وتظهر قائمة المحافظات والمدن التي أعلنت السلطات المحلية فيها استمرار إغلاق المدارس أن السبب الرئيسي يعود لسقوط أمطار وثلوج غزيرة، بينما كان التلوث هو السبب الرئيسي لإغلاق هذه المدارس على مدى اليومين الأخيرين.
أما المحافظات التي قررت استمرار إغلاق المدارس فهي محافظتا طهران وألبرز الملاصقة لها، لكن المحافظات التي اتخذت التدبير نفسه في كل مدنها أو بعضها، بسبب سقوط الأمطار والثلوج وقطع الطرق هي بوشهر، خوزستان، فارس، هرمزجان، وأصفهان. وفي بعض المدن خاصة في محافظة خوزستان، قررت السلطات المحلية إغلاق الدوائر الحكومية أيضاً.
وتظهر بيانات رسمية نشرتها هيئة رصد نقاء الجو أو وزارة الصحة الإيرانية، أن معدل التلوث في العاصمة الإيرانية، طهران، ارتفع إلى 182 درجة، وهي خطيرة للغاية لكافة الفئات العمرية، خصوصاً مرضى القلب والأطفال وكبار السن.
كما أن في بعض مناطق طهران وصل مؤشر التلوث إلى 211 درجة، الأمر الذي يمثل طفرة في انتشار الجسيمات الملوثة في الهواء.
وشملت تدابير مواجهة التلوث، استمرار تطبيق إجراءات مرورية خاصة اليوم الثلاثاء، لتشمل الإجراءات توسيع الرقعة الجغرافية للمناطق التي يحظر دخول السيارات إليها، وتطبيق نظام السماح بقيادة السيارات وفق أرقام لوحاتها، وحظر دخول الشاحنات والمركبات الثقيلة إلى مدينة طهران.
يشار إلى أنّ التلوث بات جزءاً من الحياة الشتوية لطهران ومدن إيرانية كبرى خلال العقدين الأخيرين، وهي مشكلة بيئية كبيرة طرأت على العاصمة الإيرانية منذ ستينيات القرن الماضي بعد انتشار المعامل والسيارات فيها، وعلى الرغم من قيام السلطات بإجراءات في مواجهتها، فالمشكلة ما زالت قائمة وتزداد سوءاً مع تراجع هطول الأمطار، ولم تجرِ معالجتها جذرياً.
وبحسب سلطات طهران، فإنّ أكثر من 80 في المائة من التلوث فيها يعود إلى انتشار عدد كبير من السيارات والدراجات النارية في المدينة، إذ قال رئيس بلديتها، بيروز حناجي، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لوكالة "فارس" إنّ عدد المركبات في العاصمة الإيرانية يصل إلى 4 ملايين و200 ألف. واليوم، على ضوء عدم إمكانية إيجاد حلول سحرية عاجلة لمعضلة التلوث في طهران وغيرها من المدن الإيرانية، فهي تنتظر الرياح أو الأمطار أو الثلوج.