600 ألف طفل متسرب من اللقاح في سورية

22 ابريل 2024
النظام السوري يطلق حملة لقاح للأطفال في مناطق سيطرته (منظمة الصحة العالمية/إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ارتفاع عدد الأطفال المتسربين من اللقاح في مناطق سيطرة النظام السوري من 100 ألف إلى أكثر من 600 ألف طفل، على الرغم من جهود الأهالي وموثوقية اللقاحات المقدمة من منظمة الصحة العالمية.
- إطلاق حملة لقاح واسعة النطاق بالتعاون بين وزارة الصحة السورية، منظمة الصحة العالمية، ويونيسف لتحري الحالة التلقيحية لأكثر من مليوني طفل وتقديم اللقاحات الأساسية، خاصة في المناطق الصعبة الوصول.
- الحملة تعكس التزام الجهات الفاعلة المحلية والدولية بحماية صحة الأطفال في سوريا، مستهدفة تقليل عدد الأطفال المتسربين من اللقاح ومواجهة الأمراض المهددة للحياة مثل شلل الأطفال والحصبة.

بلغ عدد الأطفال المتسربين من اللقاح في مناطق سيطرة النظام السوري وفق الأرقام الرسمية أكثر من 600 ألف طفل، مقارنة بنحو 100 ألف عام 2022، وذلك على الرغم من حرص العديد من ذوي الأطفال على حصول أطفالهم على اللقاحات الدورية، ولا سيما أن هذه اللقاحات موثوقة بالنسبة لهم، إذ تُمنح من منظمة الصحة العالمية.

ويقول فهد المعروف، من سكان ريف السويداء، وهو والد لطفلين أحدهما في الصف الرابع الابتدائي والآخر في الخامسة من العمر "هناك سيارات جوالة حاليا تمنح اللقاحات للأطفال، بالنسبة لي ولأشخاص كثر أعرفهم نحن نحافظ على حصول أطفالنا على اللقاح، حرصا على سلامة الأطفال وعدم تعرضهم لأمراض قد تكون مميتة، مضيفا لـ"العربي الجديد": "قد يهمل البعض حصول أبنائهم على اللقاح، لكن في  السويداء أو في الريف حيث أعيش لم أشهد أي حالة من هذا النوع".

ويعد المرض أحد الأسباب التي تمنع الأطفال من الحصول على اللقاح، فوفقا لفدوى الأحمد، المقيمة في دمشق، خلال حديثها لـ"العربي الجديد" فإن طفلها لم يحصل على اللقاح الذي يمنح بعمر السنة، إذ كان وضعه الصحي حينها لا يسمح بذلك، مضيفة "كان طفلي يعاني من نزلة  تسببت له بالتهابات صدرية، واستغرق العلاج فترة من الوقت، وحينها أخبروني أن بهذه الحالة لا يمكن منحه اللقاح"، ورغم ذلك تحرص فدوة على حصول طفلها على اللقاح حيث تعافى وأصبح مستعدا لتلقي اللقاح.

وتتواصل حملة اللقاح التي أطلقتها وزارة صحة النظام السوري، أمس الأحد، ضمن مناطق سيطرته، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والتي تنتهي في الثلاثين من أبريل الجاري، والتي تستهدف وفق الوزارة الأطفال دون سن الخامسة، وذلك لتحري الحالة التلقيحية لهم، والتأكد من استيفاء كافة الأطفال للقاحات المدرجة في برنامج التلقيح الوطني وإعطاء اللقاحات المستحقة وتزويد الأهل ببطاقة لقاح في حال عدم وجودها. وتقدم اللقاحات في المراكز الصحية وعن طريق الفرق الجوالة. 

ووفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة  "يونسيف"  وصلت اللقاحات إلى مناطق سيطرة النظام عبر مطار دمشق الدولي يوم السبت 20 إبريل/ نيسان، والهدف منها الوصول إلى 2.5 مليون طفل دون سنّ الخامسة. وبيّنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 10 آلاف عامل صحي يعلمون في الحملة،  بينهم 4541 من القائمين على التطعيم يعملون في مراكز ثابتة، و 1097 منهما ضمن فرق طبية متنقلة، أما عدد المراكز الصحية التي تقدم التطعيم بلغ 993 مركزا، إضافة لـ70 مركزا مؤقتا للتطعيم. وسيخضع أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة في جميع أنحاء البلاد للفحص، وستقدم لهم اللقاحات الأساسية، إضافة للأطفال الذين لم يحصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح في المناطق التي يصعب الوصول لها، وذلك بهدف حمايتهم من الأمراض المهددة للحياة بما فيها شلل الأطفال والحصبة والنكاف والتهاب الكبد الوبائي والحصبة الألمانية.

رئيس منطقة الزبداني الصحية محمد العالول، أوضح أن تحري حالة الطفل التلقيحية ستتم من خلال بطاقة اللقاح الخاصة به، وفي حال عدم استكمال الطفل اللقاحات الروتينية يتم تلقيحه من قبل فرق اللقاح، وفي حال عدم وجود بطاقة لقاح للطفل يمنح بطاقة لقاح جديدة، ويتمّ تحرّي حالة الطفل التلقيحية من خلال سؤال الأهل.

ويبلغ عدد المتسربين من اللقاح وفق مديرة الرعاية الصحية الأولية في الوزارة الدكتورة رزان الطرابيشي أكثر من 600 ألف طفل في الوقت الحالي، ويشمل الرقم الأطفال الذين ولدوا ولم يحصلوا على أي لقاح، بالإضافة للأطفال الذي لم يتلقوا قسما من اللقاحات الروتينية، بالإضافة للأطفال الذين لم يتموا برنامج اللقاح الروتيني. يشار إلى أن حملة لقاح مماثلة استهدفت الفئة ذاتها من الأطفال في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، لم تكشف فيها وزارة الصحة التابعة للنظام السوري عن أعداد الأطفال المتسربين من اللقاح، لكن في عام 2022، بلغ عدد الأطفال المتسربين من اللقاح وفق ما أكدت الطرابيشي لوكالة "سانا" التابعة للنظام أكثر من 100 ألف طفل.

المساهمون