يشهد تقاطع ساحة إيليا في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، تحرّكات تضامنية عدة مع المعتصمين الذين نزلوا إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم، منذ السابع عشر من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. البعض نصب خياماً بهدف تنظيم محاضرات تثقيفية يومية في أوقات معينة، تحدد مسبقاً بعد التشاور بين أعضاء الحراك الموجودين في الساحة. تضاف إلى ذلك حلقات الموسيقى والدبكة والرسم التي ينظمها تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، من أجل خلق بيئة ثقافية. ويهدف المعتصمون إلى تزويد الناس بالمعلومات اللازمة في ما يتعلق بالدستور والقوانين وغيرها. يمكن الكلام كثيراً في هذه القضايا، خصوصاً مع كمّ الانتهاكات الهائل للدستور والقوانين في لبنان، عبر أركان السلطة بالذات، منذ زمن بعيد. لكن، بينما رضخ معظم المواطنين طويلاً، فها قد هبّوا لوقف الانتهاكات وللمطالبة بحقوقهم أيضاً.
ومن بين من تحركوا في الساحة دعاء نقوزي، لكن، من خلال مبادرة مختلفة، تحت عنوان "خيرك بدفي غيرك"، إذ كتبت العبارة على طاولة وضعت عليها ملابس لمختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى الرجال والنساء.
اقــرأ أيضاً
تبادل
تقول نقوزي، وهي من مدينة صيدا، تعمل في مجال التبرعات حالياً بعدما تركت عملها: "هذه المبادرة ليست جديدة. أطلقتها بعد نشوب الحريق الذي طاول منطقة المشرف (إحدى قرى قضاء الشوف)، الذي قضى على الأحراج، وأثر على المنازل، واضطر أهل المنطقة إلى ترك منازلهم، فتطوعت فردياً مع عدد من أصدقائي، وجمعنا الملابس، وقدمناها إلى المحتاجين، كما كنا نقدم الطعام لهم أيضاً". تتابع: "بداية، أطلقت مبادرة تبادل الملابس على وسائل التواصل الاجتماعي. فمن لديه ملابس لم يعد في حاجة إليها، يضعها هنا على الطاولة. وإن وجد ملابس تناسبه يستطيع أخذ ما يحتاجه. كنا قد أطلقنا هذه المبادرة في ساحة إيليا حيث الاعتصامات المطالبة بحقوقهم". وتشير إلى أن الناس نزلوا إلى الشوارع بعد فرض مجموعة ضرائب عليهم، والتي كانت الضريبة على خدمة الواتساب الأكثر استفزازاً. حينها، تجمع الناس وتوجهوا إلى هنا لقطع الطرقات في هذا التقاطع والمطالبة بالحقوق". تضيف: "منذ ثلاثة أيام، بدأت مبادرتنا. ونجد إقبالاً كبيراً من الناس. أضع الملابس الصالحة للاستعمال على الطاولة. أما تلك التي لم تعد صالحة، فألقيها جانباً، لأن الفكرة هي تبادل الملابس، وقد تطورت، وبدأ بعض الناس يحضرون المؤونة كالأرز، والسكر، والحبوب، والزيت، والمعكرونة، وبعض المعلبات وغيرها. وباتت هناك طاولة عليها مواد المؤونة التي يتبرع بها الناس".
أما زينب نجم، وهي ربة منزل من مدينة صيدا، ومشاركة في العمل التطوعي، فتقول: "جاءت فكرة طاولة الملابس بعدما رأينا شباباً يبقون أوقاتاً طويلة في الخيام، وفي مكان الاعتصام، ويشعرون بالبرد. عندها، أطلقت دعاء هذه الفكرة التي هي عبارة عن عملية تبادل لا تبرع. وبالفعل، بادر العديد من الناس إلى تقديم الملابس. وفي الوقت نفسه، اختاروا ما يحتاجون إليه". تضيف: "سنستمر في هذه الخطوة بعدما وجدنا أنه من واجبنا الوقوف إلى جانب الناس".
مؤونة
أما بشرى، وهي إحدى النساء اللواتي شاركن بتقديم الملابس، فتقول: "حين علمت بالفكرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بفرز الملابس التي لم أعد أستخدمها، وتلك التي صار مقاسها صغيراً على أولادي. جمعت ما يصلح لأن يكون بين أيدي الناس، وأحضرتها إلى هنا، وقد فوجئت بكمية الملابس التي صارت موجودة، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاق المبادرة".
وترى بشرى أن هذه الخطوة مهمة جداً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اللبناني، "فهناك العديد من الأسر التي لا تستطيع شراء الملابس لأولادها. وأعتقد أنه من خلال هذه المبادرة، يمكن للناس المساهمة في التبرع وإسعاد من يحتاج إلى هذه الملابس، خصوصاً أن الملابس الموجودة على الطاولة تبدو جديدة وصالحة للاستعمال".
