وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يتخوف أطباء ومواطنون من صعوبة تطبيق الإجراءات والتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا والحدّ من انتشاره. ويقول الدكتور عبد الرحيم غالب لـ"العربي الجديد"، إنّ القلق والخوف يسيطران على الأطباء، ناهيك عن باقي الناس. ويشير إلى أن ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في اليمن يعني تفشي الوباء بشكل مهول بسبب صعوبة تطبيق إجراءات الوقاية وشحّ الإمكانيات، إلى جانب عدم توفر المعقمات لدى الأغلبية من الناس الذين بالكاد يوفرون قوتهم اليومي، ومنهم من يكتفي بوجبة واحدة. ويؤكد غالب أن النتائج ستكون كارثية في حال لم يحدث تحرك من قبل السلطات والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن.
من جهتها، تؤكد فاطمة المطري، مديرة منظمة ارتقاء الوطن المحلية، لـ"العربي الجديد"، أنه منذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن يعيش الشارع اليمني حالة من الخوف والقلق. وتتابع "منذ الإعلان عن ظهور الفيروس في اليمن، أوقفنا كافة المشاريع التنموية والإغاثية وحاولنا الاستجابة الطارئة لمواجهة فيروس كورونا عبر توعية المواطنين بخطره، وتداعيات الاستمرار في التجمعات وعدم الالتزام بالبقاء في المنازل والخروج إلا للضرورة، إلى جانب إغلاق أسواق القات".
المواطنة نهال محمد، تقول لـ"العربي الجديد"، إنها باتت قلقة من ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مدينة حضرموت، جنوب اليمن، مشيرة إلى التزامها بالبقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى العمل. وتوضح أن تفشي الشائعات أفقد الناس أمنهم النفسي وباتت الشوارع شبه خالية من المارة، إضافة إلى تدهور النظام الصحي، الأمر الذي يجعل بعض العاملين بالطب البديل يتصدرون المشهد، في حين أنهم لا يمتلكون علاجا لهذا الفيروس. وتطالب نهال بضرورة ضبط الشائعات من قبل الجهات المعنية، داعية المواطنين إلى استقاء معلوماتهم من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، لأن التهويل أكبر من مخاطر الفيروس.
أما الشاب حافظ الحرازي، فيرى في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه بات يواجه صعوبة في الحصول على عمل، فهو يعمل بالأجر اليومي، مشيراً إلى أن المكوث بالمنزل يحرمه من مصدر رزقه. ويعرب الحرازي عن خشيته من تفشي حالات الإصابة بالفيروس دون ظهور الأعراض عليها، متابعاً "نتخوف من أن يصل الوضع إلى فقدان السيطرة على الوباء".
وكانت منظمة أوكسفام قد أكدت أن الأوضاع في اليمن كارثية، فيما وصفت لجنة الإنقاذ الدولية تفشي كورونا في اليمن بالسيناريو الكارثي. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي، إن تأثير الفيروس في اليمن سيكون كارثيا في حال انتشاره.