على عتبات سجون مصر: الوفاة الثانية لذوي سجناء خلال أسبوع

18 يوليو 2024
رجال شرطة يقفون للحراسة أمام عيادة سجن طرة، فبراير 2020 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وفاة آية حسن أثناء زيارتها لأخيها في سجن وادي النطرون بعد حادث سير، حيث كانت العائل الوحيد له.
- وفاة والدة السجين بلال مطاوع في سجن بدر 1 بعد أزمة تنفسية إثر محاولته الانتحار بسبب سوء المعاملة ورفض تسليم كتبه الدراسية.
- سجن بدر 1 يشهد انتهاكات مستمرة وسوء معاملة، مما أدى إلى إضراب جماعي للسجناء ومطالبات حقوقية بوقف هذه الممارسات القمعية.

سُجّلت على عتبات سجون مصر الوفاة الثانية لذوي سجناء خلال أسبوع، وفقاً لما أعلنت منظمات حقوقية، من بينها منظمة "بلادي جزيرة الإنسانية"، مؤكدة وفاة المواطنة المصرية آية حسن، في أثناء زيارة أخيها المحبوس على ذمة قضية سياسية، بسجن وادي النطرون.

طبقًا لمنظمة بلادي، فإن المواطنة توفيت في حادث سير؛ حيث إنها "بعد خضوعها للتفتيش قبل الزيارة، أُجبرت على الذهاب خارج السجن، لوضع الممنوع من الزيارة في الأمانات، وفي أثناء عبورها الطريق الفاصل بين الأمانات والسجن؛ صدمتها سيارة مسرعة، ما أودى بحياتها على الفور".

"لا يتوقف دور السلطات المصرية في التنكيل بالسجناء السياسيين وذويهم حد السجن والتضييق وسوء المعاملة، بل يمتد لخلق الظروف التي من شأنها أن تودي بحياتهم وحياة ذويهم، التي بالفعل أودت بحياة آية حسن، وهي أم لأربعة أطفال، وكانت تبلغ من العمر 34 عاماً، وتعدّ العائل الوحيد لأخيها، بعد وفاة والدته في أثناء حبسه ووالده، المودع بسجن المنيا"، حسب المنظمة.

واعتبرت منظمة بلادي أنه "بغضّ النظر عن مدى اكتراث السلطات المصرية بحياة أفراد الشعب المصري عامة، وأهالي السجناء السياسيين أيضاً من عدمه، إلا أن السبب الرئيسي والأهم في موت آية حسن، إمعان السلطات في التنكيل بذوي السّجناء، خصوصاً بعدما تكررت الشكاوى من إدارة سجن وادي النطرون، التي قررت أن تودع الممنوعات في الأمانات التي بنيت خارج أسواره يفصلها عنه طريق سريع يجب على الأهالي عبوره في كل مرّة يمنع فيها أحد الأغراض في الزيارة الواحدة".

موت على عتبات سجون مصر

آية حسن ليست الحالة الأولى من نوعها التي تلقى حتفها على عتبات سجون مصر خلال مواعيد الزيارات. فقبل وفاتها، بأيام، توفيت والدة السجين السياسي بلال مطاوع، بعد يومين من إصابتها بأزمة تنفس، إثر محاولته الانتحار في أثناء زيارتها له يوم 9 يوليو/ تموز، بقاعة الزيارة بسجن بدر 1. 

وكانت منظمات حقوقية قد أكدت أن "السجين السياسي بلال مطاوع، الطالب في كلية الطب والمشارك في إضراب سجن بدر 1 بسبب المعاملة المهينة غير الآدمية، بعد أن طلب من إدارته تسليم كتبه الدراسية لوالدته في أثناء الزيارة، لكن طلبه قوبل بالرفض دون إبداء أسباب، فأقدم على محاولة الانتحار بقاعة الزيارة في وجود والدته التي شهدت الحادثة، وبعدها نقل مطاوع إلى المركز الطبي، حيث أجريت له إسعافات، بينما أصيبت والدته بأزمة تنفسية حادة وعادت بعدها إلى منزلها، وتوفيت بعد يومين".

واعتبرت منظمة بلادي سجن بدر "من أسوأ سجون مصر سمعة في الآونة الأخيرة، وذلك تبعاً لتزايد أعداد السجناء المنتحرين فيه، كان آخرهم الطالب في كلية الطب البشري بلال مطاوع، الذي حاول الانتحار بتناوله شريطاً كاملاً من الحبوب بعد رفض إدارة السجن غير المبرر لطلبه تسليم والدته كتبه الدراسية".

وعلقت المنظمة: "لم يكن المنع والتعنت في أثناء الزيارة هما السبب الأوحد أو الأول الذي دفع مطاوع إلى إنهاء حياته، فقد عانى ولا يزال من سوء المعاملة الشديد والتعنت وكثير من الانتهاكات المستمرة، شارك على إثرها في إضراب جماعي كامل ومفتوح عن الطعام، عرف بـ (إضراب سجن بدر 1)، والذي بدأ في شهر يونيو/ حزيران الماضي، للمطالبة بوقف سيل الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجن في حقهم وتعنتها والتضييق الشديد عليهم".

"لكن على الرغم من دخول شريحة كبيرة من السجناء في ذلك الإضراب، ومطالبات المؤسسات الحقوقية بالاستجابة لهم، إلا أن ذلك لم يزد ضباط الأمن الوطني سوى الإمعان في ممارساتهم، التي كادت أن تودي بحياة طالب، وبالفعل أودت بحياة والدته. ليبقى التساؤل: متى تكفّ إدارة سجن بدر (بأقسامه) يد بطشها عن السّجناء السياسيين؟ وإلى متى سيظل النظام المصري يسلط عصا البطش والتنكيل على كل من يعارضه؟ وكم يجب على الأمهات أن يعانين بمعاناة أبنائهم؟"، حسب منظمة بلادي.

المساهمون