سجّلت الهند، التي يبلغ عدد سكانها 1,3 مليار نسمة، أكثر من 5,4 ملايين إصابة بفيروس كورونا، وهي ثاني أكثر الدول تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة، وتسجل حاليا أكثر من ألف إصابة يومية جديدة (1968)، وفقا لأحدث الأرقام التي ينشرها موقع "وورلد ميتر".
لكن بعد الإغلاق العام الذي تم فرضه في مارس/آذار وتسبب في إلغاء عشرات ملايين الوظائف، يقف رئيس الوزراء ناريندرا مودي مترددا إزاء فرض قيود مشددة مجددا، خصوصا في ما يتعلق بالنشاطات الاقتصادية.
وبدلا من ذلك قامت الحكومة في الأشهر الأخيرة بتخفيف الإجراءات التي كانت مفروضة، فأعادت تشغيل المزيد من خطوط القطارات ورحلات الطيران الداخلية والأسواق والمطاعم، والآن سمحت بفتح ضريح تاج محل الذي يعتبر من أبرز المعالم السياحية في العالم بعد ستة أشهر من الإغلاق منذ 17 آذار/مارس أمام الزوار.
وقال أيوب شيخ (35 عاما) الذي يعمل في أحد المصارف والذي جاء لزيارة النصب التذكاري مع زوجته وطفلهما، لوكالة فرانس برس "لقد فقد الكثير من الناس وظائفهم خلال فترة الإغلاق. لقد عانى الناس كثيرا وحان الوقت لإعادة فتح البلاد بالكامل".
والضريح الرخامي في مدينة أغرا في جنوب نيودلهي الذي يعد من أشهر المعالم السياحية في العالم يجتذب نحو سبعة ملايين زائر سنويا.
وهذا الضريح المصنوع من الرخام الأبيض المزخرف بالأحجار الكريمة، شيّد بين العامين 1631 و1648 على يد الامبراطور المغولي شاه جاهان تكريما لذكرى زوجته المفضلة ممتاز محل، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وتؤكد السلطات أنه يتم تطبيق بروتوكول صارم لوضع الكمامات والمحافظة على التباعد الجسدي. ولن يكون بإمكان الزوار لمس الرخام وقد غلّف المقعد الشهير الذي يجلسون عليه لالتقاط الصورة التقليدية بالبلاستيك، بحيث يمكن تطهيره بانتظام من دون إلحاق ضرر به.
وقال غوتام مينون، أستاذ الفيزياء والبيولوجيا في جامعة أشوكا، لوكالة فرانس برس "في الهند، لكن أيضا في كل أنحاء العالم، بدأ الشعور بالضجر من الإجراءات المشددة المفروضة لمواجهة عودة انتشار فيروس كورونا".
ومع ذلك، هناك بعض الانتقادات الموجهة إلى تراخي الحكومة. فقد استؤنفت المدارس، الاثنين، للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما على أساس طوعي. لكن العديد من الولايات الهندية تعتقد أن الوقت مبكر.
وفي الولايات التي أتاحت عودة افتتاح المدارس، ترفض بعض هذه المؤسسات الانصياع، كما أن الحذر يسود بين أولياء الأمور المترددين في إرسال أولادهم إلى المدارس. وفي إحدى المدارس الريفية في ولاية آسام (شمال شرق)، كان هناك ثمانية تلاميذ فقط من أصل 400 حاضرين صباح الإثنين.
قتلى بانهيار مبنى
من جهة ثانية، قال مسؤولون إن مبنى سكنيا - كان من المقرر إصلاحه - انهار في وسط الهند، صباح اليوم الإثنين، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص في الأقل ومحاصرة كثيرين آخرين.
وقالت القوة الوطنية للاستجابة للكوارث في الهند، إنه يخشى أن يكون ما بين 20 إلى 25 شخصًا محاصرين تحت أنقاض المبنى المكون من أربعة طوابق في ولاية ماهاراشترا، والذي انهار في حوالي الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي، ويعمل رجال إنقاذ على العثور عليهم وتحريرهم.
وقال بانكاج أشيا، مسؤول في منطقة ثين، إحدى ضواحي مومباي، إن 11 شخصًا على الأقل أصيبوا بجروح عندما انهار المبنى.
10 killed, 11 injured; rescue operation under way#Bhiwandi building collapse live updates: https://t.co/JCtiGkVJtV pic.twitter.com/j48H1v0eVu
— The Times Of India (@timesofindia) September 21, 2020
وأضاف أن المبنى شيد منذ أكثر من 30 عامًا، ويحتاج لإصلاحات، والتي لا يمكن تنفيذها بسبب تدابير الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا.
The loss of lives in the building collapse at Bhiwandi, Maharashtra is quite distressing. In this hour of grief, my thoughts and prayers are with the accident victims. I wish speedy recovery of the injured. Local authorities are coordinating rescue and relief efforts.
— President of India (@rashtrapatibhvn) September 21, 2020
ماهاراشترا هي واحدة من أكثر الولايات الهندية تضررا من الفيروس، حيث سُجلت أكثر من مليون حالة. وأبلغت الهند عن أكثر من 5 ملايين إصابة بالفيروس.
#Maharashtra
— The Times Of India (@timesofindia) September 21, 2020
Bhiwandi building collapse live updates: 10 killed, 11 injured; rescue operation under wayhttps://t.co/8zJ77M25VF
ويشيع انهيار المباني في الهند خلال موسم الرياح الموسمية الممتد من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول، عندما تضعف الأمطار الغزيرة أسس الهياكل القديمة أو التي تم تشييدها بشكل سيئ.