وأكّد سكّان محليّون في جانب الكرخ، من العاصمة العراقية بغداد، أنّ شوارع فرعيّة كثيرة، أُغلقت في أحياء المنصور والعامرية والجامعة والكاظمية واليرموك ومناطق أخرى في بغداد بعد أيام من فرض حظر التجوّل، موضحين لـ"العربي الجديد"، أنّه يمكن دخول هذه الأحياء من المنافذ الرئيسية.
وقال النقيب في دائرة مرور بغداد أحمد السوداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ إغلاق بعض الشوارع الفرعيّة، لم يقتصر على الكرخ، بل شمل أحياءً بجانب الرصافة أيضاً، مضيفاً أنّ هذا الإجراء مؤقّت، وسيزول بمجرد انتهاء حظر التجوّل. الهدف من هذه التدابير، بحسب السوداني، إجبار السكّان، المخوّلين بالتنقل، على استخدام منافذ محدّدة للدخول والخروج، وضبط الحركة بشكل أفضل.
ولفت إلى أنّ إغلاق بعض الطرق الفرعيّة، جرى بالتنسيق بين مفارز المرور والقوات الأمنية الأخرى التي تلقّت توجيهات بعدم السماح لغير المخوّلين بالتجوّل بسياراتهم.
يُشار إلى أنّ خليّة الأزمة استثنت بعض الفئات من حظر التجوّل، منها الكوادر الصحيّة والخدماتيّة والإعلامية والأمنية.
وكانت حكومة تصريف الأعمال، برئاسة عادل عبد المهدي، قد رفعت عدداً كبيراً من الحواجز مع بداية ولايتها، نهاية عام 2018، وفتحت شوارع مهمة في العاصمة العراقية، إلّا أنها أغلقت عدداً منها بالتزامن مع انطلاق الحراك الشعبي في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وفي البصرة، أقصى جنوب العراق، أغلقت القوّات الأمنية بعض الطرق بالحواجز والسواتر الترابية، وقرّرت قيادة عمليات الجيش في المحافظة إغلاق الطرق بين مدن المحافظة.
وقرّر قائد عمليات البصرة قاسم نزال، منع التنقل بين مدن محافظة البصرة بهدف فرض حظر التجوّل بالقوّة، مشيراً في تصريح صحافي إلى وجود استثناءات للمؤسسات الخدماتية، وكذلك الحالات الإنسانية، وتسهيل عملية دخول المستلزمات الدوائية والطبية والبضائع من المواد الغذائية، والجهات التي تساهم مباشرةً في الحدّ من انتشار الوباء.
وقال علي الدوسري، وهو مسؤول محلي سابق في البصرة، إنّ القوات الأمنية اضطرت إلى قطع بعض الطرق بحواجز وسواتر ترابية لفرض حظر التجوّل، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ تلك الإجراءات لم تقف حائلاً أمام بعض الأشخاص من خرق الحظر.
وفي إطار تطبيق حظر التجوّل، جدّدت قيادة الشرطة في محافظة الديوانية تأكيدها إغلاق الطرق مع المحافظات المجاورة، استجابة لمقرّرات خليّة الأزمة، مشدّدة في بيان لها على ضرورة توخّي الحيطة والحذر.
وجرى تداول صور وتفاصيل وضع الحواجز، على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطع الطرق بهدف تسهيل تطبيق عمليّة حظر التجوّل.
ونشر الناشط طاهر الفحام، على صفحته على "فيسبوك"، صوراً قال إنّ قوات الأمن قطعت فيها طرقاً، من خلال وضع حواجز إسمنتية في الشوارع الرئيسية والتقاطعات والأحياء، تنفيذاً لمقرّرات خليّة الأزمة لمواجهة كورونا.
Facebook Post |
بينما نشر ناشطون آخرون، صوراً لأحياء بجانب الكرخ في العاصمة بغداد، أعيد قطع كثير من طرقها تنفيذاً لقرار حظر التجوّل.
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
حساب "كورونا" على موقع "فيسبوك" الذي يُعنى بتغطية أخبار الوباء، نشر صوراً لقوّات من الجيش العراقي تقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة بغداد، من الجانب الجنوبي.
Facebook Post |
وفي الموضوع، قال عضو اللّجنة الاستشارية في خليّة الأزمة المشكّلة من قبل الحكومة العراقية لمواجهة تفشي وباء كورونا، أحمد الخالدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه الإجراءات اتخذت بسبب إصرار بعض السكّان على كسر قرار الحظر، ولمنح قوات الأمن أفضليّة في ضبط المناطق وأمنها.
وأضاف أنّ "الأمور ستعود إلى طبيعتها بعد انتهاء الأزمة الصحية، ولا عودة إلى الكتل الإسمنتية التي كانت موجودة بفعل العمليات الإرهابية، وأعيدت الاستعانة بها الآن بسبب فيروس كورونا". ولفت إلى أنّ "هذه الإجراءات هي لحماية المواطنين من خطر محدق".