دنيا طحيبش تحلم أن تصير لاعبة كرة قدم

10 ديسمبر 2018
خلال أحد التدريبات (العربي الجديد)
+ الخط -


في بعض المجتمعات، ربّما تكون لعبة كرة القدم محصورة بالشبان فقط، علماً أن هذه اللعبة تستهوي فتيات كثيرات، إلا أنهن قد يمتنعن عن ممارستها بسبب تقاليد المجتمع. قليلات قد يثرن على هذه التقاليد ويجابهن المجتمع في محاولة لإثبات أنفسهن. دنيا طحيبش (19 عاماً) لم تجد عملاً بعدما أنهت دراسة المحاسبة والمعلوماتية لمدة ثلاث سنوات في إحدى المهنيات في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، والسبب أنها فلسطينية. لكنها لم تتقدم لإجراء امتحانات الشهادة الرسمية في التعليم المهني، بسبب ظروف خاصة.

دنيا تنحدر من بلدة عمقا في فلسطين، وتعيش مع أسرتها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. لطالما حلمت بأن تكون لاعبة كرة قدم مشهورة. منذ كانت في التاسعة من عمرها، أحبت اللعبة. تقول: "بدأت اللعب حين كنت في المدرسة، وقد دربني أستاذي معين الجشي، بعدما لاحظ مهارتي في اللعب ومدى حبي للعبة".

وبسبب التدريب، تطورت مهاراتها في اللعب، وتابعت تدريباتها. تقول: "ما من شيء قد يمنعني من تحقيق حلمي. أرغب في تمثيل بلدي فلسطين في المحافل الدولية. لأني فلسطينية، لا يحق لي اللعب ضمن فريق لبناني، ما يعوق تطوري، ويحد من إمكانية مشاركتي في اللعب مع فرق مشهورة. حتى في الرياضة، نمنع من تحقيق أحلامنا. كلّ ما نريده هو الحق في الحياة والعيش مثل بقية الناس".



تتابع دنيا: "في البداية، عندما قررت الالتحاق بفريق لكرة القدم، واجهتني مشاكل عديدة، في ظل تقاليد المجتمع الذي أعيش فيه. من المعروف أن لعبة كرة القدم هي للصبيان فقط، لكن هذا المفهوم خطأ، إذ ليس هناك أي عائق قد يمنعني من ممارسة هذه اللعبة التي أحب. حاولت شرح الأمر مراراً للآخرين. لكن بعد ذلك، صممت على المضيّ في ممارسة اللعبة، وقد لمست تشجيعاً من أهلي. لديّ قناعة بأنه يجب أن أعيش حياتي كما يحلو لي".

دنيا كانت تحلم بالسفر إلى خارج لبنان حتى تتمكن من تحقيق حلمها وتصير لاعبة مشهورة. تقول: "في لبنان، لا ألقى تشجيعاً، ولا أستطيع الالتحاق بأي فريق لبناني لكوني لاجئة فلسطينية".

دنيا والكثير من أبناء جيلها، يعانون بسبب حرمانهم من حقوقهم المدنية والاجتماعية. أحلام دنيا
كبيرة، وتبذل ما في وسعها لتحقيقها. تتمنى أن يحالفها الحظ وتتمكّن من السفر إلى خارج لبنان. تدرك أنها لن تستطيع تحقيق ما تحلم به في بلد لا يمنحها حقوقها الأساسية للعيش.
المساهمون