النظام السوري يسمح لأهالي تدمر بزيارتها بعد أعوام على تهجيرهم

30 مايو 2019
مدارس أهلية دشنها نازحون من تدمر (فيسبوك)
+ الخط -

سمحت قوات النظام السوري لأول مرة منذ سيطرتها على مدينة تدمر بريف حمص الشرقي عام 2017، لأهالي المدينة بزيارة منازلهم بمناسبة حلول عيد الفطر، ليبدأ تنفيذ القرار اعتبارا من يوم السبت المقبل، عبر حافلات مجانية تتيحها محافظة حمص.

وقال عضو تنسيقية تدمر، خالد الحمصي لـ"العربي الجديد"، إن الخراب في المدينة تفوق نسبته 70 في المائة، والقرار ليس إلا حقنة مخدر للأهالي، مستطردا: "حتى أبسط حقوق الناس أصبحت تتم بموافقةٍ. منذ دخول تنظيم داعش إلى المدينة قبل عامين، والأهالي يعانون بسبب تهجيرهم منها".

وأضاف الحمصي: "نزح أكثر من 75 ألفا من المدينة خلال بضعة أيام، وانتشروا بين مناطق الشمال السوري ومحافظتي حمص ودمشق، وأنهكتهم إيجارات المنازل والمصاريف في مناطق سيطرة النظام، أما من غادروا إلى الشمال السوري أو إلى مخيم الركبان فعودتهم تعني الموت أو الاعتقال".

وتابع: "واضح أن النظام سيستغل العائدين، ومن المؤكد أنه سيرغم الموظفين من أبناء المدينة على زيارتها إجباريا حتى يستغل المشهد لصالحه".

وقال علي. ف (34 سنة) لـ"العربي الجديد": "غادرت تدمر مع أهلي بعد الهجوم الأول لتنظيم داعش سنة 2015، واتجهنا نحو مدينة الرقة، حيث أقمنا لفترة، ثم غادرنا إلى المناطق المحررة في درع الفرات، وبعد مدة عاد أبي المسن ووالدتي ليعيشا في دمشق، ومنذ ذلك الوقت لم يعودا إلى تدمر رغم أن بعض العوائل عادت بعد 2015، لتخرج مرة أخرى مع الهجوم الثاني للتنظيم على المدينة".

وأوضح علي: "والداي لن يعودا إلى المدينة حتى لو سمح النظام بذلك رغم الشائعات عن إعادة تأهيل الخدمات فيها، فهما لا يتحملان العودة لمشاهدة أنقاض منزلنا الذي لا يمكنهما حتى إصلاحه. أعتقد أن ما حدث في تدمر كان مسرحية مدبرة لتهجير أهلها".

وأشار ماهر علي إلى أن قسما من أهالي تدمر من المقيمين في مدينة حمص قد يذهبون إلى مدينتهم، لرؤية ما حل بمنازلهم وممتلكاتهم بعد ما يزيد عن ثلاثة أعوام ونصف على مغادرتها.

وقال لـ"العربي الجديد": "المشكلة أننا لا نعلم حتى الآن هل هذه العودة مجرد زيارة لأيام قليلة أم أنه يتاح البقاء لمن يفضل الاستقرار في المدينة؟ العديد من منازل المدينة محتلة من قبل عناصر تابعين للمليشيات الموالية للنظام، ومنازل أخرى سيطر عليها الشبيحة، ومؤكد أن الأهالي لا يستطيعون الوقوف بوجه هؤلاء".

المساهمون