مصير الأطفال والنساء في مخيّم الهول للنازحين مجهول

19 ابريل 2019
النساء والأطفال أكثر المتضررين بمخيم الهول (جوسيبي كاكاس/فرانس برس)
+ الخط -
يضمّ "مخيم الهول" شرق سورية أكثر من 75 ألفاً من النازحين، ويشكّل الأطفال والنساء الشريحة الأكثر تعرضاً للخطر من بينهم بسبب سوء التغذية وتفشي الأمراض والظروف المعيشية غير الملائمة، ويتضرر الأطفال دون سنّ الخامسة بشكل أكبر.

وقال النازح من مدينة البوكمال محمد تبان، لـ"العربي الجديد"، إن "الأوضاع الإنسانية في المخيم تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ومؤخراً تفشت ظاهرة تهريب النساء والأطفال على أيدي عناصر المليشيات الانفصالية التي تحكم قبضتها على المخيم، إذ يتم دفع نحو ألف دولار أميركي لقاء إخراج امرأة أو طفل عبر وسطاء يعملون مع مليشيا حزب الاتحاد الديموقراطي".
وأضاف محمد تبان أن "تكرار عمليات خروج النساء والأطفال بتلك الطريقة، يؤكد أن المخيم تحول إلى سجن يمنع من نزح إليه من الخروج إلى أقاربه أو منطقته التي انسحب منها تنظيم "داعش"، وبعض النساء من مناطق حمص وإدلب وريف دمشق يحاولن الوصول إلى عوائلهن، لكن يجب عليهن الدفع للمليشيا، فمغادرة المخيم غير متاحة إلا بتلك الطرق غير المشروعة".

وقال مصدر من المخيم لـ"العربي الجديد"، إنه يتم إقحام الأطفال بأمور ليسوا على دراية بها. "مهما كانت ظروفهم فإنهم أطفال، ولا يمكن معاملتهم كمجرمين، أو اتهامهم بأنهم ينتمون إلى تنظيم "داعش"، وينبغي العمل على هذا الأمر بجهد أكبر من الأمم المتحدة، وعلى الدول التي يعود انتماء كثير من الأطفال في المخيم إليها العمل على استعادتهم وتأهيلهم، بدلاً من تركهم في المخيم الذي يعتبر سجناً يطوّقه الموت".
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "الأطفال السوريين في المخيم ليسوا أفضل حالاً من الأطفال الأجانب، فالجميع يعيشون الظروف المتردية ذاتها، وعدد كبير منهم يعاملون على أنهم دواعش رغم أنهم لا ذنب لهم في الأمر، وخاصة أنهم عايشوا القصف والموت، وقطعوا طريقاً طويلة وعرة للوصول إلى المخيم".

من جانبه، طالب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة بانوس موتيس، أمس الخميس، الحكومات بالمساعدة على تحديد مصير 2500 طفل أجنبي في مخيم الهول، وقال في مؤتمر صحافي: "يجب معاملة الأطفال أولاً وقبل كل شيء كضحايا، ويجب العمل على حلول على أساس المصلحة العليا للأطفال. بغض النظر عن عمر الأطفال أو جنسهم أو أي انتماء عائلي".
وحسب "يونيسف"، فإن نحو ثلاثة آلاف طفل ينتمي أهلهم إلى 43 بلداً مختلفاً، يعيشون في مخيم الهول في ظروف إنسانية صعبة، وأكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 211 طفلاً قضوا في طريقهم إلى المخيم بين شهري ديسمبر/ كانون الأول 2018، وإبريل/ نيسان الجاري.

المساهمون