عصابات منظمة تحرق الغابات والمحميات الطبيعية في محيط مصياف السورية

05 يوليو 2017
النيران التهمت مساحات واسعة من الأراضي (فيسبوك)
+ الخط -
اندلعت، أمس الثلاثاء، حرائق ضخمة في غابات سورية تحيط بمدينة مصياف السورية في ريف حماة، التهمت مساحات خضراء واسعة، ولا تزال النيران مشتعلة حتى اليوم.


وأكدت مصادر محلية في المدينة لـ"العربي الجديد" أن الحرائق مفتعلة حتماً، وأنها تكررت كثيراً خلال السنتين الماضيتين، في ظل الفلتان الأمني الذي تعيشه المنطقة وغياب سلطة القانون.


وقال أبو خالد، وهو أحد أهالي مدينة مصياف، "إن الحرائق تزامنت مع موجة حرّ شديدة تضرب المنطقة، ما ساهم في صعوبة إخمادها". وأضاف "في كل مرة يختارون وجود موجة حر لافتعال حريق، ما حدث بالأمس كارثة حقيقية بالنسبة لأهالي المدينة، فالحريق أتى على واحد من أجمل الجبال المحيطة، وعلى غابة رائعة في منطقة تعرف بنبع الوراقة، وصولاً إلى قرية البيضا، والتي كانت متنفساً لمصياف وجميع المدن المحيطة".


وأردف "حين رأى الأهالي الحرائق تمتد خرجوا طوعاً رجالاً ونساء للمساعدة في إطفائها، بقي كثيرون يحاولون إطفاء النار حتى السادسة صباحاً، وسط عجز الإطفائية ودائرة الأحراج عن تدارك الموقف، فلم يعد هناك شباب متطوعون في الإطفاء كما السابق، معظم الشباب في المنطقة زجوا في الجبهات مع جيش النظام".



من جانبه، أوضح أبو عمار، وهو موظف متقاعد من مديرية الزراعة، أنه "وسط الفلتان الأمني وانتشار المليشيات والعصابات وغالبيتها من طائفة السلطة الحاكمة، باتوا يفتعلون الحرائق أكثر من السابق، خاصة في الصيف حين تكون درجات الحرارة مرتفعة، بهدف تحطيبها الذي سيدر عليهم الملايين، ووضع يدهم عليها واستغلالها لبناء مشاريع سكنية. على أرض الواقع لا يجرؤ أحد على محاسبتهم، لا مواطن ولا شرطة ولا أي أحد، المناطق التي تحرق ممتدة بين المدينة والقرى المحيطة بها، والتي تقطنها غالبية من الطائفة الحاكمة".




وأضاف "منذ بدء الثورة عاد كثيرون إلى قراهم، حتى القرى الصغيرة باتت تعج بالسكان، وبذلك وجد تجار الأزمة في هذا الوقت فرصة ملائمة، وباتوا يحرقون الجبال ليخلقوا توسعاً عمرانياً لهذه القرى، ويتاجروا بحطبها".




أما عبد القادر، وهو أحد أبناء المدينة، فيؤكد أن التعدي على هذه المناطق الخضراء ليس جديداً لكنه الأسوأ. ويقول: "في السابق كان مفتعلو الأذى يستغلون وجود قانون يمنح الأرض لمن يزرعها، فكانوا يستولون على غابة ما يزرعوها شجراً ينمو بسرعة كالرمان والجوز، ثم يقطعون شجر الدلب والسرو والصنوبر القديم جداً، وبعد خمس سنوات يرفعون دعوى قضائية، يدعون فيها أنهم يرعون هذه الأرض منذ زمن طويل، وبذلك يتملّكونها. وفي أحيان أخرى كان بعضهم يفتعل حرائق في هذه الغابات بدافع التحطيب، إلا أن دائرة الإطفاء التابعة لمديرية الزراعة كانت قادرة على السيطرة على هذه الحرائق".

وتعد المنطقة إحدى أجمل المناطق الطبيعية السورية وتضم محميات طبيعية، وتمتد من مدينة مصياف باتجاه مدينة طرطوس من جهة وباتجاه القدموس وبانياس من جهة أخرى، وهي عبارة عن غابات كثيفة ومناطق طبيعية ساحرة وشلالات، وتتوزع بينها قرى صغيرة.

يردف عبد القادر "كثير ممن يملكون كروم تين وزيتون في هذه المناطق ما عادوا يجرؤون على الخروج إليها أو قضاء أيام فيها، بسبب حالة الفلتان الأمني، وكثرة حالات الخطف، ومعظم عصابات الغابات من المليشيات التي جندها النظام للقتال في صفه لا يردعها شيء، وباتت تؤذي البشر والطبيعة".



المساهمون