مبادرة أهلية لدعم المدارس في معرة النعمان جنوبي إدلب

29 أكتوبر 2019
ضمان عدم حرمان الطلاب من حقهم في التعليم (Getty)
+ الخط -



"هدم أي حضارة في العالم يبدأ بهدم التعليم"، هذا ما قاله الناشط السوري بحر نحاس من معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، خلال حديثه عن مبادرة أطلقها أهالي المدينة لدعم التعليم بعد توقف المنظمات والجهات الداعمة عن تقديم التمويل لها، كون المنطقة شهدت تصعيدا عسكريا كبيرا قبل 31 أغسطس/ آب الماضي، اليوم الذي بدأت فيه روسيا بتنفيذ هدنة أحادية الجانب من طرفها في محافظة إدلب.

وقال نحاس لـ"العربي الجديد": "منذ بداية العام عرفنا أن المنظمات ستتوقف عن دعم المدارس، وأن المدرسين الذين يعملون في مجال التعليم بشكل تطوعي يمكنهم الاستمرار لشهر أو شهرين أو سنة كأقصى حد، لظروفهم الصعبة والتزاماتهم العائلية، ومن هذا المنطلق تم التفكير في إطلاق هذه المبادرة بمشاركة بعض النشطاء في معرة النعمان والفعاليات فيها، عبر صندوق لدعم التعليم، وتم طرح الفكرة على عدة جهات في المدينة منها مجلسا الشورى والمحلي، وتمت الموافقة عليها بالإجماع".

وأضاف نحاس: "شكلنا لجنة تشرف على الموضوع وتجمع التبرعات لصالح صندوق التعليم، وتضمّ عددا من الشخصيات المقبولة في المدينة، وتحظى بالثقة لدى الأهالي، وأعضاء اللجنة مقسمين إلى قسمين، الأول بمعرة النعمان، والثاني بتركيا، من أجل جمع التبرعات لصالح الصندوق".

وقوبلت المبادرة بتفاؤل كبير، وشرع سوريون بالتبرع للصندوق من أجل استمرارية التعليم، كما قالوا لـ"العربي الجديد": "نحن مستعدون للتبرع قدر الاستطاعة لاستمرار العملية التعليمية لتجنب إنتاج جيل جاهل".

من جهته، قال رئيس المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان، بلال الذكرى، لـ"العربي الجديد" إنّ المبادرة التي أطلقها أهالي المدينة لدعم العملية التعليمية، جاءت على خلفية توقف دعم المنظمات بهذا المجال وأضاف: "المبادرة تم إطلاقها من المجلس المحلي، ومن شباب 
وبعض فعاليات المجتمع المدني ومجلس شورى المدينة، بعد توقف المنظمات عن دعم التعليم في المدينة، والأهالي كلهم عادوا مؤخرا، والمدارس استأنفت نشاطها".

وتابع "تهدف المبادرة عبر إنشاء صندوق للتعليم، وجمع التبرعات، إلى مساعدة المعلمين، سواء عبر منح شهرية أو قرطاسية للأطفال، أو وقود تدفئة للشتاء".

وأضاف الذكرى: "تم عقد اجتماع عام في المدينة وتوضيح طبيعة عمل الصندوق وما يقدمه، على أمل استمرار العملية التعليمية، وضمان حق الطلاب في التعليم، وخاصة في ظل الظروف الراهنة".

وبخصوص تعليق الدوام في مجمع جسر الشغور التربوي، قال مدير المكتب الإعلامي بمديرية تربية إدلب مصطفى حاج علي لـ"العربي الجديد": "تم إيقاف الدوام لمدة ثلاثة أيام بشكل غير رسمي فقط في المناطق التي تعرضت للقصف أو تتعرض بشكل مستمر للقصف، مثل الناجية ومرعند والكندة وبداما"، لافتا إلى أن تلك المناطق تتعرض أحيانا لغارات بالطيران الحربي الروسي، وكان آخرها استهداف ثانوية البنات في الجانودية الذي أدى إلى مقتل طفل من البلدة.

 


وتابع حاج علي: "من حسن الحظ أن الدوام كان معلقا في المدرسة، مع مناقشة الوضع الأمني بحال استمر القصف، وإمكانية تكرار قرار تعليق الدوام أو تمديد أيامه".

ويأتي قرار إيقاف العملية التعليمية بشكل مؤقت في المجمع التربوي بجسر الشغور بريف محافظة إدلب الغربي، بعد تصعيد عسكري على المنطقة وقصف من قبل قوات النظام، حفاظا على حياة الطلاب في المدارس والكوادر العاملة فيها.

المساهمون