كورونا يفرض شروطاً على صلوات الجمعة

13 مارس 2020
في أحد مساجد بيروت (فرانس برس)
+ الخط -

أفادت آخر البيانات العالميّة، اليوم الجمعة، بأنّ الإصابات بفيروس كورونا الجديد بلغت نحو 38 ألفاً إلى جانب 71 ألف حالة شفاء تقريباً ونحو خمسة آلاف وفاة. وفي حين تنحسر العدوى في الصين التي ما زالت تحصي حتى الآن العدد الأكبر من الإصابات وكذلك الوفيات، تُسجَّل حالات جديدة حول العالم لا سيّما في بلدان لم يبلغها الفيروس من قبل، علماً أنّ الأكثر تضرّراً حتى الساعة هما إيطاليا ثمّ إيران.

وبعدما كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنّ ما نختبره اليوم جائحة، داعية الجهات المعنيّة إلى اتخاذ كلّ الإجراءات اللازمة لتطويق الفيروس والحدّ من انتشاره، راحت دول عدّة تتشدّد في تدابيرها، لا سيّما لجهة إغلاق المؤسسات التربوية والحدّ من حركة الطيران، في حين تطالب جهات بإعلان حالات الطوارئ وبإغلاق مناطق بأكملها وحتى بلاد أسوة بما قامت به الصين لاحتواء الفيروس وكذلك إيطاليا أخيراً.

وفي سياق التدابير الاحترازية المشدّدة، ولأنّ تجنّب الاختلاط والتجمّعات يُعَدّ إلى جانب تنظيف اليدَين الخطوتَين الأساسيتَين لتفادي العدوى، بحسب ما يؤكّد متخصصون في الأمراض الجرثومية، فقد عمدت سلطات دينية عدّة إلى إلغاء صلوات الجماعة وممارسة الشعائر الدينية المختلفة. وأمس، كان واضحاً ما لجأت إليه السلطات الإسلامية في أنحاء مختلفة إذ ألغت صلاة الجمعة أو وضعت قيوداً عليها.



تحت شعار "خذ سجادتك وصلّ"، تدفّقت جموع كبيرة من المواطنين الفلسطينيين، في القدس المحتلة ومدن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للصلاة في المسجد الأقصى، على الرغم من التحذيرات الصارمة التي صدرت عن السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بوجوب الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس كورونا الذي تسبّب في إصابة العشرات وألزم الآلاف بالحجر الصحي، بالإضافة إلى إغلاق مئات المرافق العامة والساحات وحتى الفنادق، مع شمول مساجد وكنائس بعمليات الغلق. وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ومديرية المسجد الأقصى قد أعلنتا عن سلسلة إجراءات وقائية في خلال صلاة الجمعة لمنع انتشار فيروس كورونا، داعيتَين المصلين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على صحتهم وعدم نقل المرض. وشدّد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، في تصريحات صحافية، على خطوات منها إحضار سجادة صلاة خاصة من قبل كل مصلّ لمن استطاع، والصلاة في الساحات والأروقة الخارجية للأقصى. ومن بين تلك الخطوات كذلك عدم الازدحام في داخل المساجد المسقوفة قدر الإمكان على الرغم من تعقيمها المستمر، فيما دعا كبار السنّ والمرضى إلى تجنّب التجمّعات الكبيرة في المسجد مع حفاظ الجميع على النظافة الشخصية في كلّ وقت. وقد تفاوت في الضفة الغربية مدى التزام المواطنين الفلسطينيين بدعوة وزارة الأوقاف الفلسطينية لهم بأداء صلاة الجمعة في بيوتهم كإجراء احترازي لمنع تفشّي الفيروس. وفي حين لوحظ تراجع في أعداد المصلين في بعض المساجد، كانت أخرى مكتظّة كالمعتاد، مع الإشارة إلى أنّ الخطبة كانت موحّدة وتناولت طرق الوقاية من كورونا.

أمّا في الكويت، فقد أصدرت هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فتوى بوقف خطبة يوم الجمعة وصلاته والصلوات الخمس في المساجد والاكتفاء برفع الأذان، مؤكدة أنّه "يجوز للمسلمين صلاة يوم الجمعة في منازلهم، وسقوطها عنهم في المساجد والجوامع عند الأوبئة". وفي هذا السياق انتشر رجال من الشرطة في مساجد البلاد وطلبوا من الخطباء النزول من المنابر وعدم إكمال الصلاة لدواعٍ صحية وقائية.



من جهتها، ألغت إيران التي تُعَدّ ثالث دولة متضرّرة من جرّاء فيروس كورونا الجديد، صلاة الجمعة في المدن الكبرى، فيما ألغى العراق صلاة الجمعة في مدينة كربلاء المقدّسة لدى الشيعة وفي المنطقة ذات الأغلبية الكردية في الشمال. يُذكر أنّ رجل الدين الشيعي الأكثر نفوذاً في العراق، آية الله علي السيستاني، الذي تُقدّم خطبته يوم الجمعة من كربلاء إرشادات للملايين، كان قد حثّ الناس الأسبوع الماضي على الالتزام بحظر الصلاة. وفي مصر، أُمِرت كلّ المساجد بالحدّ من وقت صلاة ظهر الجمعة، بما في ذلك الخطبة الأسبوعية، لمدّة لا تزيد عن 15 دقيقة، إذ إنّ الصلوات تستمرّ عادة نحو ساعة. وفي لبنان، عُلّقت صلاة الجمعة مؤقتاً في كلّ المساجد الشيعية، فيما شدّدت دار الفتوى وهي أكبر سلطة سنيّة في البلاد على حظر حضور الصلاة على أيّ شخص مصاب بمرض معدٍ وحثّت كبار السنّ والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة على الصلاة في المنزل.
المساهمون