احتجاجات في رام الله على تعذيب الاحتلال الإسرائيلي للأسير الفلسطيني سامر العربيد

29 سبتمبر 2019
مشاركون في المسيرة (العربي الجديد)
+ الخط -
خرج مئات الفلسطينيين، مساء اليوم الأحد، في مسيرة حاشدة وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، احتجاجاً على التعذيب الذي تعرّض له الأسير الفلسطيني سامر العربيد، في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

المسيرة التي أطلق عليها عنوان "غضباً وإسناداً للأسير سامر العربيد وكل الأسرى"، شارك فيها ناشطون وأسرى محررون وأهالي أسرى، رفعوا خلالها صور العربيد الذي يرقد في المستشفى بوضع صحي خطير، بعد تعرضه للتعذيب في مركز تحقيق المسكوبية، إضافة إلى صور أسرى وأسيرات، لا سيما من يتهمهم الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية "عين بوبين" غربي رام الله، والتي قتلت فيها مستوطنة إسرائيلية، الشهر الماضي.

وكانت "مؤسسة الضمير" قد أفادت، أمس السبت، بأنّ "الأسير الفلسطيني سامر مينا العربيد (44 عاماً)، تم تحويله، يوم الجمعة، من مركز تحقيق المسكوبية إلى "مستشفى هداسا- جبل الزيتون" في القدس المحتلة، بوضع حرج، إذ تبينت إصابته بفشل كلوي، إضافة إلى إصابات وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، وكسور في أضلاع صدره، نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرض له من قبل المحققين الإسرائيليين.




وقالت الناشطة الحقوقية تالا ناصر التي شاركت في المسيرة، لـ"العربي الجديد": "أتينا إلى هنا لتوجيه رسالة ونكون مع الأسير سامر العربيد الذي اعتقل، الأربعاء الماضي، وتعرض لتعذيب شديد في مركز تحقيق المسكوبية، ووصل لمؤسسة الضمير، أمس السبت، أنّه نقل إلى مستشفى هداسا العيسوية، وهو في حالة حرجة نتيجة التعذيب الذي تعرض له".


وأكدت ناصر أنّ العربيد ليس الوحيد الذي تعرض للتعذيب في المسكوبية، مضيفة: "غيره من المعتقلين المتواجدين حالياً في مركز تحقيق المسكوبية تعرضوا للتعذيب". وطالبت بتدخل المجتمع المحلي والدولي، لا سيما وأنّ التعذيب محظور في كافة القوانين الدولية، وبكافة أشكاله ولا توجد استثناءات، مؤكدة أن "سلطات الاحتلال تدعي أن هناك إذناً قضائياً، لكن ذلك محظور تماماً في القانون الدولي، ولا استثناءات لممارسة التعذيب بحق أي شخص".

وزعمت وسائل إعلام عبرية أنّ جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" قد كشف هوية منفذي عملية "عين بوبين" التي قتلت فيها مستوطنة إسرائيلية، الشهر الماضي، فيما ادعى "الشاباك" أنّ الأسير العربيد أحد أفراد الخلية التي نفذت العملية، حيث تنتمي الخلية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

وذكرت صحيفة "هآرتس"، أنّ "الشاباك" حصل على "تصريح قانوني"، يتيح استخدام أساليب تحقيق "استثنائية" مع الأسير العربيد، وتعرض خلالها للضرب والتعذيب الشديدين.

العربيد ليس الوحيد الذي تعرض للتعذيب في المسكوبية (العربي الجديد) 


بدوره، قال الأسير المحرر والناشط في مجال نصرة الأسرى الفلسطينيين خضر عدنان، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "سكوت الفلسطينيين عما حصل، وسكوت الحركة الأسيرة والقيادة السياسية الفلسطينية، يعني مزيداً من القتل للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال"، مستذكراً ما حصل مع الأسير الشهيد نصار طقاطقة. ورأى أنّ "السكوت وقتها والسكوت عن استشهاد آخرين في السجون، أدى إلى تغول الاحتلال بدم الفلسطينيين".


وأضاف عدنان: "الاحتلال يقتل مَن في الأسر. وهذا الشيء يجب أن نصدقه نحن أولاً. ما يحدث ليس خطأ طبياً أو إهمالاً، بل إعدام داخل سجون الاحتلال، سواء في المستشفيات أو التحقيقات"، معتبراً أنّ "ما حصل البارحة مع سامر العربيد يمكن اعتباره ضوءاً أخضر من القضاء العبري، وشرعنة من ساسة الاحتلال لاستخدام القوة والقتل ضد الأسير الفلسطيني".


وحذر عدنان من أنّ الخطر يشمل كل الحركة الأسيرة الفلسطينية، قائلاً "إذا أراد كل محقق أن يستصدر قراراً باستخدام العنف ضد أي أسير، يمكن أن نفقد حياة الكثير من الأسرى. في المقابل، فإن صمود الأسير العربيد يقول لنا كفلسطينيين إنّ الاعتراف خيانة وجريمة، وأن نموت ألف مرة خير لنا من أن نعترف، ونكشف ظهر المقاومة الفلسطينية".

ودعا عدنان إلى مزيد من الحراك في المدن الفلسطينية، قائلاً: "كنا نتمنى من الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يذكر الأسرى المضربين عن الطعام، وأن يذكر الأسرى المرضى، وعلى رأسهم سامي أبو دياك ومعتصم رداد، وهما بين الشهادة والشهادة"، مطالباً المؤسسات الدولية والصليب الأحمر الدولي، بإصدار بيانات دورية حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أنّ "الصمت مشاركة في الجريمة".