حتى إن كان هناك تقدير لدور الأطباء والممرضين والممرضات الذين "جازفوا بحياتهم"، كما قد يصفهم البعض، من أجل مساعدة المصابين بفيروس كورونا الجديد إلى أن يتماثلوا إلى الشفاء، إلّا أن هؤلاء، الذين تُوجّه إليهم كلمات الشكر والحبّ من حين إلى آخر، تحوّلوا إلى وصمة عار، أو تهديد محتمل لكلّ من يقابلونه أو سيقابلونه خارج المستشفى، وكأنّهم ناقلون للفيروس، على الرغم من كل الإجراءات الوقائية المتّبعة. وهذا لا يشمل الأشخاص الذين يعملون مباشرة مع المرضى، بل حتى أولئك الذين يعملون في مكان واحد مع هؤلاء "المشتبه فيهم".
إحدى الممرضات العاملات في مستشفى في لبنان بعيداً عن قسم العزل للمصابين بالفيروس، تتحدّت لـ"العربي الجديد" عن معاناة، في ظل عزلة إضافية تعيشها، تُضاف إلى التزام المنزل. تقول إن كل من يعرف أنها ممرضة، وإن كانت لا تعمل مع المصابين بالفيروس مباشرة، يخشى أن تكون حاملةً للفيروس. تقول: "أصدقائي يعاملونني كناقلة للفيروس، وكأنّهم على يقين بأنني أحمله، لمجرّد أنني أعمل في مستشفى. وباتوا يتفادون الوجود معي في مكان واحد، وإن حافظنا على المسافة الموصى بها".
وهذا ليس محصوراً في بلد دون آخر. فحالة الخوف والهلع عامة، في ظلّ الإجراءات المتشابهة والصارمة التي تتخذها الدول التي سجّلت إصابات بالفيروس بمعظمها.
في مدينة كوتايام في ولاية كيرالا الهندية، يعمل ثلاثة ممرضين في جناح العزل الخاص بمرضى كورونا في أحد المستشفيات. وهؤلاء بالنسبة إلى المصابين بالفيروس مصدر الراحة والأمان. هؤلاء تطوّعوا لأداء هذا الواجب الإنساني، إلا أنهم يعانون بسبب الوصمة الاجتماعية، بحسب "تايمز أوف إنديا".
وتوضح أن مالك البيت حيث كانوا يعيشون قد أخبرهم عن مخاوف أسرته بسبب وجودهم في المنزل. وإن كان الممرضون الثلاثة قد حصلوا على سكن مؤقت في المستشفى، إلا أنهم يشكّون في احتمال أن يوفّر لهم أي شخص مكاناً للإقامة في المستقبل القريب. ويقول أحدهم: "أخبرتنا زوجة صاحب المنزل أن الأقارب والجيران أعربوا عن مخاوف من أن يكون زوجها قد أصيب أثناء إقامتنا في المنزل. ونتيجة خوفهم، اضطررنا إلى المغادرة".
اقــرأ أيضاً
بعدها، أبلغوا إدارة المستشفى بالأمر، من دون أن يستطيعوا الحصول على سكن. وبعد مناشدات مستمرة، حصلوا على غرفتين في طابق العزل حيث يعملون. يتابع الشاب: "هذا هو الوضع الصعب. قمنا بهذه المهمة طواعية. نقدّم كل الدعم لحكومة الولاية في حربها ضد المرض. ولكن عند الحاجة، نُترك بمفردنا. حتى الآن، كل شخص في المنطقة بات يعرفنا". هؤلاء وغيرهم باتوا في حاجة إلى دعم المجتمع وثقته للاستمرار.
إحدى الممرضات العاملات في مستشفى في لبنان بعيداً عن قسم العزل للمصابين بالفيروس، تتحدّت لـ"العربي الجديد" عن معاناة، في ظل عزلة إضافية تعيشها، تُضاف إلى التزام المنزل. تقول إن كل من يعرف أنها ممرضة، وإن كانت لا تعمل مع المصابين بالفيروس مباشرة، يخشى أن تكون حاملةً للفيروس. تقول: "أصدقائي يعاملونني كناقلة للفيروس، وكأنّهم على يقين بأنني أحمله، لمجرّد أنني أعمل في مستشفى. وباتوا يتفادون الوجود معي في مكان واحد، وإن حافظنا على المسافة الموصى بها".
وهذا ليس محصوراً في بلد دون آخر. فحالة الخوف والهلع عامة، في ظلّ الإجراءات المتشابهة والصارمة التي تتخذها الدول التي سجّلت إصابات بالفيروس بمعظمها.
في مدينة كوتايام في ولاية كيرالا الهندية، يعمل ثلاثة ممرضين في جناح العزل الخاص بمرضى كورونا في أحد المستشفيات. وهؤلاء بالنسبة إلى المصابين بالفيروس مصدر الراحة والأمان. هؤلاء تطوّعوا لأداء هذا الواجب الإنساني، إلا أنهم يعانون بسبب الوصمة الاجتماعية، بحسب "تايمز أوف إنديا".
وتوضح أن مالك البيت حيث كانوا يعيشون قد أخبرهم عن مخاوف أسرته بسبب وجودهم في المنزل. وإن كان الممرضون الثلاثة قد حصلوا على سكن مؤقت في المستشفى، إلا أنهم يشكّون في احتمال أن يوفّر لهم أي شخص مكاناً للإقامة في المستقبل القريب. ويقول أحدهم: "أخبرتنا زوجة صاحب المنزل أن الأقارب والجيران أعربوا عن مخاوف من أن يكون زوجها قد أصيب أثناء إقامتنا في المنزل. ونتيجة خوفهم، اضطررنا إلى المغادرة".
بعدها، أبلغوا إدارة المستشفى بالأمر، من دون أن يستطيعوا الحصول على سكن. وبعد مناشدات مستمرة، حصلوا على غرفتين في طابق العزل حيث يعملون. يتابع الشاب: "هذا هو الوضع الصعب. قمنا بهذه المهمة طواعية. نقدّم كل الدعم لحكومة الولاية في حربها ضد المرض. ولكن عند الحاجة، نُترك بمفردنا. حتى الآن، كل شخص في المنطقة بات يعرفنا". هؤلاء وغيرهم باتوا في حاجة إلى دعم المجتمع وثقته للاستمرار.