اقــرأ أيضاً
وفي ما يتعلق بالمؤونة البيتية، تقول: "لم تكن المؤونة ضمن الفكرة التي أطلقتها دعاء. لكن الناس من دون أي تحفظ، شعروا بالحاجة الملحة لإحضار هذه المواد، خصوصاً أن عدداً من الأشخاص صُرفوا من أعمالهم من جراء الوضع القائم، أو لم يحصلوا على رواتبهم كاملة. والمؤونة تساعد بعض الأسر".
ومن بين من تحركوا في الساحة دعاء نقوزي، لكن، من خلال مبادرة مختلفة، تحت عنوان "خيرك بدفي غيرك"، إذ كتبت العبارة على طاولة وضعت عليها ملابس لمختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى الرجال والنساء.
تبادل
تقول نقوزي، وهي من مدينة صيدا، تعمل في مجال التبرعات حالياً بعدما تركت عملها: "هذه المبادرة ليست جديدة. أطلقتها بعد نشوب الحريق الذي طاول منطقة المشرف (إحدى قرى قضاء الشوف)، الذي قضى على الأحراج، وأثر على المنازل، واضطر أهل المنطقة إلى ترك منازلهم، فتطوعت فردياً مع عدد من أصدقائي، وجمعنا الملابس، وقدمناها إلى المحتاجين، كما كنا نقدم الطعام لهم أيضاً". تتابع: "بداية، أطلقت مبادرة تبادل الملابس على وسائل التواصل الاجتماعي. فمن لديه ملابس لم يعد في حاجة إليها، يضعها هنا على الطاولة. وإن وجد ملابس تناسبه يستطيع أخذ ما يحتاجه. كنا قد أطلقنا هذه المبادرة في ساحة إيليا حيث الاعتصامات المطالبة بحقوقهم". وتشير إلى أن الناس نزلوا إلى الشوارع بعد فرض مجموعة ضرائب عليهم، والتي كانت الضريبة على خدمة الواتساب الأكثر استفزازاً. حينها، تجمع الناس وتوجهوا إلى هنا لقطع الطرقات في هذا التقاطع والمطالبة بالحقوق". تضيف: "منذ ثلاثة أيام، بدأت مبادرتنا. ونجد إقبالاً كبيراً من الناس. أضع الملابس الصالحة للاستعمال على الطاولة. أما تلك التي لم تعد صالحة، فألقيها جانباً، لأن الفكرة هي تبادل الملابس، وقد تطورت، وبدأ بعض الناس يحضرون المؤونة كالأرز، والسكر، والحبوب، والزيت، والمعكرونة، وبعض المعلبات وغيرها. وباتت هناك طاولة عليها مواد المؤونة التي يتبرع بها الناس".
أما زينب نجم، وهي ربة منزل من مدينة صيدا، ومشاركة في العمل التطوعي، فتقول: "جاءت فكرة طاولة الملابس بعدما رأينا شباباً يبقون أوقاتاً طويلة في الخيام، وفي مكان الاعتصام، ويشعرون بالبرد. عندها، أطلقت دعاء هذه الفكرة التي هي عبارة عن عملية تبادل لا تبرع. وبالفعل، بادر العديد من الناس إلى تقديم الملابس. وفي الوقت نفسه، اختاروا ما يحتاجون إليه". تضيف: "سنستمر في هذه الخطوة بعدما وجدنا أنه من واجبنا الوقوف إلى جانب الناس".
مؤونة
أما بشرى، وهي إحدى النساء اللواتي شاركن بتقديم الملابس، فتقول: "حين علمت بالفكرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بفرز الملابس التي لم أعد أستخدمها، وتلك التي صار مقاسها صغيراً على أولادي. جمعت ما يصلح لأن يكون بين أيدي الناس، وأحضرتها إلى هنا، وقد فوجئت بكمية الملابس التي صارت موجودة، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاق المبادرة".
وترى بشرى أن هذه الخطوة مهمة جداً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اللبناني، "فهناك العديد من الأسر التي لا تستطيع شراء الملابس لأولادها. وأعتقد أنه من خلال هذه المبادرة، يمكن للناس المساهمة في التبرع وإسعاد من يحتاج إلى هذه الملابس، خصوصاً أن الملابس الموجودة على الطاولة تبدو جديدة وصالحة للاستعمال".
وفي ما يتعلق بالمؤونة البيتية، تقول: "لم تكن المؤونة ضمن الفكرة التي أطلقتها دعاء. لكن الناس من دون أي تحفظ، شعروا بالحاجة الملحة لإحضار هذه المواد، خصوصاً أن عدداً من الأشخاص صُرفوا من أعمالهم من جراء الوضع القائم، أو لم يحصلوا على رواتبهم كاملة. والمؤونة تساعد بعض الأسر".