نجاح علي .. لاجئة في عيد الحب

13 نوفمبر 2014
تقيم في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن
+ الخط -
فجر 14 فبراير/شباط عام 2012، وفيما كان العالم يستعد للاحتفال بعيد الحب، كانت نجاح محمد علي (47 عاماً) تتحضّر وعائلتها لمغادرة بيتهم في حي التضامن في جنوبي دمشق إلى مدينة درعا، قبلَ أن يلجؤوا إلى الأردن. تقولُ نجاح المقيمة حالياً في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن: "لم أكن أعرف أن تاريخ هروبي من منزلي هو يوم عيد الحب. لم أعرف هذا العيد أصلاً". تضيف: "لكن والله إنه لأمر عجيب. أنا هربت ودمّر بيتي في اليوم الذي تحب فيه الناس بعضها البعض".
تروي نجاح قصة لجوئها لـ "العربي الجديد". تقول: "صارت الحياة صعبة بسبب القصف وانتشار المسلحين والتفتيش والذل. وصارت حياتنا في خطر" ما دفعهم لاتخاذ قرار المغادرة إلى مدينة درعا.
غادرت نجاح برفقة زوجها وأشقائه وأشقائها وأولادهم. أكثر ما يؤلمها أنها تركت ابنتها الوحيدة أماني (20 عاماً). تقول إن "منزل زوجها بعيد عن منزلنا، ولم تستطع الوصول بسبب القصف والحواجز". تتابع "لا أعرف عنها شيئاً. أخبارها انقطعت تماماً منذ أن وصلت إلى الأردن".
وتشرح نجاح: "في درعا كان القصف شديداً وظروف الحياة أصعب". بقيت العائلة هناك عاماً كاملاً، تنتقل من مكان إلى آخر. كانت تفضل أن تكون نازحة في بلدها. لكن لم يعد البقاء ممكناً، فاضطروا جميعاً إلى المغادرة. وصلوا إلى وادي اليرموك في فبراير/شباط عام 2013. تذكر أن "المطر كان غزيراً يومها والبرد قارس".
تقول: "بدأنا رحلتنا ولم يكن معنا طعام للأطفال الذين بكوا بسبب الجوع. لم يكن بحوزتنا أغطية كافية لتدفئتهم. كنا نملك وثائقنا فقط". تتوقف قليلاً لتمسح دموعها قبل أن تكمل: "كنا نسمع أصوات الانفجارات وننظر إلى بعضنا بخوف. ندعو الله أن نصل إلى الحدود سالمين. لم يهدأ بالنا إلا عندما توقفت السيارات ونزلنا لنجد أنفسنا على الحدود".
تتابع نجاح: "قدّم لنا الجيش الماء والبسكويت والعصير والأغطية قبل أن يبدأ بتسجيلنا ويتأكد من الوثائق التي نحملها". ثم نقلوا إلى مخيم الزعتري للاجئين. في البداية، حصلت وزوجها على خيمة "كنا نخاف أن تحترق الخيمة بسبب التدفئة. كانت أياما صعبة قبل أن يتم نقلنا إلى كرفان بعد شهرين".
الأيام متشابهة في المخيّم، تقول. ننتظر الحصول على الغذاء والماء. يتحدث اللاجئون عن الحرب والطرقات التي سلكوها للهرب. تتمنى أن تكون ابنتها بخير. ولقتل الفراغ، التحقت بدورة لتعلم الحياكة والتطريز.
المساهمون