"كأنّني ولدت من جديد. فرحتي عندما ظهرت نتيجة الفحص الرابعة سلبيّة، لا تعادلها فرحة". هذا ما يؤكده المواطن القطري فيصل العذبة المتعافي من فيروس كورونا الجديد. وفي حديث هاتفي مع "العربي الجديد"، يحكي العذبة البالغ من العمر 38 عاماً، والمتزوج وله ابنان وابنتان، عن إصابته بالفيروس. يقول: "سافرت إلى إيران بقصد السياحة، وكنت أضع كمامة طبية وألبس أحياناً القفازات لدى تجوّلي في الأسواق والأماكن العامة. وبعد انتشار المرض هناك، تلقيت اتصالاً من السفارة القطرية في طهران وطُلب منّي التوجّه إلى شيراز (جنوب) لأنّ الدولة قررت إجلاء القطريين هناك حفاظاً على صحتهم وسلامتهم".
يضيف العذبة: "حين تلقّيت الاتصال كنت في مدينة أصفهان (وسط) فتوجّهت توّاً إلى مدينة شيراز التي تبعد نحو 483 كيلومتراً. وأقمت مع عدد من القطريين في أحد الفنادق الذي حجزته لنا الدولة، إلى أن أجلينا في السابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي، على متن رحلة للخطوط الجوية القطرية من شيراز إلى مطار الدوحة القديم وليس إلى مطار حمد الدولي. وعند وصولنا، أُبلغنا بضرورة الحجر الصحي في أحد الفنادق، قبل أن نخضع في المطار لإجراءات روتينية أوّلها قياس درجة الحرارة. حرارتي كانت طبيعية، وأنا بصراحة فضّلت الحجر على مخالطة والدي ووالدتي وعائلتي والأصحاب مع احتمال نقل عدوى ما إلى أحدهم".
اقــرأ أيضاً
وعن يوميات الحجر الصحي، يقول العذبة: "بعد نقلي والآخرين في حافلات من مطار الدوحة إلى أحد الفنادق القريبة، حيث الحجر الصحي، خضعنا للفحوصات الطبية والمخبرية اللازمة. أتت نتيجة مسحة اللعاب الأولى سلبية، ما يعني أنّني والحمد لله سليم من الفيروس. لكن بعد أربعة أيام، أظهرت نتيجة مسحة اللعاب الثانية أنّني مصاب بفيروس كورونا الجديد فتوجّب نقلي إلى المستشفى، علماً أنّني لم أشعر بأيّ أعراض سوى سعال خفيف، وهو أمر كان يحصل كثيراً ويزول سريعاً". وفي مركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية (حكومي)، أجرى الفريق الطبي له فحوصات شاملة للقلب والجهاز التنفسي وتحاليل مخبرية للدم. يضيف العذبة: "ثمّ بدأت أشعر بصداع وبضيق في التنفس وبقشعريرة مع ارتفاع في حرارة الجسم. فوصف لي علاج زالت على أثره كلّ الأعراض بعد نحو يومَين. وطوال فترة بقائي هناك، كانت تؤخذ مسحة من اللعاب للتحليل كلّ أربعة أيام نتيجتها كلّها موجبة، ما يعني استمرار المرض. وقد ترافق ذلك مع تعب نفسي من جرّاء متابعة أخبار انتشار الوباء وكيف أنّه طاول دولاً أوروبية كبرى".
ويشير العذبة إلى أنّ "تأكيد الإصابة بالفيروس جعلني في الواقع أشعر بالصدمة. فأنا لم أكن أتوقّع ذلك. وبعدما أيقنت أنّ كورونا استقر في جسمي، أخبرت أهلي وصرت أطمئن الوالدة. فقد كنت أتحسّس قلقها وخوفها عليّ وأنا في الحجر، فكيف عند تأكيد الإصابة والانتقال إلى العلاج والعزل في المستشفى؟ لكنّني أكّدت لها أنّ الوضع ليس صعباً، وحاولت رفع معنوياتها ومعنويات الوالد والأهل جميعاً، بعيداً عن الضخّ الإعلامي الذي يثير في قسم كبير منه القلق والرعب في النفوس من جرّاء التضخيم وتقديم معلومات مشوّشة عن خطورة المرض. وبالمناسبة، لم ألتقِ حتى الآن مع الأهل ولا حتى مع زوجتي وأبنائي، فأنا أنفّذ حجراً منزلياً بملء إرادتي خوفاً على صحتهم وسلامتهم".
