يشعر الشبان الفلسطينيون المقيمون في لبنان، بالغبن من سوء أوضاعهم في المناطق والمخيمات التي ولدوا وكبروا فيها، إذ قبل كثيرون منهم بالعمل في غير اختصاصاتهم رضوخاً للأمر الواقع، لكن المشكلات تضاعفت مع بدء تطبيق خطة وزارة العمل اللبنانية لـ"مكافحة العمالة الأجنبية".
ويشارك عشرات الشبان في إضراب مفتوح داخل المخيمات الفلسطينية كورقة ضغط على السلطات اللبنانية، لتعيد النظر في حقوقهم المهدرة منذ لجوئهم إلى لبنان قبل 71 عاماً، وقال الشاب الفلسطيني المشارك في إضراب مخيم عين الحلوة عبيدة البدوي لـ"العربي الجديد": "مللنا من الاستهتار بحقوقنا، والتعامل معنا بدونية لأننا فلسطينيون".
ويشارك عشرات الشبان في إضراب مفتوح داخل المخيمات الفلسطينية كورقة ضغط على السلطات اللبنانية، لتعيد النظر في حقوقهم المهدرة منذ لجوئهم إلى لبنان قبل 71 عاماً، وقال الشاب الفلسطيني المشارك في إضراب مخيم عين الحلوة عبيدة البدوي لـ"العربي الجديد": "مللنا من الاستهتار بحقوقنا، والتعامل معنا بدونية لأننا فلسطينيون".
يستريح عبيدة ومجموعة من الشبان في مقهى صغير في الشارع الفوقاني في المخيم، بعد أن أتعبتهم جولة الهتافات. هي استراحة قصيرة يمضونها في الحديث عن ظروفهم وأوضاعهم التي ازدادت صعوبة بعد توقفهم عن الذهاب إلى أشغالهم، تلبية للحراك الفلسطيني العام في لبنان، للضغط حتى تحقيق مطالبهم وعلى رأسها استثناؤهم من خطة الوزارة، ورفضاً لقرار شمولهم بالعمالة "الأجنبية" تبعاً لطبيعة وجودهم كلاجئين، واستحالة عودتهم إلى وطنهم فلسطين في الوضع السياسي الراهن.
جذور العشريني عبيدة البدوي، تعود إلى قرية المزرعة الفلسطينية، متمرس في أعمال الألمنيوم، ويوضح أسباب اعتصامه مع شباب المخيم، بالقول: "منذ بدء الاعتصام لم أذهب إلى عملي، لأننا لن نستطيع أخذ حقنا بغير هذه الطريقة. عملت في أماكن عدة في مدينة صيدا، وفي عملي الأخير كان صاحب العمل يعطيني يوميّاً 50 ألف ليرة لبنانية (33.3 دولاراً أميركياً)، لكنه قلص المبلغ تباعاً وصرت أتقاضى 150 ألف ليرة لبنانية أسبوعيّاً (100 دولار)".
وأكد أن المبلغ لا يكفيه لسداد إيجار المنزل وكلفة التنقل من وإلى العمل، وثمن الوجبات التي يضطر لشرائها خلال الدوام. وعبيدة لا يستطيع في شروط العمل هذه أن يعقد قرانه على خطيبته، ويجهز بيته بما يلزم للزواج.
واعتبر عبيدة أن "تقليص الراتب كان حجة صاحب العمل بأن العمل قليل، لكن السبب الأساسي هو أنني فلسطيني، والفلسطيني بهذه الحالة لا يستطيع أن يطالب بحقه، لأن قانون العمل اللبناني لا يرعى حقوقه، لذلك تركت العمل، وأنا هنا بين المعتصمين، فالحال واحد إن عملت أم لم أعمل".
وشدد على مسألة أن "الفلسطيني لم يأت إلى لبنان طلباً للعمل، وإنما جاء قسراً بسبب الاحتلال الإسرائيلي لأرضه وتهجيره من بيته". وتابع: "أطالب بتحسين الوضع المعيشي للفلسطيني في لبنان، وإعادة النظر بخطة الحكومة المجحفة بحقنا".
اقــرأ أيضاً
أما الشاب الفلسطيني إبراهيم شعيب (22 عاماً)، مولود في مخيم عين الحلوة، وأجداده من مدينة عكا بفلسطين، فتحدث لـ"العربي الجديد" عن معاناته مع سوق العمل في لبنان، وعن انتقاله من عمل إلى آخر بسبب الغبن من أصحاب العمل، في غياب أي قانون يراعي حقوقه ويحمي مصالحه، وخصوصاً أن الراتب الذي يتقاضاه يصرفه في لبنان، ولا يحوله للخارج مثل العمال الأجانب الآخرين.
مهنة إبراهيم في الأساس هي "اللحام الكهربائي"، لكنه ترك عمله بسبب اضطهاد صاحب العمل له، بحسب قوله. وقال: "منذ ثلاث سنوات تركت عملي في اللحام، كنت أتقاضى 1300 دولار من الشركة التي كنت أعمل بها في منطقة قبرشمون في الجبل، ولأنني فلسطيني خفض راتبي إلى 700 دولار وهذا لم يعد يناسبني، وخصوصاً أنني كنت أقضي ساعتين في الذهاب إلى العمل ومثلها في العودة، فقرت ترك العمل".
ويعيش الشاب الفلسطيني أحمد شناعة (23 عاماً) في مخيم عين الحلوة أيضاً، وينحدر من بلدة السميرية بفلسطين، وهو خريج معهد بتخصص "تكييف وتبريد". وأكد لـ"العربي الجديد" أنه لم يجد عملاً في مجاله رغم نيله شهادة بالاختصاص. وقال: "كان السبب دائماً لأنني فلسطيني".
