المعارضة السودانية تحذر من فتح المدارس خوفاً من الكوليرا

01 يوليو 2017
المياه الراكدة تساعد على انتشار عدوى الكوليرا(باولا برونستاين/Getty)
+ الخط -
أطلق ناشطون وقوى معارضة نداءات للأسر السودانية بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس التي تطلق عامها الدراسي الجديد، غدا الأحد، خوفاً من انتشار مرض الكوليرا، الذي ضرب أجزاء واسعة من البلاد.

وأكدت الحكومة في الخرطوم، اليوم السبت، استقرار الأوضاع الصحية في البلاد، بما يسمح ببدء الدراسة للعام 2017ـ2018.

وانتشر وباء الكوليرا، خلال الأشهر العشرة الفائتة، في نحو 12 ولاية سودانية من أصل 18 ولاية، وزادت الإصابات عن 16 ألف شخص، في حين قضى ما يزيد عن 250 شخصاً، بحسب وزير الصحة الاتحادي بحر ادريس أبو قردة. كما اتسع انتشار الوباء خلال الشهرين الماضيين في العاصمة الخرطوم.

وأثار توقيت بدء المدارس بالعاصمة الخرطوم قلق الأسر السودانية، بالنظر للتحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة الاتحادية من انتشار المرض وزيادة حدته، خصوصاً مع تراكم المياه في الميادين العامة والطرقات والأحياء، وتكاثر الذباب الذي يعد الناقل الأساسي لعدوى الكوليرا.

وبدت بعض الأسر السودانية مترددة في إرسال أبنائها إلى المدارس خوفاً من انتشار عدوى الكوليرا، لا سيما مع تدهور أوضاع الأبنية المدرسية عموماً والحكومية خصوصاً، فضلاً عن احتمال انتقال العدوى بين الأطفال في المدارس.

وأوضحت ستنا محمد نور لـ"العربي الجديد" أنها قررت عدم إرسال طفلها إلى الروضة، رغم أنها أكملت إجراءات تسجيله. وقالت: "سأحرم طفلي مضطرة من الالتحاق بالروضة طيلة الشهرين المقبلين، لأني مهما اعتنيت بنظافة ابني الشخصية، وبتجهيز وجباته واحتياجاته، لا أضمن لما يمكن أن يتعرض له من رفاقه في الصف من عدوى محتملة".





وأبدت أماني الأمين ترددها في إرسال أبنائها الثلاثة إلى المدرسة. وأكدت أنها ستبقيهم في المنزل طوال الأسبوع الأول من الدراسة، لتقييم الوضع والتأكد من عدم ظهور حالات كوليرا في أوساط التلاميذ.

وأدانت قوى تحالف الإجماع (تحالف يضم نحو 21 جهة من قوى المعارضة السودانية) قرار الحكومة في الخرطوم باستئناف المدارس، غداً الأحد، وحملتها مسؤولية ما يمكن أن ينجم عن قرارها من آثار كارثية مرتقبة.

وطالب التحالف الحكومة بإصدار قرار جديد يقضي بتأجيل فتح المدارس لحين استقرار الوضع الصحي في البلاد وانحسار حالات الكوليرا، داعياً أسر الطلاب لمقاومة القرار حفاظاً على حياة وصحة أبنائهم.



واعتبر التحالف في بيان له، اليوم السبت، أن الإصرار الحكومي على بدء العام الدراسي في هذا الوضع الصحي المتردي يدل على عدم اهتمام وزارتي التعليم والصحة بحياة وصحة التلاميذ، لصالح الخطاب الحكومي الرسمي الذي ينكر حجم الكارثة ويسميها بغير اسمها الحقيقي"، في إشارته إلى "إطلاق الحكومة على الكوليرا تسمية الإسهال المائي الحاد لأسباب سياسية مجردة من أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني"، على حد تعبيره.

ولفت التحالف إلى تحذير المنظمات المحلية والدولية من خطورة الوضع الصحي في البلاد.

وقال وزير التربية في ولاية الخرطوم، فرح مصطفى، إن وزارته تلقت ضوءاً أخضر من وزارة الصحة لبدء المدارس، مع تأكيد استقرار الوضع الصحي، واتخاذ كافة الترتيبات للحفاظ على صحة التلاميذ. وأكد أن وزارته عملت طوال الفترة الفائتة على تأهيل المدارس وتهيئة بيئتها.

وأطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الأهالي في الخرطوم إلى عدم إرسال أبنائهم للمدارس، غداً الأحد، ولمدة أسبوع، في محاولة للضغط على الحكومة لتأجيل انطلاقتها. وأعلنوا عن حملة ستطلق على "تويتر" عند العاشرة من مساء اليوم لفضح صمت الحكومة إزاء وباء الكوليرا.

وأعلنت منظمة الطفولة والأمومة "يونيسف"، الخميس الماضي، أنها تبلغت خلال الأشهر العشرة الماضية عن وجود أكثر من 16.600 حالة إصابة بالإسهال المائي الحاد في 12 ولاية سودانية، منها 317 حالة وفاة.

وأكدت أن الرقم يمثل ضعف المعدل الذي ينبئ بالخطر.

المساهمون