46 مليون أميركي لا يستطيعون تحمّل تكلفة الرعاية الصحية بسبب كورونا

01 ابريل 2021
تباينات عرقية واقتصادية كبيرة بين من يمكنهم تحمّل تكاليف الرعاية الصحية (إيثان ميلر/Getty)
+ الخط -

وجدت دراسة استقصائية أنّ ما يقدّر بنحو 46 مليون أميركي، لن يكونوا قادرين على تحمّل تكاليف رعاية صحية جيدة، إذا احتاجوا إليها اليوم، وفقاً لمسح جديد نُشر على موقع الإحصاءات الأميركي الشهير "غالوب". ووجد الاستطلاع تباينات عرقية واقتصادية كبيرة، بين من يمكنهم تحمّل تكاليف الرعاية الصحية، بحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

ووفق الاستطلاع، فإنّ ما يقرب من ضعف عدد الأميركيين من ذوي البشرة السوداء، مقارنة بالأميركيين البيض، أكّدوا أنهم لن يكونوا قادرين على دفع تكاليف الرعاية الصحية. إذ أظهرت البيانات، أنّ 29 بالمائة من ذوي البشرة السوداء لن يتمكنوا من تسديد التكاليف، مقابل 16 بالمائة من ذوي البشرة البيضاء. ووفق الاستطلاع، فإنّ واحدا من كل ثلاثة أميركيين من ذوي الدخل المنخفض، أو 35 بالمائة، لم يتمكنوا من دفع تكاليف الرعاية الصحية اللازمة، في الأشهر الـ 12 الماضية، خلال جائحة فيروس كورونا.

خفض الإنفاق على الطعام

سلّط الاستطلاع، الذي نُشر على موقع "غالوب"، الضوء على الفوارق الهائلة في العرق والثروة التي تؤثر على احتمالية قدرة الناس على تحمّل تكاليف الرعاية الصحية، حيث شمل الاستطلاع نحو 3753 بالغاً من الولايات الأميركية الخمسين.

ووفق الاستطلاع، فقد تخلّى واحد من كلّ خمسة بالغين في الولايات المتحدة عن جزء من الرعاية الصحية في الأشهر الـ 12 السابقة بسبب التكلفة، إذ قام العديد من الأميركيين بتقليص إنفاق الأسرة لدفع تكاليف الرعاية التي يتلقونها حالياً. يقول واحد من كل ثمانية بالغين إنهم قلّصوا إنفاقهم على الطعام بنسبة 12 بالمائة، والأدوية المتاحة بدون وصفات طبية بنسبة 11 بالمائة، لدفع تكاليف الرعاية الصحية أو الأدوية. وترتفع نسبة الأسر التي قلّصت الإنفاق إلى ربع الأسر التي يقلّ دخلها عن 24000 دولار سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، اضطر 21 بالمائة من الأسر ذات الدخل المنخفض، إلى خفض الإنفاق على الخدمات بسبب تكلفة الرعاية، ما يؤكّد التضحيات غير المتناسبة التي قدّمتها الأسر ذات الدخل المنخفض خلال الجائحة.

كما أفاد أكثر من ثلث المستطلعين، 35 بالمائة، بأنهم خفضوا الإنفاق على الأنشطة الترفيهية في الأشهر الـ 12 الماضية من أجل توفير الرعاية، بما في ذلك 21 بالمائة ممّن يعيشون في أسر تكسب ما لا يقل عن 180 ألف دولار سنوياً.

وفي تعليق أولي على الاستطلاع، أفاد فيكاس سايني، رئيس معهد Lown Institute، وهي مؤسسة فكرية أميركية، تعمل على ابتكار أفكار جديدة للنظم الصحية، بأنّ ارتفاع سعر الأنسولين أدّى إلى تقنين هذه المادة، الأمر الذي تسبّب في وفاة العديد من مرضى السكري. وقال: "لسوء الحظ، ليس من المستغرب أنّ ملايين الأميركيين، لا يستطيعون تحمّل تكاليف الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإنه أمر مروع نوعاً ما، ولكنه ليس مفاجئاً"، بحسب ما جاء في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
ويأتي هذا الاستطلاع في الوقت الذي يروّج فيه الرئيس الأميركي، جو بايدن، لحزمة إنقاذ ضدّ فيروس كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار.

وتعدّ الولايات المتحدة من أعلى الدول التي تنفق على الرعاية الصحية، حيث تنفق ضعف ما تنفقه الدولة ذات الدخل المرتفع. في الوقت نفسه، لديها أدنى متوسط عمر متوقع وأعلى معدلات انتحار بين 11 دولة متقدمة، في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

ترى سارة كولينز، نائبة الرئيس للتغطية الصحية والوصول في صندوق الكومنولث، "إنّ الولايات المتحدة لديها مشكلة عميقة تتعلّق بمن ليس لديهم تأمين صحي ومن ليس لديهم تأمين صحي كافٍ، وهذا يترك الناس، حتى لو كان لديهم تأمين صحي، معرّضين حقاً لدفع تكاليف مرتفعة".

وتقول: "في بعض الأحيان، قد تؤدي زيارة غير متوقعة إلى غرفة الطوارئ، إلى تسديد أكثر من 1000 دولار، وهو رقم مرتفع جداً على الأسر، لذا تُعتبر أسعار الرعاية الصحية أعلى بكثير مما هي عليه في البلدان الأخرى".

ومع دخول الولايات المتحدة عامها الثاني من جائحة فيروس كورونا، يظهر أنّ إقرار قانون الإغاثة الجديد لفيروس كورونا، البالغ 1.9 تريليون دولار، والذي تمّت مناقشته، من شأنه أن يوفّر إغاثة إضافية لأعداد كبيرة من الأسر والشركات المحتاجة.

على الرغم من أسباب التفاؤل هذه، بحسب القيّمين على الاستطلاع، فإنّ تكلفة الرعاية الصحية وتداعياتها المحتملة لا تزال تشكل جزءاً مرهقاً من الحياة اليومية لملايين الأميركيين، ما يوضح الطبيعة الدائمة للقضية، حيث تدخل الولايات المتحدة ببطء المراحل الختامية من "حرب الجائحة"، كما يصفها تقرير مركز "غالوب".

ويخلص الاستطلاع إلى أنّ التداعيات العملية للتخفيضات الواسعة في الإنفاق الأسري الأساسي لتعويض تكلفة الرعاية كبيرة، لا ينبغي أن تأتي بمفاجأة كبيرة بالنظر إلى العدد الكبير من الأميركيين الذين يعانون من آثار الجائحة.

المساهمون