كرنفال مخيّم عين الحلوة أعاد بسمة أطفاله

09 مايو 2019
فرح... (العربي الجديد)
+ الخط -

ليس سراً أنّ الوضع المعيشي في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في جنوب لبنان، سيّئ جداً، خصوصاً مع تكرر الاشتباكات الأمنية فيه والتي تهدد سكانه البالغ عددهم نحو 80 ألف شخص. بعد المعارك التي وقعت قبل عامَين تقريباً في هذا المخيّم، تضرّر عدد كبير من المحلات التجارية في الشارع "الفوقاني" منه، فشُلَّت الحركة أكثر بينما الناس بلا عمل.

وتُقام بين فترة وأخرى فعاليات من شأنها إعادة إحياء الحركة في المخيّم، لعلّ آخرها كرنفال في الشارع الفوقاني شاركت فيه مؤسسات من المخيّم وخارجه وكذلك فرق كشفية، بمناسبة شهر رمضان. كثيرون هم الأطفال الذين توافدوا إلى الكرنفال للاستمتاع بالألعاب المختلفة والمسابقات والحلويات والرسم على الوجوه بالألوان، على الرغم من الأمطار التي هطلت في غير موعدها. أمّا النساء، فقصدنَ الكرنفال للاطلاع على العروضات المتوفرة في المحلات التجارية، لعلهنّ يجدنَ ما يشترينه من سلع يحتجنَها.

يقول قائد فوج الدفاع المدني في مخيّم عين الحلوة (أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان)، سامر الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إنّه "من الأسباب التي دفعت إلى إقامة هذا الكرنفال الأوضاع المعيشية المتدهورة في المخيم. ونحن شاركنا فيه بهدف تشجيع إعادة الحياة إلى الشارع الفوقاني من المخيّم". يضيف الخطيب أنّه "كانت لنا مساهمات عينية في هذا الكرنفال، لا سيّما الهدايا التي قُدّمت للأطفال بهدف إدخال البهجة إلى قلوبهم. كذلك ساهمنا في تنظيم الكرنفال، وتجاوزنا حادثة أمنية". ويتابع: "تمكنّا من إنجاحه، على الرغم من أنّنا لم نكن نتوقّع ذلك، وخصوصاً أنّ السعادة كانت ظاهرة في عيون الأطفال".



من جهتها، تقول مديرة مركز "جمعية ناشط الثقافية الاجتماعية"، ناهدة حليمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجمعية شاركت في الكرنفال وهدفها "إعادة الحياة إلى المخيّم بعد كل الحوادث الأليمة التي خبرها. ونحن أخذنا زاوية خاصة في الشارع، تضمّنت نشاطَين: الرسم ولعبة شدّ الحبل. وقد بدا الأطفال فرحين بذلك، ونحن من جهتنا فرحنا لفرحهم".



محمد حسون، من منسّقي الكرنفال، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ "الهدف الأساسي من الكرنفال كان إنعاش الشارع الفوقاني من عين الحلوة وتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور، بعدما أدّت الحوادث الأليمة في المخيّم إلى تراجع الحركة في هذا السوق". يضيف حسون: "كذلك كنّا نتوق إلى إعادة البسمة إلى وجوه الأطفال. فالناس جميعهم في حاجة إلى الكثير، وتحديداً الفرح". ويلفت حسون إلى أنّ جمعيات ومؤسسات من المخيم وخارجه شاركت في إنجاح الكرنفال، ومنها جمعية "نبع"، وجمعية "ناشط" الثقافية الاجتماعية، ومركز التنمية الإنسانية "ألوان"، والإسعاف المدني، وجمعية "الشفاء" للخدمات الطبية والإنسانية، وجمعية "النداء الإنساني". ويوضح حسون أنّ "الكرنفال تضمّن مسابقات عدّة، نال الفائزون فيها جوائز مختلفة من قبيل القسائم الشرائية، في حين وزّعت الهدايا والألعاب. كذلك، عمد أصحاب المحال والسلع المعروضة إلى تخفيض أسعارهم حتى يتسنّى لمن يرغب في الشراء فعل ذلك".




كلّ من شارك في كرنفال عين الحلوة رأى أنّ مبادرة القائمين عليه، من أشخاص وجمعيات ومؤسسات، هي خطوة جيدة وفي محلّها. بالنسبة إليهم، هو نجح لأنّه تمكّن من إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الذين عبّروا عنها، هم الذين لا يتسنّى لهم دائماً أن ينعموا بذلك. هم لعبوا ورسموا ولوّنوا، ووسائل الترفيه كانت متاحة للجميع، في حين أنّ الأمهات لم يخفينَ سعادتهنّ بكلّ الفرح البادي على وجوه صغارهنّ، بالإضافة إلى ما استفدنَ منه من عروض تجارية أتت في متناول الجميع. أمّ أحمد، من نساء المخيّم اللواتي قصدنَ الكرنفال، تقول لـ"العربي الجديد"، إنّه "فسحة حياة وأمل، وتأكيد على أنّ المخيّم وأهله يحبّان الفرح والحياة". وتضيف أنّ "الكرنفال لم يكن يعنيني مباشرة، إذ إنّ المتوفّر بمعظمه كان خاصاً بالأطفال، غير أنّني سعدت لما شاهدته من فرح في هذا الشارع الذي نُكب بسبب الحوادث التي شهدها".
المساهمون