بعد مرور أكثر من 95 يوماً على بدء عمليات التصعيد والتي تعتبر الأعنف والأخطر من نوعها في الشمال السوري، وبعد إعلان الهدنة من قبل الجانب الروسي وقوات النظام السوري، ليل الأول من أغسطس/آب الجاري، بدأت العائلات بزيارات تفقدية لتستطلع أحوال منازلها وممتلكاتها وما حلً بها من دمار وخراب.
وتوقفت عقب إعلان الهدنة حركة الطيران الحربي في سماء المنطقة عموماً، ولم تسجل أي طلعة جوية أو غارات في كامل المنطقة الممتدة من ريف حماة الغربي إلى ريف إدلب الجنوبي مروراً بريف حماة الشمالي ووصولاً إلى مناطق في ريف حلب واللاذقية. في حين استمر سقوط عدد من القذائف المدفعية والصاروخية على عدة مناطق في كل من بلدتي اللطامنة وكفرزيتا وقريتي الأربعين والزكاة في ريف حماة الشمالي.
ولم يتمكن هذا العدد المحدود من القذائف من تعكير صفو الهدنة والهدوء التام الذي شهدته المنطقة، ما شجع العديد من العائلات النازحة من كل من مناطق ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي، على العودة إلى منازلها لرؤية الدمار الذي طاولها والاطمئنان على ممتلكاتها بعد نزوح استمر لمدة 3 أشهر على أقل تقدير.
غالبية تلك العائلات التي عاشت في مخيمات النزوح الموجودة على طول الشريط الحدودي مع تركيا، بالإضافة لعدة بلدات وقرى حدودية، يدفعها شوق كبير لرؤية منازلها وممتلكاتها بعد هذه الحملة غير المسبوقة والقصف العنيف بحجم الدمار الذي خلفه وتشريد نصف مليون نسمة، ويضاف إليها السرقات التي طاولت منازل النازحين عقب خروجهم منها.
وما إن أعلنت الهدنة حتى بدأ النازحون بالعودة لرؤية منازلهم دون أن يستقروا فيها، فبحسب وجهة نظر غالبية سكان هذه المناطق، فإن النظام السوري وحليفته روسيا لا يؤمن جانبهما ومن المحتمل إعادة تفعيل القصف مرة أخرى في حال كانت هناك عودة دائمة للمدنيين. لذلك تكتفي في الوقت الراهن بزيارات خاطفة للاطمئنان، وإخراج ما يمكن من المنازل إلى أماكن نزوحهم في الشمال السوري للاستفادة منها، ومع ذلك يتخوف المدنيون من غدر الطائرات الحربية وقذائف المدفعية أثناء زياراتهم إلى قراهم وبلداتهم.
الحاجة صبحية العلي (55 عاماً) من قرية شهرناز بجبل شحشبو في ريف حماة الغربي، وهي نازحة في قرية عزمارين في ريف إدلب الشمالي، ذهبت برفقة ولدها عماد لتزور قريتها بعد فراق دام أكثر من 3 أشهر، عانت خلالها من ويلات النزوح والبعد عن مسقط رأسها وبيتها الذي عاشت فيه منذ طفولتها.
ووقفت على أطلال البيت الذي دمرت آلة الحرب الوحشية الجزء الأكبر منه، وقالت لـ"العربي الجديد": "ذلك المنزل الذي عشت فيه كل أيام حياتي وأحبه أكثر من نفسي، وقفت عليه وهو مدمر بشكل جزئي. خرجت منه بعد اشتداد القصف على المنطقة بشتى أنواع الأسلحة، فكنت مجبرة على الخروج من أجل حماية أسرتي التي رفضت النزوح من دوني، مع العلم أني طلبت منهم السماح لي بالبقاء في المنزل ولكن دون فائدة".
اقــرأ أيضاً
وأضافت "القرية دمرت إلى حدّ كبير، وكان لا بد من الخروج، لأفاجأ الآن بعد أن رأيت المنزل، أن ما لم تطاوله القذائف طاولته يد السرقة والنهب، فغالبية ممتلكاتنا في المنزل مسروقة، حتى إن أدوات المطبخ لم تسلم منهم".