وكانت البشرى السارة بحسب العذبة "مع نتيجة المسحة الرابعة أو الخامسة إذ أتت سلبية، ما يعني أنّني تعافيت من المرض. كان ذلك أجمل الأخبار التي سمعتها في حياتي. ثمّ كان فحص لمسحة أخرى أتت نتيجته سلبيّة كذلك، فالفيروس اختفى تماماً ولم يتمكّن منّي". ويردّد: "كأنّني ولدت من جديد".
اقــرأ أيضاً
وعند سؤاله عن النصيحة التي يقدّمها إلى بعض الذين يتهاونون ويخرقون الحجر المنزلي، يجيب العذبة: "نصيحتي للجميع خصوصاً الآتين من الخارج هي ضرورة الالتزام بالحجر الصحي واتّباع تعليمات وزارة الصحة واللجنة العليا لإدارة الأزمات". ويوضح أنّ "الحجر الصحي هو لحماية أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا وكلّها أيام وتعدّي الأزمة. ولا بدّ من التكاتف للسيطرة على هذا الفيروس". يضيف: "ومن المهمّ للجميع عدم الخروج إلا للضرورة وتجنّب التجمعات العائلية والابتعاد عن بعض العادات والتقاليد، خصوصاً السلام والمصافحة"، مؤكداً أنّ "كل شيء متاح لنا مع التطوّر التكنولوجي والتقني الذي جعل الكرة الأرضية قرية صغيرة في متناول أيدينا عبر الهواتف المحمولة". ويكمل العذبة أنّه "على جميع الخاضعين للحجر في الفنادق أو البيوت، الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم المخالطة... وأنا مثال. في خلال الأسبوع الأوّل لم تظهر عليّ أيّ أعراض لإصابتي بالفيروس، فلو خرجتُ وخالطت أهلي وناسي ومجتمعي لكنت نشرت العدوى من دون أن أدري، ولكانت المشكلة أكبر". يُذكر أنّ العذبة خرج من المستشفى في 14 مارس/ آذار المنصرم بعدما تعافى من المرض تماماً ليخضع نفسه للعزل المنزلي لـ14 يوماً.
يضيف العذبة: "حين تلقّيت الاتصال كنت في مدينة أصفهان (وسط) فتوجّهت توّاً إلى مدينة شيراز التي تبعد نحو 483 كيلومتراً. وأقمت مع عدد من القطريين في أحد الفنادق الذي حجزته لنا الدولة، إلى أن أجلينا في السابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي، على متن رحلة للخطوط الجوية القطرية من شيراز إلى مطار الدوحة القديم وليس إلى مطار حمد الدولي. وعند وصولنا، أُبلغنا بضرورة الحجر الصحي في أحد الفنادق، قبل أن نخضع في المطار لإجراءات روتينية أوّلها قياس درجة الحرارة. حرارتي كانت طبيعية، وأنا بصراحة فضّلت الحجر على مخالطة والدي ووالدتي وعائلتي والأصحاب مع احتمال نقل عدوى ما إلى أحدهم".
