ذا غارديان: شظايا القذائف الإسرائيلية تخلّف إصابات وخيمة في أجساد أطفال غزة

12 يوليو 2024
طفلة فلسطينية جريحة وسط الحرب المتواصلة على غزة، 1 يوليو 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)
+ الخط -

نقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن ستّة أطباء أجانب، تطوّعوا في قطاع غزة، أنّ شظايا القذائف الإسرائيلية تخلّف إصابات وخيمة في أجساد أطفال غزة، الأمر الذي يستوجب بتر أطراف لهم، مشيرين إلى أرقام كبيرة من البتر منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويأتي هذا ليؤكد أنّ ما ترتكبه قوات الاحتلال في قطاع غزة هو بالفعل "حرب على الأطفال"، هذا الوصف الذي شدّدت عليه أكثر من وكالة تابعة للأمم المتحدة منذ بداية العدوان، ولا سيّما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وفصّل الأطباء المتطوّعون، الذين أدّوا مهامّ في الأشهر الثلاثة الماضية في مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة وفي مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح الواقعة في وسط القطاع، ما شهدوه في هذا الإطار من جروح كبرى نجمت عن شظايا مقذوفات، أفاد خبراء بأنّها تهدف إلى زيادة أعداد الضحايا. ويبدو أنّ هذا يفسّر العدد الكبير المسجّل للأطفال الشهداء في قطاع غزة الذي يُقدَّر بأكثر من 15 ألف شهيد، إلى جانب عشرات آلاف الجرحى الصغار. يُذكر أنّ حصيلة الشهداء الفلسطينيين بلغت نحو 38 ألفاً و500 شهيد في حين تخطّى عدد الجرحى 88 ألفاً و300 جريح، وفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

القذائف الإسرائيلية صُمّمت لنشر أكبر كميّة من الشظايا

وأكّد هؤلاء الأطباء للصحيفة البريطانية أنّ الأسلحة، التي تصنّعها إسرائيل بهدف قذف أكبر كميّة من الشظايا، تخلّف لدى الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة إصابات مروّعة، وتلحق الضرر الأكبر بالأطفال. وشرحوا أنّ ما شهدوه من وفيات وعمليات بتر أطراف أجروها وجروح عالجوها وقد أثّرت سلباً على حياة الأطفال، نجمت عن قذائف وصواريخ أُطلقت على مناطق مكتظة بالمدنيين. وبيّن الأطباء المتطوّعون أنّ تلك القذائف الإسرائيلية مزوّدة بأجسام معدنية إضافية صُمّمت للانشطار ونشر شظايا صغيرة، مؤكدين أنّ عملياتهم بمعظمها شملت أطفالاً أُصيبوا بمثل تلك الشظايا صغيرة التي يمكن تمييز فم الجرح على أجسادهم بصعوبة، في حين هي تلحق ضرراً شاملاً في داخلها.

الطبيب الأميركي فيروز سيدهوا المتخصّص في جراحة الصدمات من بين هؤلاء الأطباء، وقد حضر من كاليفورنيا ليتطوّع في مستشفى غزة الأوروبي وسط الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. ويقول لصحيفة ذا غارديان إنّ "نحو نصف الإصابات التي عالجتها كانت لأطفال صغار"، مؤكداً أنّهم رأوا إصابات كثيرة بشظايا صغيرة، لدرجة أنّه كان من السهل عدم الانتباه إليها في أثناء الفحص. أضاف: "كانت أصغر بكثير من أيّ شيء رأيته من قبل، لكنّها سبّبت أضراراً جسيمة في داخل الجسم".

تخلّف القذائف الإسرائيلية أقصى حدّ من الضحايا

وقد أفاد خبراء أسلحة صحيفة ذا غاريان بأنّ الشظايا والجروح تؤكد استخدام قذائف وصواريخ إسرائيلية الصنع للتسبّب في أعداد كبيرة من الضحايا، بخلاف تلك التقليدية المستخدمة لتدمير المباني مثلاً. بدورها، رأت منظمة العفو الدولية أنّ القذائف الإسرائيلية صُمّمت لزيادة أعداد الضحايا إلى أقصى حدّ، متسائلةً عن السبب الذي يدفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق هذا النوع من الصواريخ والقذائف على مناطق مكتظة بالسكان.

الطبيب مارك بيرلماتر المتخصّص في جراحة العظام طبيب أميركي آخر، من ولاية كارولينا الشمالية، كان قد تطوّع في مستشفى غزة الأوروبي كما حال فيروز سيدهوا. وشرح لصحيفة ذا غارديان أنّ أكثر أنواع الإصابات التي عاينوها هي تلك التي لا يتعدّى قطر فم الجرح فيها مليمتراً واحداً أو مليمترَين. أضاف أنّ "صور أشعة سينية أظهرت عظاماً متهتّكة مع ثقب دقيق عند جانب واحد (نقطة دخول الشظية)، وثقب دقيق آخر عند الجانب الآخر (نقطة خروجها)، وعظمة تبدو وكأنّ مقطورة جرّار دهستها". وبيّن بيرلماتر أنّ "أطفالاً أصيبوا بشظايا صغيرة عدّة فارقوا الحياة في معظم الأحيان، في حين أنّ ناجين كثيرين فقدوا أطرافاً لهم".

من جهته، تطوّع الطبيب الجرّاح الأسترالي سانجاي أدوسوميلي في مستشفى شهداء الأقصى. وقد أفاد صحيفة ذا غارديان بأنّه عثر على مقذوفة تتضمّن مكعّبات معدنية صغيرة، يبلغ عرضها نحو ثلاثة مليمترات، في خلال إجرائه عملية جراحية لصبيّ صغير. وقد وصف الجروح الناجمة عن القذائف الإسرائيلية الانشطارية التي تتميّز بشظاياها التي تهتك العظام والأعضاء في حين أنّها لا تخلّف إلا خدشاً على الجلد.

واستناداً إلى وصف الأطباء الجروح التي عاينوها وإلى صور للشظايا، أفاد خبراء متفجرات بأنّها تتطابق مع قذائف وصواريخ مزوّدة بـ"كمّ انشطاري" حول رأس القذيفة المتفجّر من أجل زيادة عدد الضحايا إلى أقصى حدّ. وأشاروا إلى أنّ استخدام مثل هذه الأسلحة كان قد وُثّق في خلال أكثر من عدوان إسرائيلي سابق على قطاع غزة.

المساهمون