الأمم المتحدة تحذّر من تأثير التصعيد في اليمن على وصول المساعدات

29 ابريل 2020
يعاني اليمنيون من ظروف اقتصادية كارثية (الأناضول)
+ الخط -
قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن التطورات الأخيرة في جنوب اليمن ستؤثر سلبا في قدرة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات الإنسانية.


وشرح لوكوك قائلاً إن التطورات الأخيرة "ستصعّب من الوصول إلى المحتاجين في جنوب اليمن كما الحصول على موافقات للوصول إلى بقية المناطق. إضافة إلى ذلك فإنها ستؤثر سلبا كذلك على وصول أموال المانحين والتي أصبحت أبطأ في الفترة الأخيرة، كما ذكرت في تقرير أمام مجلس الأمن حول اليمن قبل قرابة عشرة أيام".

وشدد لوكوك على ضرورة وقف إطلاق النار قائلا "نريد أن تسكت جميع الجهات أسلحتها. وهذا ما طالب به الأمين العام وما يحاول مارتن (غريفيث) القيام به. (رسالتنا للأطراف) اجلسوا حول طاولة المفاوضات".

وكان لوكوك قد حذر، في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك في وقت سابق من الشهر الجاري، من تفاقم الأوضاع الإنسانية ومن نقص شديد في التمويل لصندوق المساعدات الإنسانية في اليمن، مما سيضطر الأمم المتحدة إلى إغلاق 31 برنامجا لتقديم المساعدات الإنسانية من أصل 41، إن لم تحصل على 900 مليون دولار خلال الأسابيع القادمة. وقد يؤدي ذلك لعواقب كارثية، إضافة للأوضاع الصعبة التي يعاني منها ملايين اليمنيين بما فيها نقص في التغذية وخطر انتشار الأمراض.

وفي سياق متصل عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن قلقه إزاء التطورات على الأرض في جنوب اليمن. وحث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي إجراءات من شأنها أن تزيد من تصعيد الموقف. وجاءت تصريحات غوتيريس على لسان الناطق الرسمي باسمه، ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في نيويورك.

ودعا غوتيرس جميع الأطراف إلى "الدخول في حوار شامل لحل خلافاتهم ومعالجة الشواغل المشروعة لجميع اليمنيين، بما فيهم المجموعات الجنوبية"، ودعا جميع الأطراف إلى تنفيذ اتفاقية الرياض، وتركيز جهودهم على مكافحة انتشار وباء كورونا الجديد كما الاستجابة للفيضانات التي أثرت على عشرات الآلاف من اليمنيين. وأكد غوتيرس كذلك ضرورة الحفاظ على سلامة المؤسسات اليمنية. وجدد نداءه أن الصراع في اليمن لا يمكن حله إلا من خلال التفاوض والتسوية السياسية.

وأكد دوجاريك إن مارتن غريفيث يجري اتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة للنزاع وفي المنطقة. وقال "إضافة لاتصالات غريفيث فإن الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيرس) أجرى اتصالات مكثفة مع عدد من الأطراف الفاعلة في المنطقة من بينها السعودية وإيران والقادة اليمنيين وآخرين، من أجل دفع الأمور في الاتجاه الصحيح والتعاون ودعم مجهودات مارتن غريفيث."

وكان مبعوث الأمين العام الخاص لليمن، مارتن غريفيث قد عبر في وقت سابق من الأسبوع عن قلقه بسبب الإعلان الذي صدر في 25 نيسان/إبريل عن المجلس الانتقالي الجنوبي. وأضاف غريفيث أن "تحول الاحداث الأخير مخيّب للآمال، خاصة أن مدينة عدن ومناطق أخرى في الجنوب لم تتعاف بعد من السيول الأخيرة وتواجه خطر جائحة كوفيد-19". وجاءت تصريحات غريفيث في بيان صحافي وصلت إلى مكتب "العربي الجديد" في نيويورك نسخة منه.

كما دعا إلى "الإسراع في تنفيذ اتفاقية الرياض بدعم من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية. إن نجاح هذه الاتفاقية يجب أن يحقق فوائد لأهل الجنوب، لا سيما في ما يتعلق بتحسين الخدمات العامة والأمن".



وشدد على أنه يجب الآن، أكثر من أي وقت مضى، على جميع الفاعلين السياسيين التعاون بحسن نية والامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية ووضع مصالح اليمنيين في المقام الأول. وأضاف أن "اتفاقية الرياض تنص على مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في المشاورات بشأن الحل السياسي النهائي لإنهاء الصراع في اليمن وخدمة مصالح اليمنيين في عموم البلاد".