يتوقف زوار معرض "حكايا حيطان" في غزة، أمام زاوية الشاب محمد أبو طالب كثيراً، متأملين العبارات المكتوبة باللغات الكنعانية والسامرية وأخرى قديمة، متسائلين عن طبيعة العبارات التي تحويها القطع الطينية التي نقشت عليها.
وشارك أبو طالب إلى جانب مجموعة من الطلاب في المعرض الذي يقام ضمن فعاليات مشروع أشرفت عليه "مؤسسة عبد المحسن القطان"، اليوم الإثنين، في إطار الفعاليات التي تقام لأجل المجتمع، ومشاريع التكوين المهني التي يعمل عليها برنامج البحث والتطوير التربوي في المؤسسة.
وشهد المعرض تفاعلاً واسعاً من الجمهور المشارك، وتحديداً طلبة المدارس الحكومية، وتلك التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى جانب عامة الزوار، ضمن الزوايا التفاعلية التي خصصت لهم للحديث عن قصصهم وأحلامهم وطموحاتهم.
وتضم زوايا معرض "حكايا حيطان" معرضاً مخصصاً للصور وأنشطة عدة، منها "أحلام باريسية" و"كيف بتشوف غزة" و"عيشوني بقصة حلوة" و"اللي منغض حياتي" و"زابط ومش زابط" و"رسالة مصالحة" و"اضحك لو مش زابطة معك"، إلى جانب زوايا صور من مشروع الكتابات وزاوية من منتجات الطلبة.
ويقول الشاب أبو طالب لـ"العربي الجديد"، إنه شارك في مختلف الزوايا الخاصة بالمعرض، إلا أنّ زاوية الكتابة باللغة الكنعانية والسامرية مختلفة بالنسبة له، إذ إنّ العبارات المكتوبة على هذه الأعمال تتحدث عن الطموحات والأحلام والآمال.
ويوضح أنّه في بداية المشروع كانت هناك صعوبات عدة في طبيعة الكتابة على القطع الطينية، وتعرّض بعضها للكسر، إلا أنّه تم الاستقرار على المشاركة بها كما هي، من أجل عرضها للجمهور لإيضاح حجم الصعوبات للتوصل إلى إنجازها، وكأنّها رمز للعوائق التي تواجه كلاً في رحلته.
أما الشاب عبد الرحمن إسماعيل، فشارك هو الآخر ضمن زاوية "اضحك لو مش زابطة معك بتزبط بعدين" والتي تهدف إلى التفاعل مع الجمهور، واستحضار بعض المواقف المضحكة في حياتهم، بالرغم من الصعوبات وطبيعة الظروف اليومية التي يعيشونها في قطاع غزة المحاصر.
ويقول إسماعيل لـ"العربي الجديد"، إنّ هدف هذه الزاوية "هو التفاعل مع الجمهور بالرغم من طبيعة الظروف الحياتية الصعبة في غزة، والعمل على استحضار بعض المواقف الطريفة والمضحكة التي حدثت معهم، خلال السنوات الماضية".
وضم المعرض صوراً للعديد من العبارات التي كتبها الغزيون، أخيراً، على جدران الشوارع العامة أو المنازل، والتي تنوعت ما بين الحديث عن الظرف السياسي إلى جانب الظروف المعيشية والاقتصادية، وبعضاً من العبارات الطريفة المرتبطة بالأحلام والمشاعر الشخصية.
في الوقت ذاته، اختارت الطالبة مسيم جوانة التفاعل في إحدى الزوايا الخاصة بالمعرض، مع مجموعة من زميلاتها، عبر كتابة بعض العبارات الخاصة بأحلامها وطموحها وترك بصمة ترمز إلى حضورهن إلى المعرض والمشاركة فيه. ورأت جوانة، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنّ المعرض يعكس طبيعة الحياة اليومية التي يعيشها سكان القطاع، ويعرض كذلك أحلامهم وطموحاتهم.
وتقول مديرة مكتب غزة لبرنامج البحث والتطوير في "مؤسسة القطان" علا بدوي، إنّ هذا المعرض يختلف عن المعارض التقليدية التي يأتي فيها الحضور للمشاهدة فقط، كونه يدمجهم، من خلال زوايا عديدة تفاعلية، مع الطلاب المشاركين في المشروع.
وتوضح بدوي لـ"العربي الجديد" أنّ المشروع كان يهدف في البداية إلى تحسين خطوط الطلبة، قبل أن تتحول الفكرة وتتسع للعمل على مسارات عديدة بين الطلاب والمدرس المشرف عليهم، وهو ما دفعهم في النهاية إلى الخروج بهذه الزوايا التفاعلية المختلفة.
ووفقاً للمسؤولة في "مؤسسة القطان"، فإنّ المشروع أخذ جزءاً من العبارات المنتشرة في الشوارع والأماكن العامة، والتي تم حصرها بـ35 عبارة وعمل على 30 عبارة وعرضها للزوار، واختار خمس زوايا كأنشطة تفاعلية معهم للمشاركة فيها.