بذور القطن... غذاء غنيّ بالبروتين

19 أكتوبر 2018
إنّه موسم قطاف القطن (هشام الشريف/ Getty)
+ الخط -

يلهو الصبيّان المصريّان وهما يقطفان القطن في واحد من تلك الحقول الشاسعة. إنّه موسم القطاف، فتنخرط فيه العائلات المصرية بأكملها، أو تُستخدم اليد العاملة الصغيرة.

في بقاع كثيرة من العالم، كما هي الحال في مصر، ينهمك المزارعون في قطاف القطن الذي تبيّن أخيراً أنّ بذوره قد تصير في يوم غذاءً غنياً بالبروتين للإنسان، فتفيد خصوصاً بلداناً تزرع هذا الجنس النباتي ويعاني أهلها من سوء التغذية. وكانت جهات في الولايات المتحدة الأميركية قد مهّدت السبيل أمام زراعة قطن معدّل وراثياً للإنسان أن يتناول بذوره، حين رفعت هيئة الرقابة على الصحة الحيوانية والنباتية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية حظراً على زراعة النبات الذي طوّره علماء في جامعة "تكساس إيه إند إم".

في الوقت الحالي، لا يمكن استخدام بذور نبات القطن المعدّل كغذاء للإنسان ولا كعلف للحيوان في الولايات المتحدة، لأنّ إدارة الغذاء والدواء (إف دي إيه) لم تجز ذلك بعد. ومن المتوقّع أن تستخدم بذور القطن من ضمن أمور أخرى، كعلف للحيوانات التي تملك معدة متعدّدة الأقسام مثل المواشي والأغنام. لكنّ بذور القطن العادية غير مناسبة كغذاء للإنسان لا كعلف لعدد كبير من الحيوانات لأنّها تحوي نسباً عالية من مادة "غوسيبول" الكيميائية السامة.




يقول خبير تكنولوجيا النبات الحيوية كيرتي راثور الذي قاد فريق الباحثين في مجموعة "أغريلايف" للأبحاث في جامعة "تكساس إيه أند إم"، إنّ "مذاق بذور القطن الخالية من مادة غوسيبول يشبه مذاق الحمّص بالنسبة إليّ، ومن الممكن استخدامها بسهولة لصنع طحينة لذيذة". يضيف بحسب ما تنقل وكالة "رويترز" أنّه "بعد فصل زيت بذور القطن المعدّل الذي يمكن استخدامه في الطهو، فإنّ ما يتبقى والغنيّ بالبروتين ينطوي على فوائد عدّة، إذ يمكن تحويله إلى دقيق يستخدم في إعداد الخبز والحلوى الغنيّة بالطاقة، في حين يمكن تحميص البذور وتمليحها كوجبة سريعة أو صنع ما يشبه زبدة الفول السوداني". ويؤكد راثور أنّه "في حال استخدمت كلّ بذور القطن التي ينتجها العالم حالياً كغذاء للإنسان، فإنّها قد توفّر كميّة البروتين اللازمة يومياً لنحو 575 مليون شخص".
دلالات
المساهمون