مساعٍ لتطوير أدوية لمكافحة فيروس كورونا

04 فبراير 2020
التحدّي حقيقي (توماس سامسون/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت هيئة الأدوية الأوروبية، اليوم الثلاثاء، أنّها تتخذ خطوات للإسراع بتطوير لقاحات وأدوية لمكافحة فيروس كورونا الجديد الذي تسبّب في وفاة أكثر من 400 شخص، أغلبيتهم الساحقة في الصين، في حين قال خبراء إنّ سمات كثيرة للمرض ما زالت مجهولة، مثل معدّل الوفاة وطرق انتقاله من شخص إلى آخر. وأكّدت الهيئة أنّها "مستعدة لدعم مطوّري الأدوية بكل الأدوات التنظيمية المتاحة، من أجل تعزيز وتعجيل تطوير إجراءات فعالة لمكافحة هذا الفيروس ومنع انتشاره"، مشيرة إلى أنّها تسعى وراء لقاحات أو مضادات للفيروسات يحتمل وجودها.

أمّا في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ذكر مسؤولون، اليوم الثلاثاء، أنّ ثمّة عملا مع شركة أدوية لتطوير علاج لفيروس كورونا الجديد، من خلال استخدام فئة من الأدوية زادت معدّلات البقاء على قيد الحياة بين المصابين بإيبولا. وسوف تعمل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالتعاون مع شركة "ريجينرون" لتطوير أجسام مضادة وحيدة النسيلة لمكافحة الفيروس، وهو خطّ علاجي مختلف عن مضادات الفيروسات القهقرية وأدوية الإنفلونزا، التي ظهرت كذلك كعلاجات محتملة ضد المرض.

تجدر الإشارة إلى أنّ الأجسام المضادة الوحيدة النسيلة هي نسخ يتمّ إنتاجها في المختبر انطلاقاً من نوع معيّن من المضادات الحيوية، وهي شكل من أشكال العلاج المناعي. وهذه الأجسام المضادة تلتصق ببروتينات معيّنة في الفيروس، فتقضي بالتالي على قدرته على إصابة الخلايا البشرية. وفي العام الماضي، أثبت علاج، أتى خليطاً من ثلاثة أجسام مضادة وحيدة النسيلة، نجاحه في زيادة معدّل الناجين من مرض إيبولا في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

في هذا الإطار، قال المسؤول في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ريك برايت إنّ "الأمراض المعدية الناشئة قد تشكّل تهديدات خطيرة للأمن الصحي لأمّتنا"، مضيفاً أنّ "العمل بالشراكة بين القطاعَين العام والخاص، مثل شراكتنا مع ريجينرون منذ عام 2014، يمكّننا من التحرك بسرعة للاستجابة للتهديدات الصحية العالمية الجديدة". من جهته، قال رئيس شركة "ريجنيرون" جورج يانكوبولوس، وهو كذلك كبير علمائها، إنّ "النتائج المنقذة للحياة التي سُجّلت في علاج إيبولا الاستقصائي، الذي طوّرناه في العام الماضي، تؤكّد التأثير الذي يمكن أن تحدثه الاستجابة السريعة للشركة على الأمراض الناشئة".



وعلاج فيروس الكورونا الجديد قد يشمل خليطاً من مختلف الأدوية. ويعكف أطباء صينيون على علاج مرضى الفيروس في بكين بأدوية مضادة لفيروس "إتش آي في"، استناداً إلى دراسة نُشرت في عام 2004 بعد انتشار متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، والاستجابة التي سُجّلت بناءً على ذلك العلاج. فعقارا "لوبينافير" و"ريتونافير"، عند استخدامهما معاً، قادران على تقليص حجم خلايا فيروس نقص المناعة البشرية في دم المريض، ما يعوّق قدرة الفيروس على التعاظم ومهاجمة جهاز المناعة. واليوم، يجمع الأطباء بين هذَين العقارَين وعقار آخر مضاد للإنفلونزا هو "أوسيلتاميفير"، على أمل أن يتمكّن هذا الخليط المبتكر من استنزاف قوّة فيروس كورونا الجديد.

(فرانس برس، رويترز)
دلالات
المساهمون