المعمّرون الخارقون يتمتعون بحياة اجتماعية أفضل

27 فبراير 2018
هل يتمتع بعلاقات اجتماعية قوية؟ (كريستوفر فورلونغ/ Getty)
+ الخط -

قد تكون الصداقات الجيدة والدافئة مفتاحاً حيوياً للتراجع البطيء في الذاكرة والإدراك لدى كبار المعمرين من أصحاب الذاكرة الحادة، أو من يطلق عليهم "المعمرون الخارقون". هذا ما كشفته دراسة جديدة صادرة عن جامعة نورث ويسترن الأميركية.

كانت البحوث السابقة تركز على الاختلافات البيولوجية لدى كبار المعمرين الذين تبدأ أعمارهم من فوق الثمانين عاماً، والتعويل عليها كسبب للقدرات التي يتمتعون بها، ومنها اكتشاف أن القشرة الدماغية لديهم أكبر من نظرائهم من ذوي العمر نفسه، وأحياناً بعض متوسطي العمر الذين لا يتمتعون بنفس القدرات المعرفية.

تقول إيميلي روجالسكي المؤلفة الرئيسية للدراسة، والأستاذة المساعدة في مركز علم الأعصاب الإدراكي وأمراض ألزهايمر في الجامعة: "لستَ مضطراً أن تعيش حياة الحفلات والتجمعات لتتمتع بهذه الخصائص، ولكن الدراسة هذه تدعم النظرية القائلة بأن الحفاظ على شبكات اجتماعية قوية يبدو مرتبطاً بالنجاة من تباطؤ الإدراك المعرفي، أو تدهور الذاكرة".

أجاب المشاركون في البحوث على استبيان مكون من 42 بنداً يدرس ستة جوانب من علامات الرفاه النفسي، وهي: الاستقلال الذاتي، والعلاقات الإيجابية مع الآخرين، والتحكم في البيئة المحيطة، والنمو الشخصي، والغرض في الحياة، وقبول الذات. وسجل المعمرون الخارقون متوسطاً شاملاً بنتيجة 40 درجة في العلاقات الإيجابية مع الآخرين، بينما سجلت المجموعة الضابطة 36 درجة، وتقول روجالسكي أن هذا الفارق كبير وملحوظ.


وفي تحليلها لنتائج الاستبيان تقول محررة الدراسة "أماندا كوك"، وهي طالبة دكتوراه في علم النفس العصبي الإكلينيكي بالجامعة إن "هذه النتيجة مثيرة بشكل خاص باعتبارها خطوة نحو فهم العوامل الكامنة وراء الحفاظ على القدرة المعرفية في السن المتقدمة، وخاصة تلك التي قد تكون قابلة للتعديل".

وقد أظهرت دراسات بحثية أخرى انخفاضاً في الشبكات الاجتماعية لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر والضعف الإدراكي المعتدل، في حين لاحظت الدراسات السابقة أن الرفاه النفسي في سن الشيخوخة يترافق مع انخفاض خطر الإصابة بخرف ألزهايمر.

تضيف روجالسكي أنه "ليس من السهل القول إن كان لديك شبكة اجتماعية قوية، فلن تصاب أبداً بمرض ألزهايمر، ولكن إذا كانت هناك قائمة من الخيارات الصحية يمكن للمرء أن يتخذها، مثل تناول نظام غذائي معين وعدم التدخين وغيره، فإن الحفاظ على الشبكات الاجتماعية القوية قد يشكل عنصراً مهماً في تلك القائمة".
المساهمون