وقال مدير وإمام وخطيب المسجد الإبراهيمي، الشيخ حفظي أبو سنينة، لـ"العربي الجديد"، إن "إجراءات الاحتلال بدأت في الساعة العاشرة من مساء أمس، بإدخال أدوات موسيقية وشاشات عرض ولافتات من أجل الطقوس التلمودية، كما أقام الاحتلال منصات في باحات المسجد الخارجية من أجل إقامة حفلات صاخبة"، واصفا ما يحصل بأنه "تعدٍ صارخ على حرية العبادة، واستفزاز لمشاعر المسلمين".
ويستمر إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المسلمين حتى الساعة العاشرة من مساء غد الثلاثاء، ولا يسمح لإدارته وللموظفين التابعين للأوقاف الإسلامية بالدخول إليه.
وأوضح أبو سنينة: "هذا الإغلاق لمدة يومين يعد من ضمن عشرة أيام في العام يغلق فيها المسجد، بناء على توصيات لجنة (شمغار) التي شكلها الاحتلال بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994. وفي المقابل، يفتح المسجد بالكامل أمام المسلمين لعشرة أيام أخرى في العام".
وأضاف: "الاحتلال يروج أن أعداد المستوطنين الذين سيقتحمون المسجد خلال هذين اليومين ستصل إلى 25 ألفا، لكن ذلك تهويل ومحاولة لإظهار أن العدد كبير، فيما لا يتسع المسجد لهؤلاء".
ويُعتبر المسجد الإبراهيمي من أقدم دور العبادة المستخدمة من دون انقطاع تقريباً في العالم، وهو رابع الأماكن المُقدّسة عند المسلمين، وثاني الأماكن المقدّسة عند اليهود، ويقع في البلدة القديمة لمدينة الخليل، ويشبه في بنائه المسجد الأقصى، ويحيط بالمسجد سور مبني من حجارة ضخمة يصل طول بعضها إلى 7 أمتار.
ويرجع تاريخ البناء إلى عهد هيرودس الأدومي (37 ق.م - 7 ق.م)، وبعدها قام الرومان ببناء كنيسة في مكانه، ثمّ هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس، لتتحوّل بعدها إلى مسجد في العصور الإسلامية الأولى، ومع احتلال الصليبيين للمنطقة، بُنيت مكان المسجد كاتدرائية، ما لبثت أن تحوّلت مرة أخرى إلى مسجد، بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس عام 1187 ميلادية.