الجيش العراقي يفرض إقامة جبرية على آلاف النازحين شرقي الفلوجة

05 نوفمبر 2018
نازحون في الحبانية (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -


لليوم الخامس على التوالي، تفرض القوات العراقية إقامة جبرية مفاجئة على مخيم النازحين الواقع في بلدة الحبانية بمحافظة الأنبار (25 كلم شرقي الفلوجة)، ما دفع النازحين إلى توجيه نداءات استغاثة إلى منظمات دولية ومحلية.

ووفقا لمصادر محلية عراقية، فإن الجيش والشرطة أغلقا المخيم، وطلبا من آلاف النازحين المكوث فيه وعدم الخروج دون الإفصاح عن السبب، رغم عدم توفر ما يغنيهم عن الخروج منه خصوصاً الأدوية والوقود مع اشتداد البرد ومواد لازمة أخرى.

وقال علاء حميد، وهو أحد سكان مخيم الحبانية، إن قوة عراقية كبيرة من الجيش والشرطة، وفوج طوارئ الأنبار، طوقت المخيم منذ خمسة أيام، موضحا في اتصال مع "العربي الجديد"، أن القوات العراقية منعت الدخول والخروج من المخيم.

وأضاف أن "القوات التي تحاصرنا تبرر ذلك بقولها إنها تقوم بإجراءات أمنية مؤقتة للتأكد من السلامة الأمنية لسكان المخيم"، مؤكدا أن هذا الأمر أضر كثيراً بالوضع المعيشي والصحي للنازحين.

وتابع "اعتاد أغلب رجال وشباب المخيم الخروج صباح كل يوم، والذهاب إلى المدن القريبة كالفلوجة والرمادي لكسب قوتهم اليومي"، مبينا أن حياة هؤلاء معطلة منذ خمسة أيام.

ولفت إلى قيام عناصر أمن باقتحام عدد من كرفانات النازحين في ساعات متأخرة من الليل، واعتقلوا عدداً من الأشخاص المشتبه بهم، مطالبا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والحكومة المحلية في الأنبار، والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل لوضع حل للازمة المتفاقمة داخل مخيم الحبانية.

وقال سعد عبد الله الذي يسكن مدينة الفلوجة إن اثنين من أشقائه مع عائلتيهما محاصران داخل مخيم الحبانية، مؤكدا لـ "العربي الجديد"، أن أطفال الأسرتين تعرضوا لظروف صحية سيئة، بسبب مداهمة الشتاء للمخيم، وعدم القدرة على الخروج لشراء ملابس واحتياجات الشتاء.

وأضاف أن "النازحين الذين ما زالوا في المخيمات لا يرغبون ببقائهم هناك"، موضحا أن الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي تسببت بتدمير منازل أغلبهم بالكامل، ما دفعهم للبقاء في المخيمات على أمل الحصول على تعويضات في موازنة الدولة للعام المقبل لإعادة بناء أو ترميم بيوتهم.

وأكد المسؤول المحلي السابق في الأنبار عماد العسافي، أن "التعامل مع مخيم للنازحين بهذه الطريقة أمر مرفوض، لا يمكن لأحد أن يقبله"، مبينا في حديث لـ "العربي الجديد" أن جميع الأسر الموجودة فيه تعرضت لظروف أمنية واجتماعية صعبة، ولا تحتمل المزيد من التضييق".

وتابع "إذا كان القصد من ذلك هو الضغط على النازحين من أجل مغادرة مخيم الحبانية، فإن هذا التصرف أمر مرفوض وخاطئ أيضا"، لافتاً إلى أن أي حديث عن إعادة النازحين يجب أن يكون مسبوقا بحملات إعمار وتعويض، من أجل ضمان حصول النازحين العائدين إلى مناطقهم على أماكن صالحة للعيش، لا سيما مع الخراب الكبير الذي تعرضت له مدن وقصبات محافظة الأنبار، نتيجة للحرب الشرسة على تنظيم "داعش".
المساهمون