وتمنت لو أنها لم تزره، وتابعت "حالي كحال كثيرين، اشتقت لمنزلي ودفعني الحنين إليه، فبعد الإعلان عن التهدئة كنت حينها في قرية عزمارين، واتصلت بولدي الذي يسكن شمال بلدة دركوش على بعد مسافة كبيرة مني، فأخبرته برغبتي بالذهاب إلى القرية وأتى لمرافقتي".
وعن حذرهما الشديد، أوضحت أن ابنها "ركن السيارة شمال القرية ودخلناها سيراً على الأقدام، كل شيء مدمر ولا وجود للحياة فيها وكأنها مدينة أشباح، توجهنا إلى الحارة التي نسكن فيها، ووجدنا أغلب المنازل مدمرة، كانت زيارة سريعة وحزينة في آن واحد".
أما إبراهيم النباز (33 عاماً) من قرية الحويجة بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، وهو نازح في مخيم دير حسان في قرية المشيرفة في ريف إدلب الشمالي الغربي، فقد تعرّض منزله قبل نزوحه منه للقصف، وبعد خروجه منه أيضاً، ودمرته آلة الحرب بالكامل. وما إن علم إبراهيم بدخول الهدنة حيز التنفيذ حتى بدأ يتجهز لزيارة قريته التي أصبحت أجزاء كبيرة منها أثراً بعد عين. وفي حديثه لـ"العربي الجديد" قال: "منذ زواجي في عام 2009، وأنا أحضر لبناء هذا المنزل الصغير ووضعت فيه كل ما أملك، وأصبح هو العقار الوحيد الذي أملكه وأعيش فيه أنا وزوجتي وأطفالي الأربعة".
وأضاف "منزلي موجود عند أطراف القرية وبدأت تنهال القذائف حوله منذ بداية التصعيد، فخرجت منه على أمل العودة القريبة إليه، ولكن التصعيد استمر أكثر من ثلاثة أشهر، بعد خروجي منه بأيام تعرض المنزل لأكثر من 7 غارات جوية من الطيران الحربي التابع للنظام السوري، فكانت كفيلة بدماره بالكامل، ولم يبق منه سوى أكوام من الرمل، ولكن مع ذلك كانت لدي رغبة كبيرة منذ إعلان الهدنة بالذهاب إليه وزيارته".
وأشار إلى أن القرية التي دمرتها الحرب تقع عند خط تماس مع قوات النظام في قرية الحويز، "وقفت على أطلال منزلي وأكوام الرماد والرمل التي بقيت منه متأملاً حالي وأتذكر تلك الأيام التي قضيتها فيه، كان الحال مؤلما بالفعل، ولكني لم أجلس لفترة طويلة في القرية وخرجت بعد ساعات قليلة، بعد أن ودعت منزلي المدمر".
وتوقفت عقب إعلان الهدنة حركة الطيران الحربي في سماء المنطقة عموماً، ولم تسجل أي طلعة جوية أو غارات في كامل المنطقة الممتدة من ريف حماة الغربي إلى ريف إدلب الجنوبي مروراً بريف حماة الشمالي ووصولاً إلى مناطق في ريف حلب واللاذقية. في حين استمر سقوط عدد من القذائف المدفعية والصاروخية على عدة مناطق في كل من بلدتي اللطامنة وكفرزيتا وقريتي الأربعين والزكاة في ريف حماة الشمالي.
ولم يتمكن هذا العدد المحدود من القذائف من تعكير صفو الهدنة والهدوء التام الذي شهدته المنطقة، ما شجع العديد من العائلات النازحة من كل من مناطق ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي، على العودة إلى منازلها لرؤية الدمار الذي طاولها والاطمئنان على ممتلكاتها بعد نزوح استمر لمدة 3 أشهر على أقل تقدير.
غالبية تلك العائلات التي عاشت في مخيمات النزوح الموجودة على طول الشريط الحدودي مع تركيا، بالإضافة لعدة بلدات وقرى حدودية، يدفعها شوق كبير لرؤية منازلها وممتلكاتها بعد هذه الحملة غير المسبوقة والقصف العنيف بحجم الدمار الذي خلفه وتشريد نصف مليون نسمة، ويضاف إليها السرقات التي طاولت منازل النازحين عقب خروجهم منها.
