أهالي الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام يطالبون بتحرك دولي لإنقاذهم

03 سبتمبر 2019
اعتصام أهالي الأسرى المضربين عن الطعام (العربي الجديد)
+ الخط -

جمعت الخشية على صحة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي ذوي ستة منهم أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، ليعتصموا مع نشطاء وأسرى محررين ومؤسسات داعمة للأسرى، وكلهم يطالبون بمزيد من الدعم للأسرى لتقليص مدد إضرابهم.

جاءت السيدة محاسن حلبية من بلدة أبو ديس شرق القدس، ووقفت تحمل صورة التقطت لابنها الأسير حذيفة حلبية يوم زفافه، لتروي آخر ما وردها من المحامين بعد 65 يوما من إضراب حذيفة عن الطعام ضد اعتقاله الإداري في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت والدة حلبية لـ"العربي الجديد": "علمت مساء أمس الإثنين، أن حذيفة نقل إلى جهة لم يتم الإفصاح عنها للمحامي بدواعٍ أمنية، لكن تبين اليوم أن تلك الجهة هي قسم العناية المكثفة في مستشفى (كابلان) في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ما يدلل على وضعه الصحي الخطير، خصوصا بعد إعلانه التوقف عن شرب الماء قبل ثلاثة أيام".

وأوضحت والدة حلبية أن كل ما وصل العائلة من تفاصيل يؤكد أن وضع حذيفة الصحي خطر للغاية. "لم يعد الكلام يجدي، ويجب أن يكون هناك تحرك سريع من الهيئات الرسمية، والجهات الشعبية. هناك تقصير بقضية ابني وزملائه المضربين، والتحرك سيؤدي إلى تقصير عمر الإضراب".

وقال رئيس هيئة متابعة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أمين شومان، إن "تقصير معركة الإضراب يستوجب الزحف بالمئات إلى مراكز المدن الفلسطينية، وبوابات سجون الاحتلال"، داعيا إلى المشاركة في برنامج تضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام والأسرى المرضى سيعلن عنه خلال الفترة المقبلة. "لا نريد أن يصبح أي من هؤلاء الأسرى شهيدا نتيجة تقصيرنا".

من ناحيتها، قالت منى قعدان، شقيقة الأسير طارق قعدان المضرب عن الطعام منذ 35 يوما، لـ"العربي الجديد": "قدمت من بلدة عرابة جنوب جنين، وشقيقي طارق موجود حاليا في عزل (نتسان)، ويعاني أوضاعا صحية صعبة بينها مشاكل في المعدة، وهزال، ودوار شديد، ومنذ أسبوع لم تصلنا معلومات عن وضعه الصحي لعدم زيارة المحامي له".

وأكدت قعدان أن شقيقها وزملاءه ليسوا مضربين من أجل أنفسهم، أو لمطالب شخصية، بل هم يكملون حراكا ومعركة ضد الاعتقال الإداري الذي يصدر بحق الأسرى، مشيرة إلى أن "طارق اعتقل 17 مرة في سجون الاحتلال، وكان معظمها اعتقال إداري".
وقدم يوسف حمدان من قرية بيت سيرا غرب رام الله، وهو والد الأسير ثائر حمدان المضرب منذ 23 يوما، وقال لـ"العربي الجديد": "أناشد المؤسسات الدولية التدخل في ملف الإضراب، وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. أرسل ثائر عبر محاميته طالبا زيارة طبيب الصليب الأحمر له، ولكن حتى الآن لا توجد استجابة، بينما حالته الصحية سيئة".

وخلال الاعتصام، طالب الأسير المحرر خضر عدنان القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المختلفة، والحركات الطلابية بالتحرك لدعم الأسرى المضربين عن الطعام، مشيرا إلى أن عودة نادي الأسير إلى الملف ضرورة وطنية ملحة.

مسيرة أهالي الأسرى المضربين عن الطعام (العربي الجديد) 


وجاب عدد من المتضامنين بمسيرة شوارع مدينة رام الله، لينظموا وقفة أخرى أمام مسجد جمال عبد الناصر في مدينة البيرة القريبة.

ووزع نشطاء بيانا خلال الاعتصام، طالبوا فيه الصليب الأحمر بتحمل مسؤولياته بموجب نظامه الأساسي والمواثيق الدولية تجاه المضربين، وزيارتهم للاطلاع على وضعهم الصحي الخطير، والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى المضربين، محذرين من خطوات تصعيدية في الأيام القادمة.

وفي السياق، قال نادي الأسير في بيان اليوم الثلاثاء، إن "ثمانية أسرى يواصلون إضرابهم في سجون الاحتلال، ويواجهون ظروفا صحية خطرة بعد تجاوز غالبيتهم مدة الشهر في الإضراب، ويعانون من أعراض صحية تتمثل في أوجاع في كافة أنحاء الجسد، وهزال وضعف شديدين، وفقدان متكرر للوعي".

وأشار نادي الأسير إلى أن إدارة المعتقلات الإسرائيلية نفذت إجراءات قمعية ممنهجة بحق الأسرى المضربين، كما تواصل مخابرات الاحتلال "الشاباك" المماطلة في الاستجابة لمطلبهم المتمثل في إنهاء اعتقالهم الإداري في محاولة لكسر إرادتهم، وإيصالهم إلى مرحلة صحية تتسبب لهم بأمراض مزمنة لاحقاً.