حوادث المرور جنوب العراق... قاتل مسكوت عنه

11 مارس 2018
ثالث سبب للوفاة في جنوب العراق(فيسبوك)
+ الخط -


بعد العمليات الإرهابية والأمراض المتوطنة تعتبر حوادث المرور في جنوب العراق ثالث قاتل معلوم بين السكان. وتشير الأرقام الأخيرة إلى وفاة المئات من المواطنين بينهم نساء وأطفال جراء الحوادث التي تقع على طرق مدن جنوب العراق يومياً، دون أن تتخذ الحكومة أي إجراءات لمعالجة الموضوع.

وتعزو الجهات المتخصصة سبب حوادث المرور إلى تهالك البنى التحتية للطرق وقدمها، وانعدام الإشارات والعلامات المرورية، والتهاون في منح رخص القيادة، وعدم محاسبة من لا يحملها، فضلا عن رداءة السيارات المستعملة المستوردة من قبل تجار ووكلاء استيراد مقربين من الأحزاب، والتي تشوبها عادة عيوب كثيرة مخفية عن الشاري.

وأعلنت الشرطة العراقية اليوم الأحد عن وفاة ثلاثة مواطنين وجرح آخرين جراء انقلاب سيارتهم على طريق خارجي في مدينة ذي قار جنوبي العراق، وذلك بعد يومين فقط من وفاة ثمانية آخرين على الطريق الرابط بين البصرة وكربلاء بينهم امرأة وزوجها.

وتعد مدن جنوب العراق وهي البصرة وبابل وكربلاء والنجف وذي قار والقادسية والمثنى وميسان وواسط، أكثر كثافة بالسكان من مدن شمال وغرب العراق. وعلى الرغم من أنها ظلت مستقرة نسبيا طيلة سنوات ما بعد الاحتلال مقارنة بشمال وغرب ووسط العراق، إلا أنها ما زالت تعاني من سوء الخدمات العامة وتردي البنى التحتية كالطرق والجسور وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات وقطاعات أخرى مهمة كالتعليم والصحة.

ويكشف مسؤول في وزارة الصحة العراقية في بيان صحافي، عن وفاة أكثر من 1600 مواطن عراقي خلال عام 2017 وإصابة نحو 7 آلاف آخرين جراء حوادث المرور في عموم مدن العراق. ويشير إلى أن 500 إصابة انتهت بإعاقة دائمة غالبيتها في مدن جنوب العراق، في حين سجلت منذ مطلع العام الجاري وفاة 170 عراقياً بحوادث طرق.

نحو 7 آلاف إصابة بحوادث المرور في العراق عام 2017(فيسبوك) 





تشير تقارير رسمية لوزارة الداخلية العراقية نشرتها وسائل إعلام محلية عراقية إلى أن العراق شهد خلال السنوات العشر الماضية 66 ألف حادث مروري أدت إلى وفاة 22952 شخصاً، وإصابة أكثر من 70 ألفا آخرين بجروح متفاوتة.

ويبيّن نقيب المرور صالح الشمري لـ "العربي الجديد" أن "مدن جنوب العراق تعاني من تهالك الطرق الخارجية التي تعتمد في أغلبها على طريق واحد فقط للذهاب والإياب، ما يرفع نسبة احتمال التصادم، وهذا يحصل في أغلب الأيام، ويذهب ضحيته العديد من المواطنين يومياً".

إعاقات دائمة تنتج عن حوادث المرور (فيسبوك) 


ويقول الشمري "تهالك الطرق وعدم وجود العلامات المرورية التحذيرية على الطرق الخارجية، ووجود الحفر والمطبات نتيجة تآكل طبقات الإسفلت سببت أكثر حوادث الدهس والتصادم يومياً".

وكشف تقرير لوزارة الصحة عام 2015 أن حوادث المرور تصنف على أنها أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في العراق.

ويصنف خبراء الحوادث المرورية أن تلك الحوادث "حرب غير معلنة" على المواطنين، معتبرين أن نسبة الوفيات نتيجة تلك الحوادث في بعض مناطق العراق تفوق مثيلاتها الناجمة عن الحوادث الإرهابية.

ويقول خبير التخطيط الاستراتيجي مظفر الربيعي أن "الحوادث المرورية يمكن تسميتها بأنها حرب غير معلنة نتيجة الخسائر الفادحة التي تخلفها في الأرواح والممتلكات، وسببها الرئيس تهالك وتقادم الطرق الخارجية واعتماد حركة السير على خط واحد فقط يستخدم للذهاب والإياب، ما يجعل المسافة بين المركبات لا تزيد عن متر أو نصف المتر أحياناً".

أغلب الحوادث ناتج عن سوء أحوال الطرق(فيسبوك) 


ويوضح الربيعي لـ"العربي الجديد" أن "البنية التحتية من طرق وجسور في جنوب العراق متهالكة، وتعتمد على ما بني قبل عام 2003، ولا توجد علامات مرورية تحذيرية للسائقين فضلاً عن انتشار الحفر والمطبات في الطرق الخارجية وهذا تتحمله الحكومة أساساً".

ويشير إلى مسألة التهاون في منح الإجازات المرورية، وعدم محاسبة من لا يحملها، إضافة إلى الغش في مواصفات استيراد السيارات المستعملة".




طرق الجنوب الاخطر في العراق(فيسبوك) 



حسن الداوودي سائق شاحنة يقول لـ"العربي الجديد": "تعتبر الطرق في الجنوب من أخطر الطرق التي نمر بها في العراق ولا نكاد نصل إلى وجهتنا إلا بشق الأنفس، فالشوارع مليئة بالحفر التي يتفاجأ بها السائق، والطرق عبارة عن جانب واحد يستخدم للذهاب والإياب فيقع التصادم لا محالة".

واحتل العراق النسبة الأعلى بين دول العالم بعدد الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية، التي وصلت إلى 5789 حالة وفاة، ضمن تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية عام 2015.
دلالات
المساهمون