وعن يوميات الحجر الصحي، يقول العذبة: "بعد نقلي والآخرين في حافلات من مطار الدوحة إلى أحد الفنادق القريبة، حيث الحجر الصحي، خضعنا للفحوصات الطبية والمخبرية اللازمة. أتت نتيجة مسحة اللعاب الأولى سلبية، ما يعني أنّني والحمد لله سليم من الفيروس. لكن بعد أربعة أيام، أظهرت نتيجة مسحة اللعاب الثانية أنّني مصاب بفيروس كورونا الجديد فتوجّب نقلي إلى المستشفى، علماً أنّني لم أشعر بأيّ أعراض سوى سعال خفيف، وهو أمر كان يحصل كثيراً ويزول سريعاً". وفي مركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية (حكومي)، أجرى الفريق الطبي له فحوصات شاملة للقلب والجهاز التنفسي وتحاليل مخبرية للدم. يضيف العذبة: "ثمّ بدأت أشعر بصداع وبضيق في التنفس وبقشعريرة مع ارتفاع في حرارة الجسم. فوصف لي علاج زالت على أثره كلّ الأعراض بعد نحو يومَين. وطوال فترة بقائي هناك، كانت تؤخذ مسحة من اللعاب للتحليل كلّ أربعة أيام نتيجتها كلّها موجبة، ما يعني استمرار المرض. وقد ترافق ذلك مع تعب نفسي من جرّاء متابعة أخبار انتشار الوباء وكيف أنّه طاول دولاً أوروبية كبرى".
ويشير العذبة إلى أنّ "تأكيد الإصابة بالفيروس جعلني في الواقع أشعر بالصدمة. فأنا لم أكن أتوقّع ذلك. وبعدما أيقنت أنّ كورونا استقر في جسمي، أخبرت أهلي وصرت أطمئن الوالدة. فقد كنت أتحسّس قلقها وخوفها عليّ وأنا في الحجر، فكيف عند تأكيد الإصابة والانتقال إلى العلاج والعزل في المستشفى؟ لكنّني أكّدت لها أنّ الوضع ليس صعباً، وحاولت رفع معنوياتها ومعنويات الوالد والأهل جميعاً، بعيداً عن الضخّ الإعلامي الذي يثير في قسم كبير منه القلق والرعب في النفوس من جرّاء التضخيم وتقديم معلومات مشوّشة عن خطورة المرض. وبالمناسبة، لم ألتقِ حتى الآن مع الأهل ولا حتى مع زوجتي وأبنائي، فأنا أنفّذ حجراً منزلياً بملء إرادتي خوفاً على صحتهم وسلامتهم".
وكانت البشرى السارة بحسب العذبة "مع نتيجة المسحة الرابعة أو الخامسة إذ أتت سلبية، ما يعني أنّني تعافيت من المرض. كان ذلك أجمل الأخبار التي سمعتها في حياتي. ثمّ كان فحص لمسحة أخرى أتت نتيجته سلبيّة كذلك، فالفيروس اختفى تماماً ولم يتمكّن منّي". ويردّد: "كأنّني ولدت من جديد".
وعند سؤاله عن النصيحة التي يقدّمها إلى بعض الذين يتهاونون ويخرقون الحجر المنزلي، يجيب العذبة: "نصيحتي للجميع خصوصاً الآتين من الخارج هي ضرورة الالتزام بالحجر الصحي واتّباع تعليمات وزارة الصحة واللجنة العليا لإدارة الأزمات". ويوضح أنّ "الحجر الصحي هو لحماية أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا وكلّها أيام وتعدّي الأزمة. ولا بدّ من التكاتف للسيطرة على هذا الفيروس". يضيف: "ومن المهمّ للجميع عدم الخروج إلا للضرورة وتجنّب التجمعات العائلية والابتعاد عن بعض العادات والتقاليد، خصوصاً السلام والمصافحة"، مؤكداً أنّ "كل شيء متاح لنا مع التطوّر التكنولوجي والتقني الذي جعل الكرة الأرضية قرية صغيرة في متناول أيدينا عبر الهواتف المحمولة". ويكمل العذبة أنّه "على جميع الخاضعين للحجر في الفنادق أو البيوت، الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم المخالطة... وأنا مثال. في خلال الأسبوع الأوّل لم تظهر عليّ أيّ أعراض لإصابتي بالفيروس، فلو خرجتُ وخالطت أهلي وناسي ومجتمعي لكنت نشرت العدوى من دون أن أدري، ولكانت المشكلة أكبر". يُذكر أنّ العذبة خرج من المستشفى في 14 مارس/ آذار المنصرم بعدما تعافى من المرض تماماً ليخضع نفسه للعزل المنزلي لـ14 يوماً.