الأردن: تعليق الدراسة في محافظة عجلون مع تجدد الاشتباكات

17 فبراير 2019
الاشتباكات يتخللها هدوء حذر في عنجرة(فيسبوك)
+ الخط -


علقت وزارة التربية الأردنية الدراسة في محافظة عجلون صباح اليوم الأحد، بعد تجدد إطلاق النار لليوم الثالث على التوالي تخللتها ساعات من الهدوء الحذر، واستمرار أعمال العنف في بلدة عنجرة بالمحافظة، والتي خلفت إصابات عدة بين رجال الأمن والمواطنين، فضلاً عن تحطيم عدد من السيارات المدنية والحكومية، وذلك بعد مقتل شاب عشريني في البلدة، نتيجة إصابته بعيار ناري ليل الجمعة الماضي.

وأعلن وزير التربية والتعليم الأردني وليد المعاني، عن تعليق الدوام في مدارس محافظة عجلون (شمال العاصمة عمّان) اليوم الاحد، بسبب الأحداث الأمنية التي شهدتها المدينة، وتجدد عمليات إطلاق النار. كما قرر رئيس جامعة البلقاء التطبيقية عبدالله الزعبي تعليق الدوام في كلية عجلون الجامعية.

وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز  في جلسة رقابية لمجلس النواب الأردني صباح اليوم في تعليقه على أحداث عنجرة بالقول: "لا يمكن أن يمر رحيل الشاب صقر الزغول وإصابة عدد من رجال الأمن دون التحقيق القانوني والمهني بشأنه".

وأضاف "لن نتراخى في التأكيد على سيادة القانون وحماية المواطنين لحين انتهاء التحقيق"، مشيراً إلى أن "الأجهزة الأمنية والحكومة ستتعقب الحقيقة لكشفها بكامل تفاصيلها".

بدوره، قال نائب المحافظة أحمد فريحات، إن ما يحدث في عجلون هو نتيجة لتقصير اقتصادي وأمني، واصفاً محافظة عجلون بالساقطة أمنيا، ومطالبا الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية بالحضور إلى محافظة عجلون، للاطلاع على ما يحدث بشكل مباشر.

من جهته، قال وزير الداخلية سمير مبيضين إن "مشكلة عجلون في طريقها إلى الحل"، مضيفا أن "رجال الأمن العام قاموا بضبط النفس لأعلى درجة، ولولا ذلك لكان هناك مجزرة". وردّ بالقول: "لا يوجد في الأردن اي منطقة ساقطة أمنيا".


وأعاد مبيضين سرد الرواية الأمنية، قائلاً: "أثناء قيام طاقم نقطة الغلق المشتركة من الأمن العام وقوات الدرك بعمله على مثلث القاعدة، محافظة عجلون، أوقف إحدى المركبات العمومية وبداخلها شخصان وعند الطلب منهما إبراز هويتهما الشخصية رفضا ذلك وقاما بمقاومة طاقم الدورية والاتصال بمجموعة من أقاربهما، وحضرت مجموعة منهم وقاموا بالتهجم على طواقم نقطة الغلق بالحجارة".

وتابع أن "القوات الأمنية تعاملت مع الأمر بإلقاء الغاز المسيل للدموع لتفريقهم"، مضيفاً "تمت السيطرة وضبط الشخصين اللذين كانا داخل المركبة العمومية، وتم اصطحابهما للمركز الأمني ونتج عن ذلك إصابة أربعة من طاقم نقطة الغلق وأضرار مادية في إحدى المركبات الأمنية".

واستطرد "بعد ذلك عادت مجموعة من الأشخاص الذين قاموا بأعمال الشغب وإغلاق الطريق العام وإلقاء الحجارة على مركبات المارة، وجرى التعامل معهم وإعادة فتح الطريق، إلا أن هؤلاء استمروا بإثارة الشغب مرة أخرى وإطلاق العيارات النارية من أسلحة رشاشة وبصورة مباشرة باتجاه القوة الأمنية من داخل منطقة حرجية".

وتابع "بعد ذلك ورد بلاغ بإسعاف شخصين مصابين بأعيرة نارية مجهولة المصدر للمستشفى، وما لبث أحدهما أن فارق الحياة وجرى تحويل جثته للطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، فيما لا يزال الشخص الآخر قيد العلاج"، لافتاً إلى "تضرر عدد من المركبات الأمنية بعيارات نارية. كما قام هؤلاء الأشخاص بحرق مركبة حكومية والاعتداء على مباني بعض المؤسسات الحكومية بالأسلحة الرشاشة".

وطالبت عشيرة الزغول الليلة الماضية، الحكومة والأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن مطلق الرصاص على الشاب المتوفى صقر أحمد عليوة الزغول وتقديمه للعدالة، مطالبة جهاز الأمن العام بتحمل مسؤولياته والاعتراف بجميع الحقوق القانونية والعشائرية المترتبة على ذلك، ونقل أو إقالة جميع قادة الأجهزة الأمنية العاملين في محافظة عجلون من أمن عام ودرك.

وأغلق عدد من الغاضبين من أهالي بلدة عنجرة الطريق الواصل بين عجلون وجرش، وعددًا من الشوارع الفرعية في المنطقة، وقذفوا الحجارة على سيارات الأجهزة الأمنية، احتجاجًا على عدم معرفة هوية قاتل ابنهم.

وقالت مصادر محلية إن "الشغب مردّه إلى قيام إحدى دوريات الشرطة بضبط مواطن في منطقة القاعدة، واتهام ذويه للأمن العام بضربه بشكل مبرح، وبعد ذلك توالت الأحداث ووقعت الوفاة والإصابات المتبادلة، مما زاد من حالة التوتر، واحتدام المواجهات بين السكان المحليين ورجال الأمن".

المساهمون