وأوضح أنه ملّ من البحث عن عمل في هذا المجال، وقرر "البحث عن عمل آخر، فوجدت فرصة في إحدى الشركات، كما عملت نادلاً في المقاهي، وفي محلّ لبيع الملابس". وأضاف: "العمل ليس عيباً، لكن المعيب هو أن تستهان كرامة الإنسان".
وأكد أحمد أن "اعتصامنا اليوم من أجل تلبية حقوقنا، فنحن في لبنان منذ 71 عاماً، ويجب أن نعامل كبشر في هذا البلد. صحيح أننا نغلق طرق المخيم، لكننا نقوم بذلك بطريقة سلمية، لنوصل رسالة إلى المعنيين أننا شعب يريد أن ينال حقه، وندافع عن حقوقنا المدنية".
جذور العشريني عبيدة البدوي، تعود إلى قرية المزرعة الفلسطينية، متمرس في أعمال الألمنيوم، ويوضح أسباب اعتصامه مع شباب المخيم، بالقول: "منذ بدء الاعتصام لم أذهب إلى عملي، لأننا لن نستطيع أخذ حقنا بغير هذه الطريقة. عملت في أماكن عدة في مدينة صيدا، وفي عملي الأخير كان صاحب العمل يعطيني يوميّاً 50 ألف ليرة لبنانية (33.3 دولاراً أميركياً)، لكنه قلص المبلغ تباعاً وصرت أتقاضى 150 ألف ليرة لبنانية أسبوعيّاً (100 دولار)".
وأكد أن المبلغ لا يكفيه لسداد إيجار المنزل وكلفة التنقل من وإلى العمل، وثمن الوجبات التي يضطر لشرائها خلال الدوام. وعبيدة لا يستطيع في شروط العمل هذه أن يعقد قرانه على خطيبته، ويجهز بيته بما يلزم للزواج.
واعتبر عبيدة أن "تقليص الراتب كان حجة صاحب العمل بأن العمل قليل، لكن السبب الأساسي هو أنني فلسطيني، والفلسطيني بهذه الحالة لا يستطيع أن يطالب بحقه، لأن قانون العمل اللبناني لا يرعى حقوقه، لذلك تركت العمل، وأنا هنا بين المعتصمين، فالحال واحد إن عملت أم لم أعمل".
وشدد على مسألة أن "الفلسطيني لم يأت إلى لبنان طلباً للعمل، وإنما جاء قسراً بسبب الاحتلال الإسرائيلي لأرضه وتهجيره من بيته". وتابع: "أطالب بتحسين الوضع المعيشي للفلسطيني في لبنان، وإعادة النظر بخطة الحكومة المجحفة بحقنا".
أما الشاب الفلسطيني إبراهيم شعيب (22 عاماً)، مولود في مخيم عين الحلوة، وأجداده من مدينة عكا بفلسطين، فتحدث لـ"العربي الجديد" عن معاناته مع سوق العمل في لبنان، وعن انتقاله من عمل إلى آخر بسبب الغبن من أصحاب العمل، في غياب أي قانون يراعي حقوقه ويحمي مصالحه، وخصوصاً أن الراتب الذي يتقاضاه يصرفه في لبنان، ولا يحوله للخارج مثل العمال الأجانب الآخرين.
مهنة إبراهيم في الأساس هي "اللحام الكهربائي"، لكنه ترك عمله بسبب اضطهاد صاحب العمل له، بحسب قوله. وقال: "منذ ثلاث سنوات تركت عملي في اللحام، كنت أتقاضى 1300 دولار من الشركة التي كنت أعمل بها في منطقة قبرشمون في الجبل، ولأنني فلسطيني خفض راتبي إلى 700 دولار وهذا لم يعد يناسبني، وخصوصاً أنني كنت أقضي ساعتين في الذهاب إلى العمل ومثلها في العودة، فقرت ترك العمل".
تحول إبراهيم إلى تدريب الكلاب في صيدا، لكنه انضم للإضراب والاعتصامات في المخيم رغم تأثر عمله الحالي سلباً، لكنه يأمل بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في لبنان، وهي حقوق إنسانية مشروعة. وعن عمله في تدريب الكلاب، قال: "كان الأمر في البداية هواية، لكنني تمسكت به مع الوقت. أدرب الكلاب على الطاعة، وبعضها على الحماية الشخصية، ولديّ الآن كلاب جاهزة للسفر إلى أفريقيا"، لافتاً إلى استفادته مادياً من خلال توفير طلبات الزبائن.
ويعيش الشاب الفلسطيني أحمد شناعة (23 عاماً) في مخيم عين الحلوة أيضاً، وينحدر من بلدة السميرية بفلسطين، وهو خريج معهد بتخصص "تكييف وتبريد". وأكد لـ"العربي الجديد" أنه لم يجد عملاً في مجاله رغم نيله شهادة بالاختصاص. وقال: "كان السبب دائماً لأنني فلسطيني".
وأوضح أنه ملّ من البحث عن عمل في هذا المجال، وقرر "البحث عن عمل آخر، فوجدت فرصة في إحدى الشركات، كما عملت نادلاً في المقاهي، وفي محلّ لبيع الملابس". وأضاف: "العمل ليس عيباً، لكن المعيب هو أن تستهان كرامة الإنسان".
وأكد أحمد أن "اعتصامنا اليوم من أجل تلبية حقوقنا، فنحن في لبنان منذ 71 عاماً، ويجب أن نعامل كبشر في هذا البلد. صحيح أننا نغلق طرق المخيم، لكننا نقوم بذلك بطريقة سلمية، لنوصل رسالة إلى المعنيين أننا شعب يريد أن ينال حقه، وندافع عن حقوقنا المدنية".