700 ألف طفل سوري يواجهون الجوع

27 مايو 2022
تتضاعف الإصابات بسوء التغذية في شمال سورية (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -

أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير أصدرته في 19 مايو/ أيار الجاري أن 700 ألف طفل سوري يواجهون الجوع بسبب تدهور الأوضاع وتفاقم المشاكل المعيشية، لا سيما في مناطق شمال شرقي البلاد. وفيما تعمل المنظمة لتوسيع قطاع الكشف، وتبذل جهوداً كبيرة لتعزيز الوقاية من أمراض سوء التغذية لدى الأطفال عبر محاولة توفير إمدادات حيوية، بادرت إلى تقسيم سوء التغذية إلى فئتين، تشمل الأولى نقص التغذية الذي يؤدي إلى إصابات بقصر القامة والهزال والنقص في الوزن، والثانية نقص المغذيات الدقيقة من معادن وفيتامينات مهمة.
وذكرت المنظمة أن عائلات عدة لا تستطيع الوصول إلى المأكولات التي تحتوي مكونات غذائية عالية، منها الفواكه الطازجة والخضار والبقوليات واللحوم والحليب. وحددت أسباب زيادة معدلات سوء التغذية بتدهور الصحة والخدمات والأزمة الاقتصادية، إلى جانب انخفاض القوة الشرائية وصعوبة الوصول إلى مياه آمنة.
وقدرت عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة غذائية مباشرة خلال عامي 2022 و2023 بنحو 5.5 ملايين شخص، "منهم أمهات وأطفال تتراوح أعمارهم بين أسابيع و59 شهراً، نصفهم في منطقة شمال شرقي سورية". ولفتت إلى أن الإصابات بسوء التغذية في هذه المنطقة هي ضعف ما في باقي المناطق، وبينها الحسكة ودير الزور والرقة.
وتتخذ المنظمة خطوات لمواجهة التدهور الغذائي، بينها إطلاق برامج الخدمة الغذائية بهدف كشف حالات سوء التغذية مبكراً، وتلبية الحاجة إلى منع سوء التغذية لدى الرضع والأطفال الصغار التغذية الاستشارة، وتنفيذ مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال. 
والعام الماضي، أجرت المنظمة في 968 مركزاً تابعة لها فحوصات لنحو 1.016 مليون طفل دون الخامسة من العمر، و21.865 يعانون من سوء تغذية حاد، وأحالت 1477 منهم إلى مراكز علاج. وقدمت منذ يناير/ كانون الثاني 2021 حتى نهاية فبراير/ شباط 2022 في 66 مركزاً صحياً و4 مراكز لتحقيق الاستقرار ومستشفيان صديقان للأطفال إجمالي 109.191 خدمة تغذية في 72 منشأة صحية شمال شرقي سورية، كما دربت 100 عامل صحي عام 2021، ووفرت مراقبة ودعماً لوجستياً شمل أدوات قياس وتسجيل وجمع وتحليل بيانات".
وأعلنت المنظمة تقديم 84.161 خدمة فحص في 66 مركزاً صحياً، واكتشاف 3012 حالة سوء تغذية حاد بنسبة 3.7 في المائة، منها لـ 2399 شخصاً عانوا من سوء تغذية حاد المعتدل، وأحالتهم إلى مراكز العيادات الخارجية بدعم من وكالات الأمم المتحدة. كما شخصت 612 حالة سوء تغذية حاد من دون مضاعفات، وأحالتها على مراكز العيادات الخارجية المدعومة من قبل باقي وكالات الأمم المتحدة. وأشارت إلى أنها عالجت 655 حالة في مراكز تحقيق الاستقرار في 4 مستشفيات تدعمها المنظمة. 

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتدعم المنظمة 4 مراكز لتحقيق الاستقرار في الحسكة والقامشلي ودير الزور والرقة بمنطقة الطبقة حيث انخفض معدل الوفيات نحو 2.9 في المائة.
يقول الطبيب المتخصص في أمراض النساء والأطفال رضوان محمد لـ"العربي الجديد": "يؤثر سوء التغذية على الأطفال ونموهم الطبيعي، والحوامل والمرضعات في شكل بالغ. وقد يحتاج المرضى إلى تثبيت الطعام، والاهتمام بتعويض النقص في المكملات الغذائية بحسب العناصر الناقصة في الجسم من كالسيوم وحديد وفوليك ومجموعة فيتامينات "بي"، وتأمين متطلبات أخذها في شكل روتيني". ويشير إلى وجود أسباب خارجية وداخلية أخرى لسوء التغذية تتعلق بنوعية الطعام وكميته، وعدم حصول الجسم على كفايته من المواد الغذائية، والعناصر الضرورية للنمو ومناعة الجسم.
وتكشف مصادر محلية في المنطقة لـ"العربي الجديد" أن "سوء التغذية مرتبط بعوامل طبيعية، منها انحسار كميات الأمطار  في المناطق الزراعية خلال السنوات الماضية، وارتفاع الأسعار، والحرمان من الدخل نتيجة ضعف فرص العمل، إلى جانب نقص كميات مياه الشرب، خاصة في مدينة الحسكة، وارتفاع درجات الحرارة والخدمات الصحية المحدودة.
من جهته، يقول عبد الله خليف الذي يعيش في منطقة خويتلة الريفية شرقي القامشلي لـ"العربي الجديد": "يعاني أطفالي وزوجتي من سوء تغذية، علماً أنني كنت اعتمد على المنتجات الغذائية المحلية من لحوم دجاج أو أغنام ومنتجاتها بحسب الموسم، لكن الجفاف والأزمات العامة في المنطقة العامة جعلتنا نفقد عملنا في الزراعة، وقلصت مداخيل عيشنا".

ويخبر خليف أن الطبيب وصف لطفليه اللذين يعانيان من سوء تغذية أدوية وفيتامينات ومقويات سعرها مرتفع للغاية، و"أنا لا أعرف كيف سأوفرها".
وقد أكدت المنظمة في التقرير أنها ستواصل دعم برامج التغذية في شمال شرقي سورية، من خلال توسيع نطاق مراقبة تغذية الأطفال الرضع والصغار، وزيادة عدد المراكز من 66 إلى 95، والعمل لتوفير معدات لمراكز الاستقرار والترتيبات اللوجستية اللازمة لإنقاذ حياة الحالات المعقدة من سوء التغذية الحاد، والمعدات والأدوات اللوجستية للمراكز الصحية الجديدة، مع إجراء تدريب تنشيطي للمراكز الـ66 ومراكز الاستقرار الأربعة. وتقديم تدريب لمستشفيين صديقين للأطفال حول كيفية الوقاية من سوء التغذية من خلال تشجيع الرضاعة الطبيعية.

المساهمون