طلاب جزائريون حيارى

02 اغسطس 2018
اخترن اختصاصهن (العربي الجديد)
+ الخط -
أطلقت وزارة التعليم العالي في الجزائر موقعاً، يمثل قاعدة بيانات إلكترونية لتسجيل رغبات الطلاب الجامعيين الجدد، ممن تحصّلوا على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) في الدورة الأخيرة، في ظل مبادرات متعددة لمساعدتهم في اختيار الاختصاص المناسب لرغباتهم ومستوياتهم والمعدلات المحققة لكلّ منهم. ويودع الناجح الجديد في الثانوية العامة، بطاقة رغبات في الموقع، مبدياً فيها رغبته باختصاصات معينة، لتوجيهه إلى الاختصاص المناسب بحسب معدله.

في هذا الإطار، ما زال الطالب محمد حمية، الذي نجح في امتحان البكالوريا وكان منتسباً إلى إحدى مدارس العاصمة، يبحث عن اختصاص يناسب طموحه الشخصي. يرغب، وهو المغرم بقصص التاريخ وحقق مستوى جيداً في مادة التاريخ في امتحان البكالوريا، إذ كانت علامته 14.5 من عشرين. يقول حمية لـ"العربي الجديد" إنّه يسعى إلى التسجيل في اختصاص التاريخ والجغرافيا والعلوم الاجتماعية في الجامعة، أو في المدرسة العليا للأساتذة في العاصمة الجزائرية. يؤكد أنّه سيستشير عدداً من الأقارب ممن لديهم تجارب في الدراسة الجامعية لتحديد خياره، وإيداع بطاقة رغباته قبل بدء التسجيلات النهائية في الجامعة.

مثل محمد، يسعى معظم الطلاب الناجحين إلى إنهاء اختيارهم الأخير، والاستعداد للسنة الجامعية الأولى. وفي هذا السياق، أطلقت جمعيات ودور الشباب مبادرات لتنظيم لقاءات توعية للناجحين بخصوص الجامعة واختصاصاتها وطبيعة الدراسة فيها.




مباشرة بعد انتهاء فرحة البكالوريا، يبدأ الناجحون التفكير بالخيارات المستقبلية. يعاني عدد كبير من الطلاب من القلق بشأن التوجه الجامعي الصحيح، ويتخوفون من المغامرة في التسجيل في اختصاصات لا تتوافق مع سوق العمل. تؤكد الطالبة نادية لحسن أنّها تفكر في دراسة البيولوجيا لكنّها مترددة بسبب نقص المختبرات وضعف الاهتمام بالبحوث في الجزائر، وبذلك، ستستشير من تعرفهم من خريجي هذا الاختصاص.

في منطقة الشلف، غرب الجزائر، بادرت مجموعة من الطلاب الجامعيين إلى إطلاق موقع إلكتروني يتكفل بتوفير المعلومات للطلاب الجدد حول الاختصاصات الجامعية، والشروح اللازمة. الموقع واسمه "وجهني" أسسه علاء بدرار، وهو طالب في المدرسة العليا للإعلام الآلي، رفقة مجموعة من زملائه، وهدفه المساعدة في توجيه الطلاب الجدد. يقول بدرار لـ"العربي الجديد" إنّ الموقع ينطلق من هواجسه الشخصية التي أرّقته قبيل اختياره الاختصاص. يتابع: "انطلقنا في المشروع من منطق أنّ أهم أسباب النجاح في الحياة بصفة عامة هو اتخاذ قرارات صائبة، ووضعنا شعاراً للموقع، هو: اختيار ممتاز، مستقبل واعد". يتابع: "سنوياً، تجد أشخاصاً يعيدون السنة الدراسية، وآخرين يتوقفون عن الدراسة في منتصف العام لأنّ الاختصاص لم يعجبهم، وهو ما يعود في الأساس إلى اختيارهم الخاطئ منذ البداية".

يؤكد بدرار أنّه لاحظ اهتماماً وإقبالاً كبيراً على موقع "وجهني" من قبل الناجحين الجدد، فهو يوفر "قاعدة معلومات حول الاختصاصات الجامعية ومختلف الأقسام، ويسمح للطلاب الجدد بطرح الأسئلة، ليردّ عليها طلاب متطوعون. وقد استفاد عدد كبير من الطلاب من المبادرة لحسم خياراتهم الدراسية المستقبلية".

حتى يوم الإثنين الماضي، كان 97 في المائة من الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا، قد سجلوا رغباتهم في الموقع الإلكتروني للوزارة، بحسب ما أعلن وزير التعليم العالي، الطاهر حجار، الذي أشار الى أنّ "نسبة 3 في المائة المتبقية تمثل الطلاب المترددين أو الذين انتقلوا إلى مؤسسات وجامعات خاصة أو عسكرية، أو ممن اجتازوا امتحان شهادة البكالوريا لتحسين مستواهم، من دون أن يتحصلوا على نتيجة أفضل، وليست لديهم الرغبة في التسجيل في الجامعة". يؤكد حجار أنّ نتائج التوجيه الجامعي لكلّ طالب ستعلن بدءاً من يوم السابع من أغسطس/ آب الجاري، وذلك بعد انتهاء الفرق التقنية والفنية من معالجة مجمل رغبات الطلاب قبل أن تبدأ المرحلة الثانية من التسجيلات الأولية وإعادة التوجيه وإجراء الاختبارات والمقابلات في الفترة ما بين 8 و12 أغسطس، على أن تجري التسجيلات النهائية بين الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل والسادس منه.




بينما يفكر أغلب الناجحين الجدد في التوجه إلى الدراسة في الجامعات والمدارس العليا والمعاهد التقنية، يتوجه جزء آخر إلى المدارس العسكرية، لينضموا إلى الجيش والأمن الداخلي. تبادر مختلف مدارس التكوين العسكري البري والبحري والجوي والمدارس التقنية التابعة للجيش بتنظيم أبواب مفتوحة لتعريف الناجحين الجدد على الإمكانيات المتاحة للمنضمين إلى الجيش، وتغري هذه الإمكانيات كثيراً من العائلات لتشجيع أبنائها وبناتها على التوجه إلى السلك العسكري. فؤاد صاولي يخبر "العربي الجديد" أنّه يفكر في الانضمام إلى الدرك (قوى الأمن الداخلي) للاستفادة من تكوين جيد ومستقبل أكثر وضوحاً بالنسبة إليه مقارنة مع باقي المؤسسات الجامعية المدنية الأخرى.
المساهمون