فتيات سعوديات بدينات والحلّ إدخال الرياضة إلى مدارسهنّ

17 مايو 2017
الرياضة ستقيهنّ بعض المشاكل الصحية (فايز نور الدين/فرانس يرس)
+ الخط -

كشفت وزارة التعليم السعوديّة عن ارتفاع نسبة السمنة بين التلميذات في المدارس، خصوصاً في المرحلتين المتوسّطة والثانوية، مؤكّدة أن 70 في المائة من التلميذات سمينات. وتعزو السبب إلى قلّة النشاط والحركة في المدراس، إضافة إلى النظام الغذائي غير الصحي. وتقول مصادر في الوزارة لـ "العربي الجديد" إن هناك توجهاً قوياً لإدخال الرياضة إلى المدارس بحلول العام المقبل، رغم معارضة التيار الديني.

مؤخّراً، أعلن رئيس قسم التربية البدنية في وزارة التعليم، هشال المبارك عن ارتفاع نسبة السمنة بين تلميذات المدارس، مشدّداً على أنّه بات من الضروري إدخال الأنشطة البدنية إلى مدارس الفتيات، وجعلها إلزاميّة. ويقول إن نسبة السمنة وصلت إلى 70 في المائة، مضيفاً أن "النشاط البدني في مدارس الفتيات بات أمراً مهمّاً"، متمنياً بدء العمل فيه قريباً.

ويوضح أنّ هناك تعاوناً وثيقاً بين وزارة التعليم وهيئة الرياضة من أجل النهوض بالرياضة المدرسية في السعودية، مضيفاً أن إقرار إلزامية الرياضة للفتيات في المدراس يحتاج إلى قرار من المجتمع في المقام الأول قبل قرار الجهات المعنية.

تغذية سيئة

وتعدّ نسب السمنة في السعودية الأكثر ارتفاعاً في العالم، خصوصاً بين النساء. وبحسب تقارير لمنظّمة الصحّة العالمية، السعودية واحدة من عشر دول تعاني من ارتفاع في معدلات السمنة. هذه التقارير لا تختلف عن أخرى لوزارة الصحة السعودية، والتي نشرت في منتصف العام الماضي، وكشفت أن 40 في المائة من السعوديين الذكور بدناء، في وقت تعدّ 62 في المائة من من السعوديات بدينات. ويقول المتخصص في التغذية، ماجد العبدلي، إنه لا يمكن تجاهل السبب الأهم للسمنة بين التلميذات، وهو التغذية السيئة، وعدم ممارستهن الرياضة. ويقول لـ "العربي الجديد" إن النشاط البدني يساهم بشكل كبير في حرق السعرات الحرارية المرتفعة التي قد تتناولها التلميذات، لافتاً إلى أنه في ظل انتشار الأجهزة الذكية، باتت ممارسة التلميذات لأي جهد بدني قليلة، ما يؤدي إلى تكدس الشحوم في الجسم. وفي ظل التعنت وعدم السماح للفتيات بممارسة الرياضة في المدارس، ترتفع نسب السمنة لديهن، ما قد يهدد حياتهن في وقت لاحق.




كلفة عالية

وتشير الدراسات إلى أن مرضى الوزن الزائد يكلفون وزارة الصحة السعودية نحو 133 مليون دولار سنوياً، بسبب ترددهم على المستشفيات للعلاج. كذلك، فإن طفلاً من بين ثلاثة أطفال مصاب بالسمنة في السعودية. وبحسب تقارير رسمية لوزارة الصحة، يعاني أكثر من 3.5 ملايين طفل سعودي من السمنة، ويصل نحو 44 في المائة منهم إلى مستوى السمنة المفرطة، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض المتعلقة بالسمنة، خصوصاً السكري وضغط الدم.

وتؤكد المتخصصة في التغذية، منى راشد، أنّ رياضة الفتيات ستكون علاجاً جيّداً لمشكلة حقيقيّة، مستغربة الأصوات التي تتعالى لرفضها، رغم أنها ستكون حكراً على الفتيات وفي مدارسهن المغلقة. وتقول لـ "العربي الجديد": "ترتفع نسبة السمنة بين الفتيات بشكل كبير في ظل انعدام ممارسة الرياضة. ففي عام 2011، قدّر عدد الأطفال المصابين بالسمنة في السعودية بنحو 2.8 مليون، ليصل اليوم إلى أكثر من 3.5 ملايين، ما يعني زيادة بنسبة 700 ألف طفل خلال خمس سنوات، خصوصاً وأن ثلثي هذا العدد من الفتيات".

تضيف راشد: "لا تنحصر المشكلة في الأضرار الصحية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى الأضرار النفسية"، لافتة إلى أن الفتاة التي تعاني من وزن زائد تكون ثقتها في نفسها ضعيفة، وتكون أقل قدرة على النجاح. في الوقت نفسه، تأمل أن تنجح وزارة التعليم في تجاوز القيود، وجعل الرياضة في المدارس إلزامية، حتى تبدأ الفتيات في تحريك أجسادهن لحرق الدهون بدلاً من تكديسها.

المساهمون