حملة توعية ضد السرطان في الجزائر

27 يوليو 2017
يحتاج المريض إلى الدعم والسند (Getty)
+ الخط -

يشارك آلاف الجزائريين من الأطباء وطلاب الجامعات وأعضاء في جمعيات المجتمع المدني وإعلاميين ومثقفين في حملة توعية بداء السرطان، أرادوا لها أن تنتشر في المدن والقرى لخطورة الوضع الصحي الذي يعاني منه الآلاف.
 

تقول عضو الحملة صورية بورويلة لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجميع مطالب بالانخراط في مثل هذه الحملات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، مضيفة أنها تشتغل على الموضوع منذ سنوات وتتابع تطور المرض، خصوصاً عند النساء، مشددة على ضرورة التوعية مع المتابعة النفسية التي تظل غائبة في المحيط الأسري وفي عمق المجتمع الجزائري.

خطورة انتشار داء السرطان في أوساط الشباب والنساء لا ينكرها المتخصصون من أطباء ومتابعين لملف تطور انتشار هذا المرض، وكيف أنه يجهض أحلام الشباب لحظة اكتشاف الداء لتبدأ الخطوات من أول كشف طبي إلى رحلة البحث عن علاج.

ويؤكد القائمون على الحملة أن الأرقام لا تكشف حقاً خطورة الداء بوجود كثر من 8 آلاف حالة سرطان تسجل سنوياً في الجزائر، وهي الحالات التي تبحث عن علاج في سبعة مراكز مخصصة للعلاج، متسائلين هل يكفي هذا العدد القليل لمراكز استقبال المرضى وهل يمكننا إيقاف زحف المرض الخبيث.



بادرة أمل يصنعها بعض من أعضاء الحملة التي يشهدها محيط ساحة أول مايو بقلب العاصمة الجزائرية، وهي الساحة التي لا تبعد عن مركز حكومي لعلاج مرض السرطان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، حيث يتحدث بعض من المشاركين عن صعوبة تقبل المرض، فيما يناقش آخرون مسؤولية الجميع لمكافحته.

فيما اختار بعض المشاركين أن يتحدثوا عن معايشتهم مرض أحد أفراد العائلة، مثلما يقول حمزة عقون لـ "العربي الجديد"، إنّ "الفارق في المواقف اتجاه المريض، خصوصاً إذا كان من أفراد العائلة، هو كيف تتعايش معه عن قرب"، مضيفاً بأن معاناة أي شخص في الأسرة تفرض التفاف الجميع حوله من إخوة ووالدين، وخصوصاً الزوجة إن كانت مصابة بسرطان الثدي، لافتا إلى أن "المحيط يطوق آلام المريض وينعش آماله في اجتياز المرض وتعزيز ثقافة التمسك بالحياة".

وواصل قائلاً "بإمكان الجميع مد يد تقرب مريضنا من أفق مشرق وتجعله في نضاله ضد المرض لا ينحني".

بدورها تحدثت الدكتورة نورة بلهاني عن هذه المبادرة التوعوية التي أطلقها ناشطون قائلة إن "هذا المرض لا يعني الموت، لأن هناك أمراضاً قاتلة على الرغم من أنها بسيطة أو حتى حوادث سير عابرة تؤدي للوفاة بسرعة، داعية إلى بث ثقافة الأمل لهؤلاء المرضى لمواصلة علاجاتهم الكيميائية والإشعاعية"، موضحة أنه "في الجزائر يمكن رفع التحدي ما دام هناك العشرات ممن التفوا حول هذه المبادرة، وتوعية كل شخص لأخذ الحيطة والحذر، ومواساة كل من يئن من هذا الداء".

اللافت أن الحملة التوعوية لقيت تجاوباً ملحوظاً من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين رحبوا بالمشاركة والمساعدة على إيصال فكرة واحدة "الجميع ضد السرطان"، فضلاً عن التذكير بمخاطر وأسباب هذا الداء الخطير الذي يحصد الآلاف من الأرواح سنوياً في الجزائر والعالم.

المساهمون