جامعة عراقية تعرض على طلابها هذه الوظائف: عامل فلافل وحمّال بضائع

30 يناير 2018
أثار الإعلان جدلاً واسعاً بين الطلاب (فيسبوك)
+ الخط -

أثار إعلان منسوب لكلية الآداب في جامعة بابل العراقية سرّبه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً في الشارع العراقي وبين الشباب، على وجه الخصوص لعرضه وظائف وصفها الطلاب بالغريبة والمدمرة لمستقبلهم وسنوات تحصيلهم.

وجاء في إعلان الجامعة: "تعلن عمادة كلية الآداب جامعة بابل/وحدة التوظيف والتأهيل والمتابعة عن توفر فرص عمل في القطاع الخاص ومن كلا الجنسين ممن لديهم الخبرة في العمل، فعلى الراغبين بالتقديم الحضور إلى مقر الوحدة في عمادة الكلية".

ومن بين الوظائف التي يعرضها الإعلان "بائع وعامل فلافل وحمّال بضائع ومندوب مبيعات، وعامل في صالة مطعم، وغيرها من المهن التي تعرضها الجامعة على طلبتها الذين تخرجوا منها في السنوات السابقة ويبحثون عن عمل".

وقال هيثم الشيباني (23 سنة)، وهو أحد الخريجين الجدد من الجامعة لـ"العربي الجديد"، إنّ "العمل ليس عيباً، ولكن العيب أن تعلن جامعة تُخرّج كل عام مئات الطلاب عن وظائف لا تناسب هذه الفئة، وتثبت أننا نقضي سنوات عمرنا في الجامعة بلا فائدة، لأن مصيرنا البطالة أو العمل في مهن لا تناسبنا".

وأوضح الشيباني أنه "كان على رئاسة الجامعة وعمادة الكلية أن تحترم طلبتها وطالباتها ولا تنحدر إلى هذه الطريقة في الإعلان عن الوظائف للخريجين، فهل يعقل أن تعرض على طلبتها وطالباتها وظائف في صناعة أكلة الفلافل الشعبية أو تحميل وتفريغ البضائع أو الحدادة مثلاً؟".


وما إن نشرت عمادة الكلية الإعلان على صفحتها الرسمية، حتى أنهالت التعليقات الساخرة من الطلاب والناشطين، ما أضطر الكلية إلى التعليق بتبرير لم يقنع المعلقين.

 
ووفقا لحساب عمادة كلية الآداب بجامعة بابل على "فيسبوك"، فقد ردت على منتقديها بالقول: "الكلية غير مسؤولة عن نوع الوظائف وإنما طبيعة عمل وحدة التأهيل والتوظيف والمتابعة يشمل دورات مجانية بشهادات للخريجين العاطلين عن العمل تُعتمد في السيرة الذاتية ".

وأضافت عمادة الكلية: "تعتمد هذه الشهادات في السيرة الذاتية أثناء التقديم على أي وظيفة حكومية مع هويات خاصة، ومتابعة القطاع الخاص حول توفر أعمال شاغرة عموماً وليس خصوصاً ".

لكن هذا التبرير لم يقنع الطلاب والطالبات الذين ردوا عليه ساخرين معتبرين أنه ما كان عليها أن تتبنى هذا النوع من الوظائف لأنها لا تليق بالخريجين، على حد تعبيرهم.

وكتب الطالب علي الطائي: "يجب إلغاء الكلية بشكل نهائي فلا فائدة فيها، ما دامت تعلن عن وظائف في الحدادة وطبخ الفلافل والتحميل والتفريغ على طلابها وطالباتها، إذن لماذا نستمر في دراستنا إذا كان مصيرنا في هذه الوظائف مع احترامنا للعمل وشرفه في المهن المعلن عنها".

بدورها أكدت الطالبة نسرين العلي: "نحن لا نعترض على نوع العمل وكل الأعمال مشرفة، ولكن الطالب يدرس في الكلية أربع سنوات حتى يتخصص في مجال دراسته، فما الفائدة من دراسته إذا لم يستثمرها في ميدان عمله؟".

وعلّق الطالب مروان الفتلاوي على إعلان الكلية قائلاً: شكراً لكل حرف تعلمته، شكراً لكل صمونة (خبزة) أكلتها.. ما هكذا تورد الإبل.. هل يحتاج خلفة الصمون (صانع الخبز) إلى شهادة باللغة العربية وآدابها؟

ويعاني الخريجون في العراق من عدم توفر وظائف لتخصصاتهم المختلفة، وخاصة في العلوم الإنسانية، ولم يعد بمقدور خريجي المعاهد والكليات في العراق الحصول على وظيفة، ما دفع كثيراً منهم إلى مغادرة البلاد بحثا عن فرصة عمل، إلى جانب الأمان الذي افتقدوه في بلدهم.

ويقدر الخبراء نسبة البطالة في العراق بنحو 59 في المائة من حجم القوة العاملة في البلاد والبالغة 31 في المائة ضمن ما يعرف بالبطالة المؤقتة، وتبلغ نسبة البطالة المقنعة نحو 43  في المائة حسبهم.

وما زاد من يأس الطلاب الخريجين هو قرار وزارة المالية إيقاف التعيينات لعام 2018 إلى إشعار آخر، بسبب ما وصف بتقليص نفقات ميزانية الدولة نتيجة القروض المتراكمة على البلاد والتي استدانها العراق من صندوق النقد الدولي.


وتراجع المستوى التعليمي في العراق بعد عام 2003، نتيجة سيطرة الأحزاب الدينية على مفاصل المؤسسات التعليمية، وانتشار الفساد المالي والإداري في مفاصل الدولة عموماً فتراجعت نسبة النجاح وارتفعت نسبة الرسوب في كافة المراحل الدراسية.

دلالات
المساهمون