400 شخص ضحايا جرائم الشرف في الهند منذ 2014

09 اغسطس 2017
جرائم قتل كثيرة تحدث في الخفاء(فرانس برس)
+ الخط -


قلّل ناشطون من دقة بيانات الشرطة الهندية التي سجلت مقتل 400 شخص غالبيتهم من النساء في "جرائم شرف" منذ عام 2014، معتبرين أن جرائم ذات صلة بهذا التصنيف تحدث في الخفاء ولا تلحظها البيانات الرسمية. ويتزامن ذلك مع إعلان الشرطة عن افتتاح خط ساخن لتلقي شكاوى الأفراد والأزواج الذين يشعرون بالقلق على حياتهم من أسرهم في هذا الإطار.

وافتتحت الشرطة الهندية في جنوب الهند خطاً ساخناً لمنع "جرائم الشرف" وهي المبادرة الأولى من نوعها في البلاد، وتهدف إلى حماية المتزوجين من طوائف وأديان مختلفة ويخشون من القصاص العائلي.

وأشار موقع "تومسون رويترز" أمس الثلاثاء، إلى تأكيدات الشرطة الهندية بأن الخط الساخن مجاني، ومرتبط بفريق استجابة عاجل يتخذ إجراءات في الحالات التي يشعر فيها الزوجان بالتهديد من جانب أسرتيهما.

وقال ماهيش كومار أجاروال، مفوض شرطة مادوراي في ولاية تاميل نادو: "الخط الساخن سيعمل على مدار الساعة، 7 أيام في الأسبوع، وتوصلنا إلى إجراءات موحدة تستخدم في كل حالة".

ولقي نحو 400 شخص معظمهم من النساء مصرعهم في جرائم الشرف في الهند منذ عام 2014، وفقاً للبيانات الحكومية. وعادة ما يتم تنفيذ عمليات القتل من قبل أفراد العائلة الذين يعتقدون أن العلاقة أو الزواج جلبا "العار" على مجتمعهم.

لكن ناشطين يقولون إن جرائم الشرف ترتكب ولا يبلغ عنها، والأرقام الرسمية المعلنة لا تعبر عن الواقع الفعلي لتلك الجرائم، كما أن عمليات قتل يجري طمسها وجعلها تبدو كأنها حالات انتحار، ويجري تغيير موقع الجريمة لتظهر الضحية كأنها انتحرت شنقاً أو تجرعت السم.





وذكرت صحيفة "التايم" الهندية في مارس 2016 أن 81 جريمة شرف ارتكبت في تاميل مادو منذ يوليو 2014، وإن 80 في المائة من الضحايا هن من الإناث.

وعلى الرغم من تزايد نزعة الانفتاح في الهند، فإن اختلاط الطبقات أو الأديان المختلفة لا يزال من المحرمات في الزيجات الهندية، ليس فقط بين سكان الريف، بل حتى بالنسبة للأسر الحضرية الفقيرة.


وجاءت مبادرة شرطة مادوراي في أعقاب أمر أصدرته المحكمة العليا في مدراس العام الماضي دعا إلى إنشاء وحدات شرطة متخصصة للتعامل مع شكاوى من "الأزواج الذين يعبرون عن خوفهم من التصفية البدنية" من جانب الآباء والأقارب والخاب بانشيات (تنظيم عشائري في شمال الهند لا ينتمي للمجالس المحلية المنتخبة وإنما له تأثير اجتماعي كبير) الذين وضعوا القواعد في القرى.

وأوصت المحكمة بتوفير المأوى المؤقت من قبل الدولة للأزواج الذين يشعرون بالخطر، وتقديم المشورة لأفراد الأسرة الذين يعارضون الزواج.

أصدرت الأمر بعد الكشف عن حالة رجل أحب فتاة من الطبقة العليا في عام 2014 وتزوجها، لكن الزواج من طبقتين اجتماعيتين مختلفتين عرّضه للقتل أولاً، ثم قُتلت الفتاة في وقت لاحق.

وسجلت 47 حالة قتل بدافع الشرف بين عامي 2010 و2015 في مقاطعة تاميل نادو وحدها، وفقاً لأوراق المحكمة.

وقال ك.سامويلراج، وهو ناشط من مجموعة تناهض جرائم الشرف في الولاية: "إن خط المساعدة هذا يمثل تطوراً إيجابياً".

وأضاف "لكن هذه الخطوط الساخنة المجانية يجب أن تنتشر في جميع أنحاء الولاية، ونحن ندعو إلى إقامة وحدات خاصة في كل منطقة لضمان حماية الأزواج وضمان بقائهم على قيد الحياة".


(العربي الجديد)



دلالات
المساهمون