمد المزديوي)








المساهمون