تقدّم 22 ألف طالب وطالبة لامتحانات الشّهادة الثانويّة العامّة بفروعها كافة في مناطق شمال وشمال غرب سورية، اليوم الأربعاء، وذلك للعام الدراسي 2022 - 2023، وهي الامتحانات ذاتها التي تُجرى في مناطق سيطرة الحكومة السورية المؤقتة والأماكن التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ شمال غرب سورية، ويحصلون على الشهادة الدراسية للمرحلة الثانوية.
ميسر النموس يساند زوجته التي أجرت أول امتحان لها في الشهادة الثانوية اليوم، وذلك لأسباب، منها أنّ المرأة أساس البيت ومربية الأولاد وحاضنة مهمة لتنشئتهم وتعليمهم، كما أوضح لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أنه "سيبقى معها حتى تصل إلى غايتها".
وأضاف: "نعاني بعض الصعوبات مع الأولاد والدراسة وعمل البيت، لكنها تهون في سبيل العلم، أتمنى أن تكمل زوجتي مسارها العلمي وتتخرج من الكلية، فنحن بحاجة إلى مجتمع من المربيات، للمساهمة في بناء مجتمع جديد وواعٍ".
الطالب أسامة الأحمد أجرى اليوم امتحان مادة الفيزياء للفرع العلمي في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، وقال خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إن أجواء الامتحان كانت جيدة، رغم بعض الصعوبات التي تخللت المادة.
وأوضح أن سبب تقدمه لامتحان المجالس المحلية وامتحان الحكومة السورية المؤقتة، يعود لسبب أن الطلاب لا يعرفون أي شهادة تنال الاعتراف من الجامعات، لافتاً إلى أنهم يأخذون بالأسباب ويجرون امتحانين، وقال: "شهادة المجلس معترف بها، أجواء الامتحانات جيدة والقاعات مريحة، لكن هناك صعوبة في الأسئلة".
من جهته، أكد الطالب جمعة أحمد رمضان لـ"العربي الجديد" أن امتحان اليوم كان متوسطاً والأسئلة كلها كانت ضمن المنهج، وأضاف: "درست بجد خلال الأشهر الأخيرة قبل الامتحانات، وتقدمت لامتحان المجلس المحلي، وكذلك الآن أتقدم لامتحان الحكومة المؤقتة، ليصبح لدي فرصتان، وهذا يعطيني مجالاً أكبر".
جهاد حجازي، وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، قال لـ"العربي الجديد": "نحن اليوم في أحد مراكز الامتحانات الثانوية العامة والتعليم الأساسي في جامعة حلب التي نعتمد عليها كمركز امتحاني في شمال سورية، وقد بلغ عدد الطلاب في شمال غرب سورية في تربية حلب وإدلب واللاذقية وحماة أكثر من 51 ألف طالب وطالبة. الثانوية العامة بفروعها بلغ عدد الطلاب نحو 22 ألف طالب وطالبة، اليوم كان لمادة الفلسفة بالفرع الأدبي والفيزياء بالفرع العلمي.
وتابع: "اعتادت الوزارة إجراء هذه الامتحانات في كل عام، لدينا الخبرة الكافية منذ عام 2014، بالإضافة إلى الإمكانات، نحن بحالة استنفار منذ أكثر من شهر. شعرنا بأن الطلاب عانوا بعض الصعوبات بسبب كارثة الزلزال، وقد راعينا الأمر من خلال تأجيل الامتحان مدة شهر مراعاة لظروفهم، كذلك اعتدنا إجراء دورة تكميلية، لا نريد الحديث عنها حالياً لكي يركز الطلاب في امتحانهم ولا يعتمدوا عليها ويحصلوا على الدرجات الكافية حتى لا يضطروا لها".
وبدأت الامتحانات بعد تأجيل شهر عن الموعد المحدد لها في كلّ عام بتوجيه من مديريات التربية، مراعاة للظروف الصعبة التي مرّ بها الطلاب بعد زلزال 6 فبراير/ شباط الذي ضرب المنطقة وسبّب كارثة، حيث أجبر الكثير من الطلاب على النزوح.