وما إن أعلنت الهدنة حتى بدأ النازحون بالعودة لرؤية منازلهم دون أن يستقروا فيها، فبحسب وجهة نظر غالبية سكان هذه المناطق، فإن النظام السوري وحليفته روسيا لا يؤمن جانبهما ومن المحتمل إعادة تفعيل القصف مرة أخرى في حال كانت هناك عودة دائمة للمدنيين. لذلك تكتفي في الوقت الراهن بزيارات خاطفة للاطمئنان، وإخراج ما يمكن من المنازل إلى أماكن نزوحهم في الشمال السوري للاستفادة منها، ومع ذلك يتخوف المدنيون من غدر الطائرات الحربية وقذائف المدفعية أثناء زياراتهم إلى قراهم وبلداتهم.
الحاجة صبحية العلي (55 عاماً) من قرية شهرناز بجبل شحشبو في ريف حماة الغربي، وهي نازحة في قرية عزمارين في ريف إدلب الشمالي، ذهبت برفقة ولدها عماد لتزور قريتها بعد فراق دام أكثر من 3 أشهر، عانت خلالها من ويلات النزوح والبعد عن مسقط رأسها وبيتها الذي عاشت فيه منذ طفولتها.
ووقفت على أطلال البيت الذي دمرت آلة الحرب الوحشية الجزء الأكبر منه، وقالت لـ"العربي الجديد": "ذلك المنزل الذي عشت فيه كل أيام حياتي وأحبه أكثر من نفسي، وقفت عليه وهو مدمر بشكل جزئي. خرجت منه بعد اشتداد القصف على المنطقة بشتى أنواع الأسلحة، فكنت مجبرة على الخروج من أجل حماية أسرتي التي رفضت النزوح من دوني، مع العلم أني طلبت منهم السماح لي بالبقاء في المنزل ولكن دون فائدة".
وتمنت لو أنها لم تزره، وتابعت "حالي كحال كثيرين، اشتقت لمنزلي ودفعني الحنين إليه، فبعد الإعلان عن التهدئة كنت حينها في قرية عزمارين، واتصلت بولدي الذي يسكن شمال بلدة دركوش على بعد مسافة كبيرة مني، فأخبرته برغبتي بالذهاب إلى القرية وأتى لمرافقتي".
وعن حذرهما الشديد، أوضحت أن ابنها "ركن السيارة شمال القرية ودخلناها سيراً على الأقدام، كل شيء مدمر ولا وجود للحياة فيها وكأنها مدينة أشباح، توجهنا إلى الحارة التي نسكن فيها، ووجدنا أغلب المنازل مدمرة، كانت زيارة سريعة وحزينة في آن واحد".
أما إبراهيم النباز (33 عاماً) من قرية الحويجة بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، وهو نازح في مخيم دير حسان في قرية المشيرفة في ريف إدلب الشمالي الغربي، فقد تعرّض منزله قبل نزوحه منه للقصف، وبعد خروجه منه أيضاً، ودمرته آلة الحرب بالكامل. وما إن علم إبراهيم بدخول الهدنة حيز التنفيذ حتى بدأ يتجهز لزيارة قريته التي أصبحت أجزاء كبيرة منها أثراً بعد عين. وفي حديثه لـ"العربي الجديد" قال: "منذ زواجي في عام 2009، وأنا أحضر لبناء هذا المنزل الصغير ووضعت فيه كل ما أملك، وأصبح هو العقار الوحيد الذي أملكه وأعيش فيه أنا وزوجتي وأطفالي الأربعة".
وأضاف "منزلي موجود عند أطراف القرية وبدأت تنهال القذائف حوله منذ بداية التصعيد، فخرجت منه على أمل العودة القريبة إليه، ولكن التصعيد استمر أكثر من ثلاثة أشهر، بعد خروجي منه بأيام تعرض المنزل لأكثر من 7 غارات جوية من الطيران الحربي التابع للنظام السوري، فكانت كفيلة بدماره بالكامل، ولم يبق منه سوى أكوام من الرمل، ولكن مع ذلك كانت لدي رغبة كبيرة منذ إعلان الهدنة بالذهاب إليه وزيارته".
وأشار إلى أن القرية التي دمرتها الحرب تقع عند خط تماس مع قوات النظام في قرية الحويز، "وقفت على أطلال منزلي وأكوام الرماد والرمل التي بقيت منه متأملاً حالي وأتذكر تلك الأيام التي قضيتها فيه، كان الحال مؤلما بالفعل، ولكني لم أجلس لفترة طويلة في القرية وخرجت بعد ساعات قليلة، بعد أن ودعت منزلي المدمر".