استعدادات في إدلب لمواجهة فيروس كورونا

20 مارس 2020
حملات توعية بخصوص وباء كورونا (Getty)
+ الخط -
ترتفع أعداد المصابين بوباء كورونا (كوفيد - 19) بشكل مضطرد يومياً حول العالم، ما يُثير حالة من الخوف لدى السكان، الأمر الذي دفع بالعديد من الدول العربية إلى التأهب لمواجهة انتشار الفيروس. وفي المناطق المحررة شمال غرب سورية بدأت جهات عدة بالاستعداد لما هو أسوأ كباقي الدول المجاورة لمواجهة تفشي المرض في المنطقة.

وعن الخطوات المتخذة من قبل مديرية صحة إدلب التي واجهت صعوبات بالغة من جراء العمليات العسكرية أدت إلى استنزاف كبير في المعدات لديها، أكد معاون المدير الطبيب مصطفى العيدو لـ"العربي الجديد" أنّ المديرية تعمل بما لديها من إمكانات لمواجهة الفيروس، وقال "نحن اليوم في مديرية صحة إدلب، نراقب انتشار فيروس كورونا في الدول المجاورة، والحقيقة أن الانتشار كان مرعباً، وبشكل أفقي كبير، وهو ما دفع معظم دول العالم لدق ناقوس الخطر".

وأضاف أن "نسبة الوفاة بسبب الفيروس ضعيفة؛ لكن معدل الانتشار العالي هو الذي سيسبب ارتفاع عدد الوفيات، وفي المناطق المحررة بمحافظة إدلب لم تسجل أي حالة إصابة مشخصة مخبرياً إلى الآن، ونحن نراقب الحالات في المشافي بشكل كامل، ومعظم الحالات التي راجعت المشافي هي لمرضى التهابات رئوية".

وأوضح أنّ "النظام الصحي في الشمال هو وليد حرب، وغير مهيّأ بشكل كامل للتعامل مع الكوارث الوبائية، وسوف نحاول أن نعمل بالإمكانات والمواد المتاحة رغم أنها ضعيفة جداً؛ لكن لن نستسلم لهذا الوباء وسوف نعمل بالطاقات الممكنة، وأهم ما نعمل عليه في الوقت الحالي هو الوقاية، كون الفيروس ينتشر بشكل كبير في التجمّعات السكانية والرسائل التي نوجهها للناس هي أن يلتزموا منازلهم وألا يخرج أحد من منزله إلا للضرورة القصوى".

ومن طرق الوقاية أيضاً "فضّ التجمعات في المدارس والمساجد والمطاعم، إلا لمن لديه ضرورة قصوى"، والرسالة الثانية، حسب المتحدث، هي "طريقة وقاية الذات في حال المخالطة، وتبدأ بغسيل اليدين بالماء والصابون مدة 40 ثانية وفق البروتوكول الصحيح، أو باستعمال الكحول لمدة 20 ثانية، إن وجد، وفي حال كانت هناك مخالطة لمريض مشتبه أو شخص مصاب بسعال أو نزلة تنفسية عليه أن يرتدي كمامة عادية".

وأضاف "وبالنسبة لموضوع المشافي والعلاج، فنحن ننسق مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى، بهدف إنشاء وحدات عزل مجتمعي، كون 80 بالمائة من الإصابات بفيروس كورونا معتدلة وبسيطة لا تتوجّب دخول المريض إلى المشفى كي يتلقى العلاج، إنما تكفي وحدات العزل المجتمعية، والغاية من هذه الوحدات هي حصول المريض على الرعاية الصحية، وفي الوقت نفسه ألا يعود إلى البيت أو المحيط به ويتسبب بالعدوى لأقرانه، والمشافي التي ستخصص لاستقبال حالات الإصابة في حال وجدت ستكون ثلاثة أو أربعة بالتعاون من الجمعية الطبية السورية الأميركية "SAMS" ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات، ونتوجه بالشكر للعاملين في القطاع الصحي، الذين أبدوا استجابة رائعة قبل انتشار فيروس كورونا، وندعو الله ألا ينتشر عندنا ونتمنّى السلامة للجميع".

بدوره تحدّث مدير فريق التدخل السريع في منظمة بنفسج مأمون خربوط لـ"العربي الجديد" عن الاستعدادات التي بدأتها المنظمة لمواجهة أي انتشار محتمل لفيروس كورونا في المنطقة: "المنظمة اتبعت تدريبات للوقاية من فيروس كورونا، وحالياً تم الانتهاء من التدريبات النظرية والعملية، وفي الخطوة الأولى نقوم بتعقيم المراكز الصحية، بالإضافة لتركيب خيم عزل في المشافي وتأمين أمكنة لعزل المشتبه فيهم من المصابين بالفيروس، وإن كانت هناك حالات إصابة سيتم نقلها فوراً لأماكن مخصصة للحجر الصحي، وبالطبع لم يسجل أي حالة إصابة إلى الآن، وفي حال وجود حالات اشتباه، خصصنا خمسة فرق في عدة مناطق للتعامل معها".

 

أما المتطوع في فرقة التدخل السريع بمنظمة بنفسج، مجد الحفيان، فقد تحدث لـ"العربي الجديد" عن الاستعدادات والخطوات التي بدأت بها المنظمة في محافظة إدلب للوقاية من فيروس كورونا قائلاً "قام فريقنا بحملة توعية في مدينة إدلب وبمركز إيواء للنازحين بخصوص فيروس كورونا، إضافة إلى تعقيم مسجد الحسين باستخدام الكلور والماء، وتطهير المكان بشكل كامل كون الوباء ينتشر بشكل مباشر بالعدوى".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت يوم الإثنين 16 مارس/ آذار الجاري أنها ستبدأ بإجراء اختبارات للكشف عن فيروس كورونا (كوفيد - 19) في مناطق شمال غرب سورية، وذلك لمواجهة أي تفشٍّ محتمل للفيروس في المنطقة.

المساهمون