مؤتمر للتوعية بأعراض وأخطار مرض الباركنسون في الناصرة

13 سبتمبر 2017
رفع درجة الوعي بمرض الشلل الرعيش (العربي الجديد)
+ الخط -

شارك عشرات الأطباء العرب وممرضون ومعالجون في مجال الصحة وعائلات المرضى، مساء أمس الثلاثاء، بمؤتمر عن مرض "الباركنسون" الشلل الرعاش في مدينة الناصرة.


وافتتح المؤتمر الطبيب زياد محاميد، وهو طبيب باطني وأحد المبادرين من أجل رفع الوعي العام ولفت اهتمام الأطباء بهذا المرض، وقال محاميد الذي ترأس المؤتمر لـ "العربي الجديد" " أنا ناشط في مجموعة تابعة للأمراض المستعصية وجمعية الباركنسون في الناصرة، وهذه أول مرة يجري فيها الاهتمام بعقد مؤتمر عن المرض باللغة العربية".

وعرّف محاميد "الباركنسون"، بأنه مرض الشلل الرعاش الذي يفتقد معه الجسم القدرة على التحكم بالعضلات، جراء نقص مادة الدوبامين في الدماغ، وهذا النقص يزداد سنة بعد أخرى، ويعيش المريض في حالة إعاقة صعبة وفي النهاية قد يموت من أسباب ثانية مثل مرض الخرف "الالتسايمر" .

وأضاف "يسبب مرض الشلل الرعاشي فقدان القدرة على الحركة، وتكون البداية في الأطراف ومن ثم في العضلات الداخلية، البلعوم وحجاب الحاجز، ويموت المصابون به بطريقة مؤلمة جدا".

وبلغة الأرقام، قال محاميد، إن النسبة العامة للمصابين بهذا المرض، لا تتعدى واحداً من كل عشرة آلاف، لكن لدى المتقدمين في السن بين 60 و70، فإن نسبة المرض هي واحد بالمائة، وبين 70 و80 اثنين بالمائة، وبين 80 و90 أربعة بالمائة.



وأشار إلى البحث الذي قام به طبيب الأعصاب رفيق مصالحة، حيث كشف العلاقة بين مرض الباركنسون والمواد الكيميائية التي تستخدم في تسميد النباتات بمنطقة باقة الغربية في المثلث الجنوبي، ولاحظ أن هناك نسبة أعلى للمرض.

ولفت المتحدث إلى أن هذا البحث  واجه مشاكل مع وزارة الصحة، لكنه مكن ولو بشكل نسبي من فهم أسباب المرض، وارتباطه بالبيئة، في ظل غياب أي دراسات أو إحصائيات مفصلة عنه.

غياب إحصائيات عن مرض الباركنسون (العربي الجديد)


من جهته، أفاد عماد خلايلة، وهو استشاري طبي، أنّ " المبادرة بدأت قبل شهرين، بعد أن رأينا أنه لا يوجد في المجتمع وعي كاف بالمرض، حتى عند المرضى الذين يجهلون الوجهة التي ينبغي أن يسلكوها عند ظهور أعراض مرض الشلل الرعاشي. ومن هذا المنطلق، فإن الهدف اليوم هو التوعية والتعريف بهذا المرض، وكيفية التعامل مع المصابين به، والدعم الذي يحتاجونه من الأسرة والمحيط، لافتاً إلى أن المؤتمر سيسمح أيضاً بجمع معطيات وإحصائيات عن مدى انتشار المرض في المجتمع. 

وتحدث النائب جمعة الزبارقة، عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عن نواقص علاج المرض قائلاً "في الناصرة لا يوجد أطباء مختصصون في مرض الشلل الرعاشي، وعلى المرضى أن يقصدوا مركزا في تل أبيب من أجل العلاج، كما أننا نفتقر إلى ممرضات ومعالجات في النطق والحركة أيضا".

وأضاف "الدولة لا تهتم كثيرا بهذا المرض ولا مضاعفاته، عدا أن هناك يوما لمرض الباركنسون تم تحديده في تاريخ 11 أبريل/نيسان في الكنيست مثل ما يوجد يوم لمحاربة التدخين، كما نفتقر إلى صناديق خاصة بالمرضى، لا إحصائيات دقيقة عنهم، كما أن وزارة الصحة لا توفر إلا عددا محدودا من اللقاءات والحصص العلاجية للحركة والنطق والعلاجات التي لا تكفي، بالإضافة إلى تذبذب الوعي داخل المجتمع العربي عن هذا المرض وتطوراته، داعيا إلى أن لا يكون هذا المؤتمر الأخير من أجل تضافر الجهود لرفع الوعي بهذا المرض.

ولم تخف سلام ياسن من منطقة زيمر في المثلث الشمالي معاناة والدتها مع مرض الشلل الرعاشي قرابة عشرين عاما، وقالت "في البداية كان التعامل مع المرض دون أدوية ممكنا، وبعد عشر سنوات تطور بطريقة تدريجية، زادت من حدته معاناتها مع القلب، الأمر الذي أدى إلى انخفاض وزنها، وفقدان القدرة على الحركة، لا تستطيع أن تمسك الكأس لتشرب وحتى البلع صعب جدا عليها. اليوم في مراحل متقدمة جدا من المرض حتى الدواء لا يساعدها جدا. جميع العائلة مجندة لمساعدتها لمدة 24 ساعة".

دلالات
المساهمون